قد يفقد البعض الأمل في ايجاد عمل، وقد ييأس البعض الآخر من مستقبلهم المجهول الذي ينتظرهم بسبب توقفهم المبكر عن الدراسة، لكن قد يتوجه الكثيرون الى مراكز التكوين المهني لتعلم صنعة أوحرفة قد تكون بابا لدخول ميدان العمل ولمستقبل مزهر لم يكونوا يتوقعونه. التكوين المهني هو الملجأ الذي يختارونه من أصبحوا يواجهون شبح البطالة في ظل مجتمع اصبح فيه سوق العمل يتطلب مؤهلات وإمكانيات جديدة قد لا توجد إلا في مراكز التكوين المهني التي تتولى الاهتمام بتعليم حرف اللشباب، ومنها مركز »عباس لغرور« بالدارالبيضاء والذي رغم محدودية قدرته النظرية للتكوين التي لاتتجاوز 850 مقعد بيداغوجي إلا أنه يعرف إقبالا كثيفا من المترشحين بمختلف أعمارهم ومستوياتهم التعليمية.
تكفل كامل بالمتربصين وتوجيه صارم من المسؤولين يقدم مركز الدارالبيضاء للتكوين المهني للمترشحين وبأسعار رمزية ما بين 90 و50دج تكوينا نظريا وتطبيقيا في مختلف التخصصات المهنية بغية اكسابهم كفاءة مهنية تمكنهم من الدخول الى عالم الشغل وترفع مستوى تأهيلهم تماشيا مع التطور الذي يشهده سوق العمل. ويستهدف هذا المركز من خلال نمطين من التكوين إقامي يقدم للمتربص تعليما يوميا طوال أيام الاسبوع، وتكوين آخر عن طريق التناوب بين مؤسسات التكوين المهني والمؤسسات المشغلة، كل الفئات العمرية ابتداءا من 16 سنة فما فوق كما أنه يتيح للعاملين الراغبين في تحسين وضعياتهم المهنية والاجتماعية فرصة التكوين عن طريق الدروس المسائية. ويحظى المترشحون الراغبون في مزاولة دراستهم بالمركز بتكفل تام، بداية من عملية الاعلام التي تسبق التسجيلات، والتي يسخر لها المسؤولون بالمركز حسب ما أكدته مسؤولة التوجيه بالمركز ل»المساء« كل الامكانيات لضمان إعلام فعال، إذ يتم الاتصال بكل المتوسطات الكائنة بالبلدية لتقديم عروض إعلامية حول التخصصات الموجودة به، بالاضافة الى تنظيم ابواب مفتوحة على التوجيه المدرسي والتكوين لإعلام كل من له ميل لهذا النوع من التكوين عن انواع التخصصات المفتوحة وكيفية مزاولة التربص، وأضافت ذات المتحدثة ان دور التوجيه لا يتوقف عند هذا الحد، بل قد يكون من المركز الى مراكز أخرى في حالة ما إذا كان التخصص الذي يبحث عنه المترشح موجودا في مركز آخر.
التركيب الصحي والغاز، المحاسبة، الكهروميكيانيك.. وتخصصات أخرى مفتوحة للمترشحين يمنح المركز للمترشحين تكوينا في تخصصات عديدة أهمها التركيب الصحي والغاز، المحاسبة، الكهروميكانيك، الحلاقة، البلاط والخزف، الكهرباء المعمارية.. حيث تم استقبال بداية هذا الدخول اكثر من 360 متربصا جديدا. وحسب مدير المركز السيد »عبد الحليم خروبي« فإن اكثر التخصصات التي تلقى اقبالا هي »التركيب الصحي والغاز« نظرا لعدم احتياج محترفيها لرأسمال كبير لاشتغالها، كما ان سوق العمل يتطلب هذا النوع من الحرفة، وكشف ذات المتحدث ل»المساء« انه وبهدف مسايرة التطورات التكنولوجية الحاصلة في العالم واحتياجات سوق العمل في الجزائر فإن المركز ينوي تغيير الخريطة البيداغوجية الراهنة لخلق تخصصات جديدة تتماشى وسوق العمل.
طريق معبدة حتى بعد التربص وقد أشار مدير المركز الى أن عملية التكوين بالمركز لا تقف عد حد تمام التربص، بل حتى بعده، إذ يتم استقبال كل طلبات المؤسسات والشركات الباحثة عن يد عاملة كفأة في التخصصات الموجودة بالمركز والتي يتم التكفل بها بمنح المتفوقين في التخصصات فرصا للاشتغال بهذه المؤسسات وهو ما تم فعلا خلال سنوات خلت حسب ذات المصدر، وهو السبب الذي لأجله سيتم تعديل تخصصات المدرسة بالمركز.