إذا كان هناك شخص أكثر خيانة للعهد وأكثر نفاقا، فلن يكون إلا رئيس اتحاد كرة القدم المصرية سمير زاهر، فآخر خرجة له أن حافلة اللاعبين المصريين تعرضت للرشق بالحجارة من طرف مناصرين جزائريين. والإعلام المصري كله صدق هذا المتهور الذي أشعل النار بين المناصرين الجزائريين والمصريين، ولا يزال على عهده بنفاقة وكذبه، وكلنا مازال يتذكر حادثة الاعتداء على حافلة "الخضر" حيث سارع الجميع سلطة وإعلاما في مصر إلى تكذيبها، والأغرب محاولة الضحك على ذقون العقلاء، بقولهم أن اللاعبين الجزائريين ضربوا أنفسهم ! فهل يعقل أن يقوم لاعبون محترفون في أكبر النوادي الأوروبية أن يقوموا بهذه الممارسات الصبيانية التي لم يكن لها أن تقع لو لم تكن مدبرة وبإحكام من طرف جهات معروفة وبتواطؤ مع الأجهزة الأمنية التي كانت غائبة. هل يمكن لنا أن نقول اليوم أن اللاعبين المصريين رشقوا أنفسهم بالحجارة؟ لسنا أغبياء ولن نستغبي الناس بمثل هذه الفزورات المصرية؟ نحن شعب نكرم الضيف وندافع عنه الى آخر رمق إن كان في خطر، والمصريون المقيمون في الجزائر يشهدون على ذلك. صحيح أن هناك غضبا شعبيا على ما جرى في القاهرة من مطاردات شعبية وأمنية ضد كل من تشتم فيه رائحة جزائري، لكن هذا الغضب طال مؤسسات وليس أفرادا، ولم يبلغ الوضع درجة التهويل كما يتداول في الإعلام المصري الذي عودنا على قول كل شيء إلا الحقيقة. والدليل أنه ينتقي المصريين الذين يستجوبهم ليصوروا الوضع وكأنهم فروا من الجحيم ! فلماذا لا يستجوب هذا الإعلام المزيف للحقائق المصريين، الذين يعيشون معززين مكرمين وهم كثر وسط الجزائريين الذين أثبتوا أنهم ليسوا وحوشا. ثم لماذا تحاول الدوائر الإعلامية الرسمية منها والتحريضية اتهام السلطات الجزائرية وأجهزتنا الأمنية التي سهرت بالأمس على أمن وسلامة الوفد المصري خلال مباراة الذهاب، وهي التي أخرصت عندما اعتدي على الوفد الرياضي والرسمي؟ ولماذا كذبت تصريح وزير جزائري وصدقت "عيل" يسوق الحافلة؟ وكيف لسلطات عجزت عن تأمين حافلة على مسافة 500 متر، أن تتهم السلطات الجزائرية بعدم الاسراع في التدخل لحماية المصريين العاملين بالجزائر؟ فهل تعلم كم هي مساحة الجزائر وأن هؤلاء يتوزعون على عشرات المناطق تبعد عن بعضها البعض بمئات الكيلومترات، وليس مسافة 500 متر؟ فمن الذي عجز عن الالتزام بما تعهد به؟ ومن أطلق العنان للأبواق الإعلامية المحرضة على العنف لتسيء للثورة الجزائرية ورموزها دون أن تتدخل أية جهة رسمية في مصر لوضع حد لهذه المهزلة والتهريج الإعلامي الذي يبث سمومه المنقولة عن مواقع انترنت يديرها مراهقون، لشحن الشعب المصري ضد الجزائريين؟! فليبدأ المصريون، بتقديم اعتذاراتهم عما لحق الشعب الجزائري، عن حادثة الحافلة ثم الاعتداء الوحشي على المناصرين وحتى الرسميين، لأنه عندما يصرح وزير دولة كان حاضرا في الملعب بقوله "لقد هجموا علينا كالوحوش" فذلك دليل على أن الحقد الذي بثه أشباه الإعلاميين وحتى الفنانين المصريين قد أثبت مفعوله لأنه ليس من عادة وزير جزائري أن يدلي بمثل هذا التصريح، لكن عندما لا يجد وزير من يحميه من أنصار متوحشين، فنقول الحمد للّه أنه لم يصرح بأخطر من ذلك! فالكرة الآن عند المصريين، إذا أرادوا إعادة كسب طيبة قلوب الجزائريين، فليخرصوا أبواق الفضائيات التي تخدم بأموال مصرية أهدافا أخرى نعرف جميعا ما هي، أطراف ما فتئت تشيد بما حدث في القاهرة للجزائريين ما دامت سفارتهم مؤمنة وآمنة!