الأغاني القديمة تزاحم الجديدة..و''الشبكة يا لالجيري'' تحطّم الرّقم القياسي في المبيعات شيوخ يردّدون أغاني صونية وطارق من أجل ''سعدان'' و ''رفقاء زياني'' نساء، رجال، أطفال وحتى شيوخ..الكل في رحلة البحث عن أغاني رياضية لفريقنا الوطني.. فالجزائريون لم يتوقفوا لحظة في التوافد على محلات بيع الأشرطة.. من أجل المدرب سعدان ورفقاء زياني.. فاستهلكوا الملايين من ''السيديهات'' في ظرف قياسي منذ انطلاق مباريات كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا ليجد بالمقابل أصحاب المحلات مشكلة في تلبية كافة طلبات الزبائن، خاصة من المهاجرين الذين ظلّوا ''يتهافتون'' بل ''يتسابقون''، من أجل الظفر بشريط سي دي..''يزهيو بيه الحومة والدار''..بسبب ندرتها في السوق.. وفي جولة استطلاعية قادتنا لبعض المحلات بالعاصمة.. وقفنا على مشهد رائع أبدع جزائريون في صنعه بشوارع العاصمة.. من أجل الجزائر وفقط..فخيل لنا كأن سيناريو ''أم درمان'' يعيد نفسه من جديد.. هي جولة استطلاعية قادتنا أمس إلى محلات بيع الأشرطة بالعاصمة، البداية إلى أحد المحلات الواقعة بساحة أودان، أغاني صاخبة تدوي من بعيد.. دخلنا المحل الذي وجدناه ممتلئا على آخره بالزبائن من مختلف الأعمار..اقتربنا من أحد الباعة.. كان منهمكا هو الآخر في تلبية طلبات زبائنه.. سألناه عن مدى إقبال الجزائريين على أغاني الفريق الوطني..فأجابنا:'' لقد تراجع الطلب قليلا على تلك الأغاني وليس كما كان في السابق، لمّا هزمت الجزائر فريق الفراعنة بالسودان وتأهلت للمونديال بجنوب إفريقيا.. لكن ورغم ذلك فالجزائريون ''دمهم سخون''، ورغم خسارتهم أمام المنتخب السلوفيني، غير أنّهم لازالوا متمسكين برفاق زياني''..ونحن نتحدث مع البائع الذي كنا نجد صعوبة كبيرة في سماعه، بسبب شدّة صوت الأغاني التي كانت تدوي في كامل أرجاء المحل.. تقدمت امرأة تجاوزت العقد الرابع بقليل، إلى نقطة الدّفع لاقتنائها 4 أشرطة كاملة عن الفريق الوطني.. وليس الأمر بالغريب إطلاقا، لأن كل شيء يهون بسبب الفريق الوطني.. غادرنا ذلك المحل وتركنا زبائنه يتسابقون على أغاني صونية، فرقة تورينو ميلانو والشاب تاريق وغيرهم من المغنيين الذين أبدعوا وتفننوا في مغازلة رفاق زياني الذين أدخلوا الفرحة في قلوب الجزائريين.. فحتى الشيوخ لم يتأخروا لحظة في مناصرة فريقنا الوطني، رغم انشغالهم بمشاكل التقاعد..غير أنّهم ظلّوا يردّدون أغاني الشابة صونية والشاب تاريق من أجل ''سعدان'' ورفقاء زياني''. تهافت على أغاني رفاق زياني..والباعة يشتكون ندرة الأشرطة.. رحنا نتجول بين محل وآخر لبيع الأشرطة، وهذه المرّة بشارع عميروش..توقفنا عند أحد الباعة، غير أنّنا وجدنا المحل فارغا من الزبائن، باستثناء زبونة واحدة كانت تهم بالخروج، بعد اقتنائها لأحد الأشرطة المفضلة لديها، اقتربنا من أحد البائعين ولما سألناه عن إقبال المواطنين على أشرطة الفريق الوطني، طلب منّا الحديث مع صاحب المحل الذي أخبرنا بأنّ الإقبال كبير على أشرطة فريقنا الوطني، خاصة منذ انطلاق مباريات مونديال جنوب إفريقيا، مضيفا:'' في الآونة الأخيرة أصبحنا نجد صعوبة كبيرة في تلبية طلبات زبائننا الذين لم يتوقفوا لحظة عن اقتناء الأشرطة بشكل ملفت جدا للإنتباه، بسب ندرتها في السوق..لقد نفذ محلي من أشرطة الفريق الوطني''..ليضيف زميله قائلا:'' أغاني صونيا والشاب تاريق ألهبت الشارع الجزائري، فالكل يتهافت على أغانيهم''.. شيوخ..كهول ..نساء و حتى أطفال..الكل يتهافت..