تم أمس بالمتحف الوطني للآثار بسطيف عرض فسيفساء "ديونيزوس" بعد أن خضعت لترميم استغرق أكثر من سنة بروما (إيطاليا) وذلك بحضور وزيرة الثقافة السيدة خليدة تومي والمدير العام لشركة "إيني" الإيطالية التي تكفلت بالعملية. وأكدت السيدة تومي بمناسبة عرض الوجه الجديد لفسيفساء "ديونيزوس" المعروفة باسم فسيفساء الإله الخرافي "باخوس" والتي تعود للقرن الثالث الميلادي على ضرورة وضع برنامج خاص ومتكامل لحفظ وترميم الرصيد والموروث الثقافي الذي تزخر به البلاد عبر المواقع الأثرية والمتاحف. وأشارت الوزيرة أمام مختصين في مجال ترميم الآثار من جامعة روما 3 إلى أن ترميم فسيفساء "ديونيزوس" التي تعتبر واحدة من أشهر وأهم التحف النادرة التي عثر عليها في الجزائر دليل على أن شركة "إيني" الإيطالية للبترول "ليست متواجدة في الجزائر من أجل الاستثمار في مجال البترول والغاز فحسب وإنما لتثمين التراث والموروث الثقافي المشترك بين الجزائر وإيطاليا". واعتبرت السيدة تومي ترميم فسيفساء "ديونيزوس" التي تم اكتشافها بحي المعابد بالجهة الغربية لحديقة التسلية سنة 1956 "ثمرة جهود مع شركة "إيني" الإيطالية الرائدة في هذا المجال". وتعد عملية ترميم فسيفساء "ديونيزوس" أول تجربة من نوعها في الجزائر وتمخضت عن بروتوكول اتفاق بين مؤسسة "إيني" ووزارة الثقافة الجزائرية وتقضي بتكفل أولي بتمويل عمليات ترميم لتحف أثرية بمواقع أثرية بالجزائر على غرار شرشال وتيمقاد وتبسة وعنابة وقسنطينة وبإشراف مختصين في علم الآثار من جامعة روما3 . وتم اختيار متحف سطيف لإجراء أول تجربة لترميم فسيفساء "ديونيزوس" كون هذه الأخيرة تعد الوحيدة على المستوى العالمي من حيث تقنيات تركيبها وموضوعها الفني والتصويري. وتلقت الوزيرة بالمناسبة شروحا حول مضمون هذه الفسيفساء التي تصور مشهدا لنصر الإله الخرافي "ديونيزوس" وذلك من طرف السيد مسعود محدادي إطار سابق في قطاع الثقافة وأحد المشاركين في اكتشاف هذه الفسيفساء العام 1956 قبل تحويلها إلى متحف سطيف سنة 1985. من جهتها قدمت السيدة موسو أستاذة بجامعة روما مختصة في الفسيفساء شروحا إيكونوغرافية (تصويرية) حول هذه اللوحة وأهميتها من الناحيتين الثقافية والتاريخية وكذا حول مختلف الطرق العلمية التي تسهم في المحافظة عليها. ومن جهته أشار المدير العام لشركة "إيني" بالجزائر السيد تيطوني إلى أن هذا المشروع يندرج ضمن مخطط التنمية المستدامة لشركة "إيني" وذلك عقب بروتوكول الاتفاق الموقع عليه في 16 جويلية 2008 بين وزارة الثقافة الجزائرية و"إيني" الجزائر وجامعة روما 3.