بلغ الحديث عن مقابلة الجزائر ضد مصر برسم العودة لحساب تأهيليات مونديال 2010 ذروته خلال الأسبوع الجاري، وتعدى هذا الحديث أفواه العامة ليصل سوق "الكاسيت" فأطلق العنان لإبداع الشباب الذين وجدوا في الانتصارات المتتالية للمنتخب الوطني ومقابلة 14 نوفمبر الجاري مادة دسمة لإخراج أغاني ذات أهازيج مناصرة لفريقه. منذ فوز المنتخب الوطني على نظيره المصري وتحقيقه لفوزين متتاليين على منتخبي زامبيا ورواندا وازدياد حظوظه في كسب ورقة التأهل لمونديال جنوب إفريقيا 2010، ازدادت حمى الأغاني الكروية المناصرة والمشجعة للفريق الوطني إذ نسمع بين الحين والآخر صدور البومات جديدة مشجعة بالفعل ليس فقط للفريق الوطني وإنما للأنصار الذي يحفظون تلك الأغاني عن ظهر قلب والموعد بات قريبا لإطلاق العنان للرقص وقرع الطبول..ان شاء الله فقط يحقق الخضر النصر المنتظر. "المساء" ترددت على بعض محلات بيع الأشرطة والأقراص بشوارع العربي بن مهيدي، علي بومنجل واحمد بوزرينة، فكانت الأجواء الانفعالية واحدة..زادتها حدة اعتماد أصحاب تلك المحلات على وضع أغاني المناصرين بأصوات عالية للغاية. مكوثنا لدقائق في المحلات محط زيارتنا بينت لنا بالفعل مدى تعلق الجزائريين بمنتخبهم الوطني الذي عاد بقوة في طبعته الشبابية ل2009، كل من يدخل هناك فليشتري "سي دي" جديد الأغاني الكروية..سألنا أحد المواطنين في الموضوع فقال أن مناصرته لأشبال سعدان لم تخفت ولو للحظة منذ تحقيق الفوز على مصر في 07 جوان الماضي وازدادت مع الفوزين المتواليين، بحيث أن الفوز الذي يصنعه الفريق الوطني لا ينتهي فقط بعد مرور 90 دقيقة من اللعب وإنما يمتد لساعات طوال بعد ذلك واللاعب الأساسي هنا هم الأنصار الذين يخرجون تلقائيا للشوارع معبرين عن فرحتهم بالفوز المستحق، وطبعا لا تكتمل فرحة الفوز هذا من دون الأغاني المناصرة لكرة القدم. 17 ألبوما مختلفا يعرضه أحد أولائك الباعة، الى جانب بعض أشرطة "الكاسيت" وأيضا لعب بلاي ستايشن خاصة بكرة القدم، وان لم تكن تقتصر على الفريق الوطني في مقابلاته الأخيرة فإنها موجهة لعشاق كرة القدم من الأطفال الذين يجدون متعة وهم يصدرون تعليقاتهم في متابعتهم لأطوار لعبتهم وهم يطلقون تسميات عناصر المنتخب الوطني افتراضيا على لعبتهم. تلك الألبومات ال 17 موزعة على 10 فرق غنائية أشهرها على الإطلاق فرقة "ميلانو تورينو" التي حققت أغنيتها الإيقاعية "لالجيري بلادي..ساكنة في قلبي" نجاحا كبيرا بحيث يرددها الصغير والكبير..الى جانب هذه الأغنية نجد في البومات الفرق الموسيقية المناصرة للخضراء "سوق مصر راه تهول" كناية عن المقابلة المصيرية التي ستجمع في 14 نوفمبر الجاري بين منتخبي الجزائر ومصر ومن ورائهما شعبي البلدين والكل يحلم من جانبه بنيل ورقة التأهل..هناك أيضا أغاني "هاذ العام المونديال"..هكذا يديرو لالجيري"، "الي ليفير".."مع الخضرا الهول"، "بلادي"، "جامي نابوندوني"، "فيفا لالجيري"..وأخرى كثيرة، ونستطيع الجزم أن كل من يدخل لتلك المحلات يشتري البوم أوأكثر..سألنا شابا كان قد اشترى " ألبوما مناصرا" فأجابنا أنه اشترى 4 أقراص مضغوطة تحمل أغاني إيقاعية مناصرة لرفاق زياني، وأكد أن هدف ذلك هو "الزهو" والفرجة بعد تحقيق الفوز على مصر، سألناه ان كان يجزم بفوز الخضر فقال "أنا متفائل جدا..حتى الشتاء راهي معانا"..فيما قال آخر اشترى هو أيضا ألبوم "الخضراء": "كل مقابلة معها أغنية..ومقابلة الجزائر ومصر مفتوحة على كل الاحتمالات حتى في الأغاني فقط أطلب من كتاب هذه الأغاني الابتعاد عن الشتم فكلنا مسلمون والفوز في الأخير للفريق الأحسن". وكذلك كانت إجابة أحد بائعي الأشرطة بحيث قال: "لم أبع في حياتي أشرطة مثل ما بعت في هذه الفترة فحتى مواسم الأفراح لم تشهد مثل هذه الحركية في البيع، ولكن ما لاحظته أن الجهة التي تصدر هذه الأغاني لا تعير الكلمات أدنى اهتمام إذ من بين الأغاني المسوقة ما تحمل كلاما بذيئا وأخرى شتائم وهذا غير مقبول فلو تمعنا حقيقة في الكلمات المرددة على الألحان الراقصة لما استطعنا فعلا سماعها وسط أهالينا".