في أجندة المركز الثقافي الفرنسي العديد من النشاطات الثقافية لهذا الأسبوع، تضم عرض فيلم لآلان روني وتقديم محاضرة "الأماكن التي تسكننا"، وكذا تقديم معرض للفنان التشكيلي بيار فافا. وسيعرض مساء الأربعاء المقبل فيلم "السنة الأخيرة في ماريانباد" سيناريو آلان روب غريلي، إخراج آلان روني وبطولة دلفين سيرييج وجورجيو ألبيرتازي وساشا بيتواف، والمتحصل على جائزة الأسد الذهبي في مهرجان البندقية سنة 1961. وترك المخرج السينمائي آلان روني بصمة مؤكدة على السينما الحديثة من خلال نظرته إلى التاريخ والذاكرة، وكذا عن طريق كتاباته السينمائية التي تتميّز بأسلوب جديد وتمزج بين الواقعي والمصطنع في آن واحد، وهذا عبر مسيرة سينماتوغرافية تزيد عن نصف قرن. بالمقابل، تقدم كل من الجغرافية فرانس جيران باس والأنثربولوجية الينا فيليبوفا، والجغرافي باير جنتل محاضرة تحت عنوان "الأماكن التي تسكننا". وسيتم خلال هذه المحاضرة طرح العديد من الأسئلة مثل: "كيف ينشأ الإحساس بالانتماء إلى إقليم ما؟"، "لماذا يجد الناس راحتهم أكثر في بعض الفضاءات؟"، "لماذا تمثل بعض الأقاليم هوية شعب وتتمسك بها إلى درجة تفوق تمسك الأفراد بها؟"، وغيرها من الأسئلة التي تحاول إيجاد إجابات لموضوع من مواضيع الساعة وهذا في سياق العولمة التي تسعى إلى إذابة الهويات. للإشارة، فرانس جيران هي أستاذة الجغرافيا والإحصاء ومديرة مركز أبحاث، كما أنها تنشط ملتقى "وسائل الملاحظة: من الأفراد إلى الشعوب"، أما الينا فيليبوفا، فهي أنثربولوجية ومديرة معهد الاثنلوجية والأنثربولوجية بأكاديمية العلوم بروسيا، وتشارك في العديد من المشاريع من بينها "الهوية والأقاليم" و"إشكاليات الهوية"، في حين بيار جانتال هو جغرافي متخصص في الصين ومدير مجموعة "آسيا الجمع"، له العديد من المؤلفات من بينها: "جيوسياسية العالم المعاصر". أما النشاط الثالث للمعهد الثقافي في نفس اليوم، فيتمثل في معرض الفن التشكيلي "ضوء على ظلام" للفنان بيار فافا. وسيكشف الفنان الشاب بيار لكل محبي الفن التشكيلي، خبايا اللون الأسود، وكذا سر ولعه به، وهذا من خلال الضوء الذي يسلطه على هذا السواد المعبر عن الخوف والغموض والسرية، ولكنه في آن واحد يدفع فضولك إلى محاولة اكتشاف ما وراء الأسود، ذلك اللون القوي الذي يستطيع أن يمص الضوء ومعه أحاسيس متناقضة حقا.