وما من شك في أن مباراة اليوم تمثل واحدة من أكثر المواجهات إثارة في تاريخ تصفيات كأس العالم في جميع أنحاء العالم. وكان محاربو الصحراء أكثر ترشيحا للوصول إلى النهائيات في ظل حاجته فقط إلى التعادل أو الهزيمة بفارق هدف وحيد ليصل إلى النهائيات التي شارك فيها سابقا عامي 1982 و1986 . واقترب رفقاء زياني كثيرا من النهائيات في جنوب إفريقيا حيث ظلت النتيجة في مباراة السبت هي تقدم المنتخب المصري 1/0 حتى الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع للمباراة التي أقيمت بالقاهرة ولكن الحظ كان مع المنتخب المصري وجماهيره حيث سجل مهاجمه عماد متعب الهدف الثاني للفريق في الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع. وأدت هذه النتيجة إلى تعادل وتساوي الفريقين في كل شيء بما في ذلك عدد النقاط وفارق الأهداف وعدد الأهداف المسجلة. ويدرك المنتخب الجزائري صعوبة المواجهة خاصة وأن الفريق سيفتقد في هذا اللقاء جهود كل من الحارس لوناس قاواوي الأساسي والذي سيعوضه شاوشي وخالد لموشيه نجم خط الوسط للإيقاف بسبب حصول كل منهما على الإنذار الثاني في المباراة بالقاهرة.. وأبدى المدرب الوطني سعدان تفاؤله بالفوز حيث قال لدي ثقة كبيرة في اللاعبين و قدرتهم على تحدي المنتخب المصري لأكثر من 90 دقيقة خلال مباراة السبت الماضي والصمود رغم تقدم أصحاب الأرض بهدف أحرزه عمرو زكي في الدقيقة الثانية من المباراة وقبل أن يحقق المنتخب المصري الفوز في وقت قاتل. أما المدرب حسن شحاتة المدير الفني للمنتخب المصري والذي قاده للفوز بلقب كأس إفريقيا مرتين متتاليتين فأكد ثقته التامة أيضا في قدرة فريقه وخبرة لاعبيه في التعامل مع هذه المباراة وانتزاع بطاقة التأهل للنهائيات. تنقل أمس إلى العاصمة السودانية الخرطوم أكثر من 40 صحفيا من مختلف وسائل الإعلام الجزائرية، من أجل تغطية شاملة وكاملة للقاء الفاصل الذي سيجمع منتخبنا الوطني بنظيره المصري في ملعب أم درمانبالخرطوم. هؤلاء تنقلوا مع بعض الأنصار في رحلة جوية مباشرة تندرج ضمن الجسر الجوي الذي ربطته الجزائر مع الشقيقة السودان منذ أمس إلى ما بعد المباراة، وتكفلت وزارة الشبيبة والرياضة بتوزيع قبعات خاصة لكل الأنصار الذين تنقلوا إلى السودان، والتي تحمل شعار الروح الرياضية من أجل ترسيخها في أنفس الأنصار ومشجعي الخضر المتوجهين بقوة لتشجيع ومساندة لاعبي منتخبنا الوطني في هذا اللقاء الهام والفاصل. وصول كأس العالم للسودان توقفت الطائرة التي تحمل النسخة الأصلية لكأس العالم لمدة ساعة واحدة بمطار الخرطوم، ضمن جولتها الإفريقية التي انطلقت من مصر في سبتمبر الماضي وتنتهي بجنوب إفريقيا في الثالث من ديسمبر المقبل، ولم يصاحب وصول الكأس العالمية أي مظاهر احتفالية لضيق الوقت، على الرغم من وجود حدث عالمي بالخرطوم وهو المباراة الفاصلة بين الجزائر ومصر المؤهلة لكأس العالم بجنوب إفريقيا، وتزامن وصول الطائرة، حسب ما نقلته صحيفة '"'قوون سبور" الرياضية بالسودان، مع وصول طائرتين جزائريتين