أكد الاستاذ درقيني مختص في امراض النساء والتوليد بمستشفى القبة أن معدل سن اليأس بالجزائر يبلغ 4·51 سنة· وقال الاستاذ مؤخرا خلال يوم دراسي حول سن اليأس ومرض هشاشة العظام أن المرأة الجزائرية ونظرا لامتداد الأمل في الحياة (4·78سنة) استفادت من 30 سنة من عمرها وهي الفترة التي تمثل ثلث حياتها وهي سن اليأس مما يستدعي التكفل بها بشكل جيد· وحسب الاستاذ المختص فان المرأة خلال مرحلة سن اليأس تعاني من عدة أعراض فيزيولوجية ونفسية تتمثل في الهبات الساخنة (68 بالمائة من النساء يعانين منها) وأزمة نفسية (38 بالمائة) واضطرابات في النوم (26 بالمائة) وجفاف البشرة وظهور التجاعيد (6بالمائة)· ومن بين الأعراض الأخرى التي تعاني منها المرأة في هذه المرحلة من عمرها أشار المختص الى الزيادة المفرطة في الوزن والاضطرابات الجنسية والعادة الشهرية وكذا عدم التحكم اللاإرادي في البول (25 بالمائة) وانخفاض نسبة تدفق الدم بالشرايين بنسبة 75 بالمائة· كما تصبح المرأة في هذه السن -حسبه- معرضة لأمراض القلب وشرايين الدماغ أكثر من الرجل وارتفاع ضغط الدم لديها بالاضافة للتعرض للكسورالمتكررة نتيجة هشاشة الهيكل العظمي الذي يفقد نسبة 30 بالمائة من صلابته· ومن بين المخاطر الاخرى التي تصيب المرأة في سن اليأس ذكر الأستاذ الإصابة بسرطان الامعاء الذي يحتل المرتبة الرابعة عند المرأة بعد سرطان الثدي وعنق الرحم والمبيض بالإضافة إلى مرض الزهايمر· ويرى الاستاذ درقيني أن سن اليأس يكون مبكرا عند المدخنات وينتقل إلى البنت إذا كانت الأم قد تعرضت له مبكرا وينتشرعند العنصر البشري الأسود أكثر من الجنس الأبيض ويلعب المناخ دورا هاما في ذلك· ولا يمكن للمراهقة المبكرة أو إنجاب عدد أكبر من الأطفال أن يكونا لهما أثر في تقدم أو تأخر سن اليأس يضيف نفس المتحدث· وللتكفل الجيد بالمرأة في هذا السن نصح الاستاذ درقيني بوصف الادوية الهرمونية طبيعية كانت أم اصطناعية حيث يرى فيها (الأدوية) في ظل غياب علاج مناسب احسن مرافق للتخلص من الاعراض المذكورة · وعلى عكس ما تتزعمه بعض وسائل الاعلام يرى الاستاذ درقيني بان تناول الهرمونات المنظمة لحياة المراة "لاتؤدي إلى سرطان الثدي لان الخلايا السرطانية تنمو ببطىء وتبدو أعراضها بعد سنوات طويلة، والإصابة بالسرطان خلال تناول الهرمونات إنما يعود لسنوات مضت"· ويمكن وصف هذه الهرمونات (فيتو اوستراجين) حسب الأستاذ درقيني والتي أثبتت نجاعتها إلى حماية المرأة من سرطان الأمعاء الذي يحتل المرتبة الرابعة لديها بعد سرطان الثدي وعنق الرحم والمبيض كما تدعم العظام وتحمي الجلد من التجاعيد والحماية من مرض الزهايمر· واستنادا إلى دراسات أوروبية قدمها الأستاذ درقيني فان هذه الهرمونات لاتؤدي الى سرطان الثدي حسب ما تزعمه بعض وسائل الإعلام لأن الخلايا السرطانية تبدأ في التطور ولاتظهر أعراضها إلا بعد 10سنوات أي أن إصابة المرأة بأنواع السرطان خلال سن اليأس يرجع الى عدة سنوات مضت والإصابة به بعد تناول الهرمونات نسبة ضئيلة جدا· أما الأستاذ جودي مختص في أمراض العظام بمستشفى الدويرة فقد ركز على هشاشة العظام بعد سن اليأس هذا المرض الذي وصفه "بالصامت" ويصيب بين نسبة 15 إلى 30 بالمائة من النساء في هذا ويزداد مع التقدم في السن· واعتبر الأستاذ جودي أن مرض هشاشة العظام يشكل عبء على الصحة العمومية مع زيادة الامل في الحياة ويؤدي الى الوفيات نتيجة التعقيدات التي يحدثها والكسور التي يتسبب فيها، حيث توازي امراض القلب وشرايين الدماغ، مضيفا أن المرأة التي تعاني من هشاشة العظام وتتعرض إلى كسور فهي معرضة الى هذا الخطر(الكسور) بنسبة 80 بالمائة بعد 5 سنوات من الاصابة وبنسبة 80 بالمائة بعد الثلاثة سنوات التي تليها· ونظرا لما تحدثه الكسور من اعاقات نتيجة الكسور المتكررة أشار الأستاذ جودي إلى أن المنظمة العالمية للصحة أعلنت عشرية 2010-2000 عشرية مكافحة أمراض هشاشة العظام في العالم · وحسب دراسة قدمها الاستاذ فان نسبة 37 بالمائة من النساء بالجزائر لاتخرج لتستفيد من اشعة الشمس الا مرتين في الاسبوع وان نسبة 44 منهن محتجبات ولاتتعرضن الى أشعة الشمس إلا 10دقائق فقط في اليوم ونسبة 25 بالمائة فقط من النساء يستفدن بصفة كافية من هذه الأشعة· كما قدم الاستاذ كزافيي فرينو المدير الطبي لمخبر اينوتيك الفرنسي الذي يتعامل مع سوبرال وسابروماد بالجزائر الأدوية المعالجة للامراض المذكورة وهي أدوية طبيعية (اينوكليم) تصنع من الصوجا بالنسبة للتكفل بسن اليأس وايديوس (فيتامين د كالسيوم) لصلابة العظام·