بعد بحث علمي طويل، وعمل ترميمي دام قرابة السنة بإشراف مجموعة من الأساتذة المختصين في مجال الترميم من جامعة روما، بالتعاون مع يد جزائرية لمرممين من مختلف المتاحف الوطنية، يتم صبيحة اليوم بالمتحف الوطني للآثار بسطيف الكشف عن الوجه الجديد للفسيفساء الشهيرة "ديونيزوس" المعروفة باسم فسيفساء الإله "باخوس"،. ترميم فسيفساء "ديونيزوس" يعد أول تجربة في هذا المجال بالجزائر تمخض عن بروتوكول اتفاق بين مؤسسة "إيني" للبترول الإيطالية ووزارة الثقافة الجزائرية يقضي بتكفل الأولى بتمويل مجموعة من عمليات الترميم لتحف أثرية بمختلف المتاحف والمواقع الأثرية الجزائرية وبإشراف أخصائيين أثريين من جامعة روما. وقد اختير متحف سطيف لإجراء أول تجربة لترميم فسيفساء "ديونيزوس" كون هذه الأخيرة تعد الوحيدة على المستوى العالمي من ناحية تقنيات تركيبتها، وموضوعها الفني والإيكونوغرافي (التصويري). وسمحت عملية الترميم بتحقيق العديد من الأهداف العلمية والتقنية أبرزها الترميم الكامل لإحدى التحف النادرة، والتي تعد مكسبا حقيقيا للتراث الوطني المتمثل في فسيفساء "ديونيزوس" التي أخذت بعدا آخر وثراء إضافيا من ناحية القيم الجمالية والعلمية، بالإضافة إلى استفادة عدد من المرممين من مختلف المتاحف والمواقع الأثرية الجزائرية من تربص في الموضوع طيلة فترة التكوين، مكنهم من اكتساب مهارات ومؤهلات علمية إضافية في مجال الترميم الذي يعد إحدى الركائز في الحفاظ على الموروث الثقافي، مما سيسمح لهم بالقيام بأعمال ترميمية مستقبلا.