حملتا مشجعين لمؤازرة الخضر في مباراة اليوم، وضمت الطائرة التي حملت شعار كوكاكولا 16 فرداً من جنسيات مختلفة. التذاكر ب40 دولارا كما كشف عن ثمن التذاكر التي ستباع كلها في الخرطوم وثمن الواحدة منها 40 دولارا، أي ما يعادل حوالي 3800 دج، ونفى نفس المتحدث أن يتم إرسال التذاكر للجزائر أو إلى مصر مؤكدا أنها ستباع كلها في السودان وهذا لضيق الوقت وسيشرع في بيعها بداية من اليوم أما بالنسبة لأنصار المنتخب الجزائري فالدخول سيكون مجانا بعد اقتناء الدولة الجزائرية كل التذاكر المخصصة لهم وستمد لهم عند الدخول للملعب اليوم. الفراعنة يغازلون السودانيين لمساندتهم اليوم يحلم الفراعنة بإعادة ضغطهم الرهيب الذي فرضوه على منتخبنا كما قالوا بالطرق المشروعة وغير المشروعة غدا في الخرطوم ويعولون على السودانيين لتشجيعهم على حساب الجزائريين ولو أن كل المؤشرات توحي بانقسام أبناء السودان بين المنتخبين رغم الكواليس والمحاولات القذرة التي شرع فيها الفراعنة مباشرة بعد نهاية مباراة السبت، لكن الاستقبال الحار الذي حظي به الخضر فور وصولهم إلى مطار الخرطوم أكد أن مصر لا تحظى بالإجماع في السودان الذين لم ينسو الاضطهاد الذي عانوا منه من أقرب بلد لهم. التلفزيون السوداني يفرد برمجة خاصة لمباراة الجزائر ومصر ترأس الأستاذ عبد الماجد هارون، مدير الإدارة العامة للأخبار والشؤون السياسية، عددا من الاجتماعات مع مدراء الإدارات بالتلفزيون، لوضع خطة برامجية خاصة لمباراة الجزائر ومصر المؤهلة لكأس العالم والتي يستضيفها السودان اليوم الأربعاء، وقد أوصت الاجتماعات بضرورة الاهتمام بالحدث وتغطيته تغطية كاملة، من خلال عدد من الفترات المفتوحة وتوظيف عدد من البرامج وزيادة زمن البرامج الرياضية ومتابعة ونقل استعدادات المنتخبين وإجراء مقابلات قصيرة ومطولة مع نجوم وأجهزة المنتخبين الفنية والإدارية واستضافة عدد من الشخصيات. الصحافة السودانية تلتزم الحياد وتكتفي بنقل إجراءات التحضير للمباراة الفاصلة تصدرت مباراة الجزائر ومصر الفاصلة بالخرطوم عناوين الصحف السودانية الصادرة أمس، والتي حاولت التزام الحياد قدر المستطاع، حيث اكتفت بنقل ترحيب السودان بكل من المنتخبين الجزائري والمصري مع أنصارهما وظروف إقامتهم وتدريبهم في الخرطوم، وتحدثت عن الإجراءات الأمنية المشددة وحالة الطوارئ التي فرضتها السلطات السودانية في بلادهم من أجل عدم تكرار سيناريو القاهرة والاعتداءات على المنتخب والأنصار الجزائريين. عاد ملف مثلث "حلايب "وهي منطقة الخلاف السوداني المصري المتنازع عليه منذ عقود بين مصر والسودان لكي يطل برأسه بشكل مفاجىء على علاقات البلدين، ومثيرا صداعا مزمنا وجدلا سياسيا وإعلاميا لافتا للانتباه، بعدما قرر السودان مؤخرا اعتبار المثلث دائرة جغرافية لانتخابات المجلس الوطني والمجلس الولائي المقرر إجراؤها في السنة المقبلة. ورغم أن مسؤولين مصريين وسودانيين حاولوا في تصريحات التقليل من خطورة هذه الخطوة على وتيرة المصلحة التي لاحت قبل سنوات