أكد السيد محمد يرقي سفير الجزائر بجمهورية السودان، أمس، أن عملية تنقل 10 ألاف مناصر جزائري التي جرت في وقت وجيز تمت بصفة جيدة بسبب تنسيق السفارة الجزائرية مع السلطات الوصية بالوطن، مشيرا إلى أن الفوج الأخير من انصار الفريق الوطني قد غادر صباح أمس مطار الخرطوم الدولي باتجاه مطار هواري بومدين بالعاصمة. وبخصوص ما تداولته الأوساط الإعلامية المصرية حول حدوث مناوشات بين أنصار الفريقين الجزائري والمصري عند نهاية مقابلة الحسم يوم 18 نوفمبر المنصرم، أوضح السيد يرقي للإذاعة الوطنية أنه لم تسجل أي إصابات من جانب الجمهور الجزائري، منوها في السياق بالمجهودات الجبارة التي بذلتها الشقيقة السودان لاحتضان هذه التظاهرة، كما هنأ السفير كل الشعب الجزائري بهذا التأهل التاريخي الذي اعتبره مستحقا. ويأتي تصريح السيد يرقي أيضا في الوقت الذي استدعت فيه الحكومة السودانية السفير المصري، يوم الخميس الفارط للتعبير عن غضبها بسبب نشر وسائل الإعلام المصرية أنباء خاطئة حول اشتباكات تكون قد حصلت بعد المباراة الفاصلة بين المنتخبين بملعب المريخ في أم درمان ضمن تصفيات مونديال جنوب أفريقيا، وأوضحت السلطات السودانية رفضها للأنباء التي نشرتها وسائل الإعلام المصرية بهذا الخصوص. ومن جهتها قامت الخارجية الجزائرية أول أمس باستدعاء سفير مصر بالجزائر وكلفه وزير الشؤون الخارجية السيد مراد مدلسي بتبليغ سلطات بلده "عدم فهم" السلطات الجزائرية و"انشغالها العميق" أمام تصاعد الحملة الإعلامية في مصر حسب بيان الوزارة. وأوضح البيان أن السيد مدلسي عبر عن أمله في أن يوضع على الفور حد لهذه الحملة "التي لا تخدم مصالح البلدين و لا الشعبين"، وكان الوزير قد ذكر بأن الجزائر "اتخذت كل الإجراءات لتهدئة الوضع" قبل وخلال وبعد مقابلتي كرة القدم وأقامت "جهازا أمنيا مدعما قصد ضمان امن الرعايا المصريين وممتلكاتهم في الجزائر". تجدر الإشارة إلى أن الحملة الإعلامية المصرية التي تكثفت عقب تعثر المنتخب المصري لكرة القدم في إحراز تأشيرة مونديال جنوب إفريقيا 2010 تتسم بالترهل والادعاءات، حيث تبني أخبارها على أسس بعيدة عن معنى "الإعلام النزيه" من خلال اتهام المناصرين الجزائريين بتورطهم في مناوشات مع المصريين في الخرطوم من جهة، وتبرئة المصريين لاسيما في حادثة رشق حافلة المنتخب الجزائري بالقاهرة يوم 12 نوفمبر من جهة ثانية، ومازالت هذه القنوات الاستفزازية تبحث عمن يصدقها في غياب حجج دامغة لادعاءاتها، وكان على الأرجح أن تنوه بمجهودات السودان في هذه المباراة من استقبال وإيواء نحو 25 ألف شخص وضمان الأمن، وهو الشأن الذي قامت به الدولة الجزائرية قبل اللقاء وبعده.