فتح الحارس الدولي السابق لمين بوغرارة قلبه ل"المساء" ، مركزا حديثه بشكل خاص على المباراة الهامة التي ستجمع الفريق الوطني بنظيره المصري يوم 14 نوفمبر المقبل، ودون إغفال الاشارة الى مباراة 2001 بملعب القاهرة والتي شارك فيها وهو مصاب، حيث انتهت بانتصار الفراعنة 5 مقابل 2 رغم وقوف أشبال جداوي الند للند أمام أشبال الجوهري. - كيف يقيّم بوغرارة بعين الخبير الكروي تشكيلة سعدان؟ * أظن ان هذا الفريق يضم لاعبين ممتازين، ولقد وقفنا على هذا الاستنتاج بعد متابعة المقابلات التي أجراها أشبال سعدان، حيث كانت النتائج جد باهرة واكتشفنا فريقا منسجما، وأنا شخصيا أرى ان عناصره تستحق المشاركة في المونديال القادم. - ماذا تقولون عن مباراة 14 نوفمبر؟ * أعتبرها مباراة نهائية لهذه المجموعة.. وخصوصيتها أن منتخبنا سيدخل بأفضلية على منافسه المصري من حيث النتيجة، التأهل سيكون من نصيبنا وفق ثلاثة احتمالات: الفوز، التعادل أو الانهزام بفارق هدف، بينما يتحتم على المصريين الفوز بفارق 3 أهداف وهو أمر مستبعد بالنظر الى قوة دفاعنا الذي اظهر متانة كبيرة منذ انطلاق التصفيات. - هذا حسابيا.. لكن بعض الاختصاصيين يرون أن هذه المقابلة لن تخضع للحسابات ولا للمنطق؟ * هذا صحيح، فنتائج مباريات كرة القدم لا تحتكم أحيانا للمنطق، وهو ما شهدناه مؤخرا خلال قمة البطولة الفرنسية التي جمعت بين أولمبيك مرسيليبا ونادي ليون حيث انتهت بنتيجة عجيبة 5 مقابل 5، لكن أظن أن "الخضر" ومدربهم سعدان لهم الخبرة والشخصية القوية ما يؤهلهم للتعامل بطريقة فعالة مع أطوار اللقاء. - بالاستناد إلى خبرتكم، كيف يتم التحضير لمثل هذا النوع من المباريات؟ * عندما نكون أمام موعد من هذا الشكل الذي يأخذ حيزا كبيرا من اهتمامات الصحافة وحتى الطبقة السياسية والشعب، فالتحضير في جو ملائم له دور كبير في الأداء أثناء المقابلة الرسمية، وأول ما يلجأ إليه الطاقم الفني هو محاولة إبعاد اللاعبين عن الضغط ووضعهم في جو من الانسجام والتركيز، وكنا أثناء استعدادنا لمثل هذه المباريات نحاول بكل الوسائل عزل أنفسنا عن الإعلام والمحيط الخارجي حتى يوم المقابلة، مع ضرورة التركيز على نقاط قوة وضعف الخصم وهو أظن مفتاح نجاح أي فريق. - بالحديث عن نقاط القوة والضعف، كيف تقيمون المنتخب المصري؟ * لو تابعنا بقليل من التركيز المنتخب المصري، فسنقف على مجموعة من النقائص التي أظن أنها نقاط ضعف زملاء أبو تريكة، فمنتخب الفراعنة له معدل سن كبير مقارنة بنظيره الجزائري وهو ما سيجعله عرضة للتأثر البدني مع مرور الوقت من المقابلة، حيث سيسعى شحاته لتدارك هذا الموقف بتقسيم المقابلة على مراحل وتوزيع الأدوار بشكل دقيق، كما أن الخطة التي يلعب بها المنتخب المصري معروفة وهي خطة 3 - 5 - 2 تخلق فراغات في الدفاع من الجهتين اليمنى واليسرى وتجعل الفريق مكشوفا في الخلف وسهل التعرض للهجمات السريعة العكسية التي ستكون قاتلة لمنتخب مصر إذا استغل مهاجمو فريقنا جيدا هذه السلبيات خاصة وأن المنتخب المصري يعاني من نقص في وسط دفاعه في غياب وسط الدفاع الحر وائل جمعة. أما عن نقاط قوة الفريق المصري فأظن أنها تكمن في ارتكازه على الأطراف بالاعتماد على عماد متعب، معوض وبركات الذين سيحاولون بكل ما أتوا من قوة التوغل على هذه الجهات في خطوة لزعزعة الدفاع الجزائري وإرغامه على ارتكاب الأخطاء وكذا توفير الكرات لأبو تريكة وزيدان. - ما هي نصيحتكم للاعبين الجزائريين؟ * هي مقابلة مصيرية وعلى لاعبينا توخي الحيطة والحذر ومحاولة خلق فرص في الدقائق الأولى من الشوط الأول لهز ثقة المنافس وإدخال الشك في صفوفه، وهنا تدخل خبرة الحارس والمدافعين والمهاجمين الذين عليهم الاحتفاظ بالكرة أكبر وقت ممكن ودفع الخصم لارتكاب الأخطاء للحصول على مخالفات في أماكن حساسة. - بصفتكم حارس دولي سابق، ماذا تنتظرون من قواوي لا سيما بعد تعرضه لضغط من الإعلام المصري ؟ * أظن أن الحارس قواوي له من الخبرة مع المنتخب الجزائري ما تجعله مؤهلا لحراسة شباك المنتخب بشكل جيد ، فهو يتألق دوما في المواعيد الكبرى ويؤدي دوره بشكل ممتاز كلما كثر عليه الضغط والانتقادات وأظن انه سيساهم في تحقيق التأهل للمونديال. - المصريون يعولون كثيرا على ضغط جماهيرهم ، فما هي حقيقة هذا الضغط؟ * ملعب القاهرة وتر من الأوتار التي يلعب عليها الإعلام المصري، وقضية الضغط الموجود به مبالغ فيه وأنا شخصيا أظن أن الضغط في ملعب 5 جويلية بالعاصمة اقوى وأشد من ملعب القاهرة. - ألا تظنون أن تواجد 80 ألف مناصر مصري مقابل 2000 من الجزائر، لن يؤثر على أداء المنتخب الجزائري؟ * الجمهور يبقى جمهورا والمقابلة تلعب فوق المستطيل الأخضر ولا أظن أن يكون للحضور تأثير كبير على لاعبينا المحترفيين الذين يتميزون بشخصية قوية تجعلهم لا يهتمون لما هو خارج المستطيل الأخضر. - المصريون يركزون كثيرا على مقابلة 2001 حين انهزم الفريق الوطني بملعب القاهرة بنتيجة ثقيلة وكان بوغرارة هو حارس مرمى المنتخب الوطني قبل استبداله وهو مصاب . فما هو تعليقكم ؟ * الحقيقة أن الكثير من الإعلاميين وقتها حملوني مسؤولية خسارة المنتخب الوطني بسبب مشاركتي وأنا مصاب لكن ذلك لا يهمني. أود القول أن مباراة 2001 تختلف تماما عن مباراة 2009 وفق اختلاف المعطيات، فالمنتخب الجزائري الحالي أحسن تنظيما من المنتخب آنذاك حيث أن كل الجزائريين بما فيهم السلطات العليا موجودين وراءه وحتى المنتخب المصري ليس بالقوة التي كان عليها سنة 2001. - كيف ترون تصاعد الحملات الإعلامية المتبادلة بين الجزائريين والمصريين؟ * نحن ضد هذه التصرفات اللارياضية واللاحضارية، فعلاقة البلدين أكبر من مباراة كرة قدم ولا يجب التأثر بالأعمال الصبيانية. - ما هو تكهنكم لنتيجة المقابلة؟ * أنا بطبيعتي لا أقدم تكهنات، لكن أظن أن المباراة ستكون حامية الوطيس خاصة بعد العودة القوية للمنتخب المصري في مقابلاته الأخيرة والتي سمحت له بالحفاظ على أمل التأهل. كما أظن أن نتيجتها ستحسم في ال90 دقيقة من المقابلة ولن نذهب إلى مباراة فاصلة. - أين سيشاهد الحارس الدولي السابق لمين بوغرارة اللقاء؟ * في البيت أمام التلفزيون ومع أولادي، حيث سنشجع الجزائر بكل قوة ونتمنى التأهل لمنتخبنا والذهاب لمونديال جنوب إفريقيا.