يتسابق على أغاني رفقاء زياني تأهل فريقنا الوطني للمونديال وفوزه على منتخب مصر بالسودان، أخلط كافة الموازين، ففي الوقت الذي كان الإستماع للأغاني في مختلف الطبوع، لا يستهوي كافة فئات المجتمع إلا فئة الشباب وبعض الكهول، تغيرت الأمور في ظرف قياسي، بمجرد تأهل فريقنا الوطني، ،حيث أصبح الجميع يتهافت ويتسابق من أجل الظفر بشريط عن الفريق الوطني.. وهذا ما وقفنا عليه خلال جولتنا الإستطلاعية، توافد كبير من قبل النساء، الكهول، الأطفال وحتى الشيوخ.. فالكل يطلب أغاني صونية، الشاب تاريق وفرقة تورينو ميلانو..فالمونديال كسر الأجواء التي كانت تطبع فصل الصيف في السنوات الماضية..حين لم يعد أحد يهتم بأغاني الأعراس.. خاسرين ولا رابحين..ومن دون أغاني زياني وصايفي..الحالة ميتة خاسرين ولا رابحين، هي العبارة التي ردّدها أحد الباعة الذي قصدنا محله المتواجد بشارع حسيبة بن بوعلي بالعاصمة، ورده عن سؤال حول مدى إقبال الجزائريين على أغاني الفريق الوطني، أخبرنا''رابحين ولا خاسرين..الكل مع الخضرة والخضرة برك..فرغم انهزام أشبال المدرب رابح سعدان أمام الفريق السلوفيني، إلا أن أنهم لم يتوقفوا لحظة عن اقتناء الأشرطة التي تتغنى بفريقنا الوطني..فالشعب الجزائري لا يفقد الأمل إطلاقا، ولن يفقد الأمل في قدرات المدرب سعدان، ولا في قدرات فريقنا الوطني.. حتى المهاجرين..لا يفوتون الفرصة..في رحلة البحث عن أغاني منتخبنا الوطني مع اقتراب فصل الصيف، تبدأ الجالية الجزائرية المتواجدة عبر العالم في التوافد على الجزائر، لكن هذه السنة تزامن فصل الصيف و انطلاق مباريات كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا، ليجد المهاجرون أنفسهم في رحلة البحث عن أشرطة الكاسيت التي تغنت برفقاء زياني وصايفي..لتتغير وجهتهم من ''شواطئ البحر'' للإستجمام إلى ''محلات بيع الأشرطة''..ليتأجل الموعد إلى غاية انتهاء فعاليات كأس العالم..فالكل يبحث عن أغاني فريقينا الوطني الجديدة منها و حتى القديمة التي حقّقت نجاحا كبيرا في سوق الكاسيت..حين صرح لنا صاحب محل لبيع الأشرطة المدعو كمال/ف:'' أكثر المتوافدين على المحل هم المهاجرون الذين يعشقون الفريق الوطني حتى النخاع..إلى درجة أننا أصبحنا نواجه مشكلا في تلبية كافة طلباتهم فكل زبون يقتني من 4 إلى 5 أشرطة..فالطلب متزايد مقابل العرض الذي تراجع بشكل كبير، خاصة خلال هذه الفترة بالذات''..ليضيف أحد الزبائن الذين وجدناهم بالمحل:'' أختي لا يهم الثمن الذي ندفعه، ولا يهم من هو صاحب الأغنية''، فالأهم بالنسبة إلينا:''نقلبوها في الحومة صغار وكبار على جال زياني وصحابو''.. وآخرون..متمسكون بالأغاني القديمة..آلي آلي الشبكة يا لالجيري..لالجيري يا لميمة رغم إغراق سوق الكاسيت بأشرطة جديدة رياضية لفريقنا الوطني، إلاّ أنّ الجزائريون لا يزالوا متمسكون بالأغاني القديمة التي دخلت في ظرف قياسي بيوت الجزائريين من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب، وخلال نفس الجولة التي قادتنا لبعض محلات بيع الأشرطة، كانت لنا الفرصة للحديث مع بعض الزبائن الذين أكدوا لنا أنهم يفضلون الأغاني الرياضية القديمة التي حقّقت نجاحا كبيرا خلال فوز الجزائر على منتخب مصر، وضمانها بذلك التأهل للمونديال 2010 بجنوب إفريقيا..ليصرح ''فاتح.ط'' الذي قدم من ولاية الجلفة لزيارة قريب له في المستشفى:'' أفضل أغاني الشاب تاريق خاصة أغنية ''آلي آلي الشبكة يا لالجيري''، التي أداها مع بعض اللاعبين وعلى رأسهم مجيد بوڤرة''، وكذا أغنية ''تحيا لكيب ناسيونال تاع بلادنا''، التي أداها الشاب أمين تيتي والتي لا تزال متداولة لحد الساعة بين الجزائريين، والتي ألهبت الشارع الجزائري '' وكذا أغاني الشابة صونية وفرقة تورينو ميلانو ''مونديالي''..و كذا أغنية ''حرامي'' للشاب مراد.