صنعت المقابلة بين الجزائر ومصر قبيل أسابيع الحدث في مختلف الجرائد الوطنية وما فتئ الاهتمام بها يزداد أكثر كلما اقترب موعدها الذي تقرر في 14 نوفمبر الجاري ليبلغ الاهتمام أوجه مع تأكيد ذهاب الفريقين لمباراة فاصلة اليوم في ملعب الخرطوم بالسودان. تعيش الجرائد اليومية حاليا أحلى أيامها بعد أن زاد إقبال المواطنين عليها بصفة كبيرة بفعل ترصد أخبار المنتخب الوطني أمام غريمه المصري، وأكد أصحاب قرطاسيات ووراقات ومكتبات في العاصمة ل"المساء" أمس ان الاهتمام بالجرائد اليومية بلغ أوجه طوال الأربعة أيام التي كانت تفصلنا عن المقابلة المصيرية اليوم بالسودان، في وقت كشف مواطنون أن اهتمامهم بالجريدة تغذيه الرغبة الكبيرة لهم في تتبع كل كبيرة وصغيرة عن عناصر المنتخب الوطني وهو الشيء الذي يتعذر بقنوات الإعلام الأخرى. الهوس بالمنتخب بلغ أوجه وبلغ الاهتمام بأخبار المنتخب الوطني وكل ما يتصل به إلى حد الهوس بالمناصرين من مختلف الأعمار، فتعدى صورة المناصرة حدود شراء القمصان الحاملة لصور او أسماء نجوم رابح سعدان أو حتى التزود بالراية الوطنية من أعلام وقبعات وألبسة أو أشرطة غنائية إلى الاهتمام البالغ بالجريدة اليومية باختلاف تياراتها، والملاحظ على هذه العناوين ان الحدث الكروي وحّد تياراتها وطغى على كل الاختلافات. احد الشباب كان يجلس أمام قرطاسيه بساحة أول ماي ويحمل يومية وطنية سألناه عن سر "انعزاله" وراء الصفحات، فقال انه يقتني يوميا أكثر من جريدة ليقرأ كل ما له علاقة بالمنتخب الوطني، مشيرا إلى أن كل جريدة تختلف في تعاملها مع الخبر لذلك فهو يجد في جريدة ما لا يجده في أخرى، فيما كشف لنا آخر انه يشتري جريدة رياضية كانت من قبل تصدر أسبوعيا وهي لمواكبتها الحدث الكروي الحالي أصبحت تصدر بصفة يومية، وقال إن كل فرد من أفراد أسرته يقتني جريدة ويحصل ان يشتروا نفس العنوان اذ لا يتملك الواحد منهم نفسه الى المساء لينتظر ان يجود عليه الآخر بجريدة، بل يؤكد المتحدث ان والدته أصبحت هي الأخرى من المهتمين بالجرائد بحيث توصي كل من يخرج بالإتيان لها بجريدة لتطلع هي الأخرى عن أخبار صايفي ورفاقه، حتى ان وجود الكثير من الجرائد بالمنزل لم يعد يشكل لها أي ضيق كما في السابق. ويقول شاب آخر انه قد تصالح مع الجرائد الوطنية بعد طول قطيعة اذ يعتبر الكثير من العناوين اليومية تغالي في معالجة بعض القضايا لكن الاهتمام غير المسبوق لنفس هذه العناوين بأخبار المنتخب الوطني وأنصاره جعله يشتري يوميا جريدتين او أكثر. وقال شاب آخر انه لم يهتم يوما بالجريدة مثل اهتمامه الحالي بسبب شغفه بتتبع أخبار المنتخب الوطني، وأكد لنا انه سيشتري 5 عناوين كاملة قبل طيرانه الى السودان لمناصرة فريقه الوطني، مشيرا انه سيقضي بالاطلاع عليها سويعات السفر وكله أمل في العودة وورقة التأهل من نصيب الجزائر. وكشف شابان بشارع حماني بالعاصمة كان كلاهما يحمل عنوانا مختلفا أن سر تعلقهما الحالي بالجريدة مرده إلى تتبع أخبار المصابين من اللاعبين إثر الاعتداء عليهم في القاهرة ومعرفة خبر مشاركتهم في المباراة الفاصلة من دونه. اهتمام غير عادي بالصفحة الرياضية ولا يقتصر الاهتمام بالجرائد والعناوين الصحفية على فئة دون أخرى بل الكل معني بالأمر بحسب العايب جمال صاحب مكتبة "الشباب" بشارع حسيبة بن بوعلي وأشار إلى أن البنات اللواتي نادرا ما يقصدن مكتبته لشراء جريدة أصبحن يتهافتن عليها، بل كشف ان الكثيرات يسألنه قبل شراء جريدة عن سعرها مسبقا ما يعني أنهن لا يشترين مطلقا جريدة يومية وبما ان الحدث الكروي طغى على كل الاهتمامات فإن شريحة النساء معنية هي الأخرى بالحدث، بل لفت انتباهي-يقول- معرفة الشابات بأسماء لاعبي المنتخب الوطني الواحد تلو الآخر. كذلك فإن اهتمام الشرائح الأخرى بالجريدة تعدى كل الوصف بحيث تختفي بعض العناوين بمجرد وصولها فيما طال الاهتمام كل العناوين دون استثناء بسبب واجهاتها، يقول بائع جرائد بشارع حماني ويقصد بقوله الصفحة الأولى للجرائد والتي تصدر منذ أيام بصور اللاعبين او ما نسميها بلغة الإعلام الافتتاحية سواء صورة أو تعليق فمقابلة الجزائر ضد مصر هي الحدث حقيقة. وتابع المتحدث يقول إنه لاحظ اهتماما متزايدا بالصفحة الرياضية بالجرائد والتي تقدمت على باقي الصفحات فإذا طبعت الصفحات الأولى من بعض العناوين فهي ما تزال تحتل وسط جرائد أخرى وكيفما كانت الصفحة او بأي لغة صدرت الجريدة فإن الصور الخاصة بالمنتخب الوطني تؤكد للقارئ مدى الهوس الذي أصاب المواطنين جراء انتظاره لمقابلة الفصل الأخير بين الجزائر ومصر.