قليلة فقط بين القاهرةوالخرطوم، إلا أن محللين سياسيين يعتقدوا في المقابل أن إثارة الجدل مجددا حول مثلث حلايب الحدودي من شأنه الوقيعة السياسية بين الجانبين. وكان رئيس لجنة الدوائر الجغرافية بمفوضية الانتخابات السودانية قد أعلن أن طلب إدراج مثلث حلايب ضمن الدوائر الانتخابية المقبلة يأتي استجابة لاعتراضات تقدمت بها جبهة الشرق وبعض التشريعيين بالمنطقة لعدم اشتمال التعداد للمنطقة. وعلى هذا الأساس من المفترض أن يساند الشعب السوداني والمقدر عددهم ب40مليون بمساندة الخضر يضاف إليها آلاف الجزائريون الذين شدوا لرحال منذ الأحد الماضي باتجاه العاصمة الخرطوم لمساندة ومؤازرة المنتخب الوطني. الشعب السوداني شعب بسيط وودود وطيب، يتصف بالطيبة الزائدة عن الحد، ويعاملون الناس بكل حب واحترام وعطف لكنه حساس وعاطفي ومصداق. فالكلمة الحلوة ترضيه وتروضه، والكلمة المرة حتى لو كانت في شكل نكته أو فكاهة قد تثير وتهجيه وهو سريع الانفعال سريع الغضب سريع الرضا. لا يؤمن بالموقف الوسط. يعرف اللون الأبيض و الأسود لا يؤمن بالون الرمادي. الشعب السوداني شعب يحب السياسة والنقاش والمجادلة فالعامل البسيط والجزار والمتاجر والموظف يعرف ما يجري في نيكاراغوا وسلفادور وكمبوديا قدر معرفته بما يجري في عالمه العربي والمحلي والإفريقي وهو مولع بالندوات والتحليلات والاستنتاجات والتحليلات قدر ولعه بانتقاد الرؤساء والوزراء والساسة وتقييم كل ما يصدر مهما كن تافهاً وصغيراً مع كل الزحمة السياسية والغارق فيها الشعب السوداني حتى أذنيه، فإنه يتابع أيضا وبشغف شديد أنباء الرياضة ونجومها وتحركات أهل الفن والغناء والأدب والشعر ...الخ سادت حالة من الاستنفار العام في الأجهزة الرسمية والرياضية بالسودان استعدادا للمباراة الفاصلة بين منتخبنا الوطني ومصر في التصفيات المؤهلة لنهائيات كاس العالم التي يستضيفها ملعب نادي المريخ السوداني مساء اليوم الأربعاء. وأكد أمين خزينة الاتحاد السوداني لكرة القدم الرئيس المناوب للجنة العليا المشرفة على المباراة صلاح سعيد في بيان هناك حالة طوارئ قصوى لاستقبال مباراة المنتخبين". وأوضح سعيد أن "التذاكر ستوزع مناصفة بين أنصار المنتخبين حيث تقرر منح كل منتخب تسعة آلاف تذكرة موزعة بين المقاعد الشعبية والرئيسية بنسب متساوية. وأعلن عن تشكيل لجنة للطوارئ مقرها مطار الخرطوم والاتفاق مع الجهات المختلفة على منح جميع القادمين من مصر والجزائر تأشيرات دخول للخرطوم بالمطار لتسهيل إجراءات الدخول ومشاهدة المباراة. من جهته سلم الاتحاد الدولي لكرة القدم للاتحاد السوداني لكرة القدم توجيهات صارمة لترتيب عملية الدخول للملعب والتزمت الجهة المشرفة على تنظيم المباراة ببيع التذاكر خارجه أي في أماكن متفرقة من العاصمة السودانية. وعقدت هيئة قيادة الشرطة اجتماعا برئاسة وزير الداخلية السوداني إبراهيم محمود حامد ناقشت فيه كافة الترتيبات الأمنية الخاصة بتأمين المباراة والوفود المصرية والجزائرية التي ستصل الخرطوم لحضور المباراة.