فرحة عارمة اجتاحت قاعة فندق السفير التي احتضنت فعاليات الاحتفال بإطفاء جمعية الأمل للمعاقين لباب الوادي شمعتها العشرين مؤخرا في أجواء عائلية طبعتها زغرودة النساء ورقصات الأطفال وابتهاج المعاقيين الذين وجدوا في الحفل فرصة للتنفيس عن الذات والعيش في أجواء من السعادة التي اكتملت، بتوزيع أزيد من 30 كرسيا متحركا على ذوي الاحتياجات الخاصة، وأعمال خيرية أخرى تصب معظمها في خانة رفع الغبن عن المعاق أوعائلته قدر المستطاع وفي حدود ما يجود به المحسنون. على أنغام الزرنة التي قادتها فرقة "الشوكال" العاصمية انطلق الحفل الكبير، الذي شهد مشاركة عدة مطربين منهم كمال فارس والفنانة نادية بن يوسف التي عبرت عن مدى سعادتها لمشاركتها هذه الفئة احتفالها بيوم مميز يضم كل صور التآزر والتلاحم الاجتماعي. المفاجأة الكبيرة التي فجرتها جمعية الأمل هي تركيب أيادي اصطناعية للشاب الثلاثيني عيسى، هذا الشاب الذي تكفلت محسنة فرنسية بعلاجه اسمها سيلفي أخدته الى بيتها بباريس وباشرت عملية علاجه، حيث أبدى الحضور من عائلات المعاقيين سعادة كبيرة بهذه العملية المكلفة، التي استعاد من خلالها عيسى نشاطه وحبه للحياة أيضا. ولمعرفة منجزات الجمعية السالفة وأهدافها المستقبلية تحدثنا إلى السيدة حيزية رزيق رئيسة الجمعية والعين الساهرة عليها التي استطاعت أن تحقق انجازات كثيرة خلال عهدتها في رئاسة الجمعية والمتمثلة في أربع سنوات كاملة من الكفاح والنضال، تقول "لقد اخترنا اليوم شعار 20 سنة نضالا من أجل الدفاع عن كرامة المعوق، نعم إنها الحقيقة التي يجب الوقوف عندها والتأمل فيها بإسهاب، كل ما يريده المعاق هو العيش بكرامة من خلال حفظ حقوقه وعلى رأسها حقه في الدراسة، في الاندماج الاجتماعي". وحول الدور الذي تلعبه الجمعية، قالت محدثتنا "دورنا كجمعية التنسيق بين الإرادة السياسية والمجتمع المدني المعوق، ولدينا نشاطات مختلفة تتمثل في القافلات ذات الأبواب المفتوحة والتي نساعد من خلالها المعاقين المنعزلين على معرفة حقوقهم"، وأضافت قائلة "أن عدد القافلات المسجلة حتى الآن أربعة، جابت الصحاري الجزائريةووهران، أما القافلة القادمة فستجوب تمنراست بالتعاون مع الأمينة العامة للاتحاد الوطني للنساء الجزائريات بأدرار، حيث سنقوم بتوزيع كراسي متحركة وكذا عصي خاصة بالمكفوفين بالإضافة إلى ملابس للأطفال المحرومين الذين تخلى عنهم ذووهم وأصبحت المستشفى مأواهم". وأشارت السيدة حيزية إلى أن المساعدات التي تقدمها الجمعية لذوي الاحتياجات الخاصة أغلبها من مساعدات المحسنين حيث تبرع محسن من وهران مؤخرا بحاوية للكراسي المتحركة وقد رفع بهذا غبنا كبيرا على المعاقيين وعائلاتهم. وحول النشاطات المختلفة التي قدمتها الجمعية لخدمة المعاق، قالت السيدة رزيق حيزية "لقد نظمنا العديد من الأيام الدراسية وآخرها يوم دراسي تحت عنوان "المعاق وحقه في المواطنة" والذي تم التطرق من خلاله لتحديد مكانة المعاق في الجزائر خاصة حيال الواجب الانتخابي، خصوصا أن شريحة كبيرة من ذوي الاحتياجات الخاصة لا يؤدون واجبهم الانتخابي بسبب العراقيل التي يواجهونها لدى تنقلهم بين المكاتب لذا فإن اللقاء كان فرصة مواتية لطرح الانشغال على المعنيين من أجل اتخاذ التدابير اللازمة".