خالد لموشية هو واحد من اللاعبين الذين صنعوا ملحمة أم درمان بالسودان، ويكفيه فخرا أنه لعب بالقاهرة معصوب الرأس ولم يتمكن "الفراعنة" من هز شباك قواوي إلا بعد خروجه متأثرا بمخلفات الاعتداء على الحافلة. "المساء" التقت اللاعب وهو مازال يعاني من آلام في الرأس، إلا أنه أبى إلا أن يخصنا بهذا الحديث... - بداية، شكرا على قبولك إجراء هذا الحوار... * أنا رهن إشارة الصحفيين الجزائريين وكل شرفاء هذا الوطن من أبسط مواطن الى رئيس الجمهورية، الذي ساندنا وساعدنا وأمدنا بكل ما كنا نستحقه، لقد كان له ولغيره الفضل في تأهلنا الى المونديال. - ولكن الفضل يعود إلى اللاعبين كذلك الذين أدوا مقابلة تاريخية بالخرطوم؟ * نعم، كانت تاريخية لأنها أهلتنا الى نهائيات كأس العالم وهو ما يحلم به كل لاعب، وشرف كبير لا يناله إلا من اجتهد وعمل وثابر، وثأرية لأنها مكنتنا من تأكيد التفوق على مصر بأرض السودان المحايدة أين كل واحد يلعب بحرية وبعيدا عن الضغط. - تقول الضغط؟ * نعم يا أخي العزيز، لقد تعرضنا لضغط لم أكن أتصوره ورعب لم أكن أتوقعه، لقد استقبلنا الفريق المصري بالورود في مدينة الورود و"حقرونا" وقهرونا في القاهرة، لم يغلبونا ولم يفوزوا علينا، بل أهانوا أنفسهم بتعرضهم لأبناء جيل نوفمبر في شهر نوفمبر، اعتقدوا أنهم بحجارتهم أخافونا وكان الأجدر بهم أن يصوبوا حجارتهم باتجاه عدو العرب والمسلمين لا باتجاهنا، نحن إخوة لهم ولكنهم أنكروا حبنا لهم فبغوا علينا، وأخرجونا من أرضهم مصابين مجروحين لكن سالمين ليمكننا الله عليهم في أرض السودان التي فضلوها واختاروها معتقدين أنهم سيفوزون علينا، ولكن مشيئة الله كانت أقوى منهم وفزنا عليهم وحققنا حلمنا وحلم جماهيرنا التي ساندتنا بفضل مساهمة رئيس الجمهورية، الذي لا أنسى فضله علينا. - الرئيس أدى واجبه الوطني كسابق عهده وأنتم واصلتم المسيرة، أليس كذلك؟ * أعتقد أنه في جزائرنا، بخصوص هذه المقابلة، فقد أدى كل واحد دوره بداية من رئيس الجمهورية إلى الإطار الفني والإداري واللاعبين والأنصار، فشكرا للجميع على هذا الإنجاز. - الآن حققتم التأهل لكن ما بقي هو الأصعب؟ * نعم، حققنا التأهل الذي سيمكننا من تمثيل كل العرب دون استثناء، بما في ذلك مصر التي لم يحسن أهلها استقبالنا، فنحن عرب ومسلمون ولا نتنكر لأصالتنا وشخصيتنا، لذلك أقول للجزائريين دعوهم يقولون ما يريدون وواصلوا أنتم أفراحكم التي ما هي إلا في بدايتها. - أنت متفائل كثيرا؟ * ولم التشاؤم؟ أنا كغيري من عناصر الفريق الوطني جد متفائل ولا يعرف التشاؤم طريقه الى أبدا، ولعل ذلك نابع من قناعتي وسعادتي بأفراح غيري، أقول لك شيئا أعتقد أنه مهم جدا... - ما هو؟ * أنت تعرف كغيرك من الجزائريين أن تأهلنا الى المونديال صنع الفرحة في كامل الجزائر وخارجها وهذا ما أسعدنا كلاعبين، ولكن الذي أسعدني شخصيا أكثر هو السرور الذي أراه على محيا الجميع من مسؤولين ومواطنين بسطاء. - نتمنى أن يديم الله أفراحنا وسرورك بأفراح الجزائريين... * هذا ما أتمناه وأتمنى أن نحقق نتائج جيدة في منافسة كأس إفريقيا المقبلة. - ما هو رأيك بخصوص القرعة؟ * هي مواتية وأعتقد أنه يمكننا تحقيق تقدم في هذه المنافسة إلى جانب فريق البلد المنظم. - هل هذا انتقاص من قيمة فريقي المالي ومالاوي؟ * لا أبدا، ولكن إمكانياتنا وتواضعنا ومعرفتنا بقدراتنا هي التي تجعلنا، كمتأهلين الى المونديال مح اهتمام الجميع، وتحتم علينا العمل أكثر للفوز وتحقيق النتائج الجيدة. - وهناك إمكانية مقابلتكم للفريق المصري. * أنا لا أخشاه وغيري من اللاعبين متحمسون لملاقاته حتى نقهره مرة أخرى وليعرف قيمته الحقيقية. - لكن لا ننسى أنه بطل افريقيا لسنتي 2006 و2008؟ * أنا أعرف هذا، لكن لاعبيه بدأوا يتقهقرون ونحن فريق شاب بدأ يتألق، لذلك لا يمكنهم الفوز علينا أبدا. - هل تتمنى لقاءهم مجددا؟ * أنا لا يهمني لقاء المصريين بقدر ما يهمني أننا هزمناهم وفزنا عليهم، ونحن الآن نحضر أنفسنا لما ينتظرنا من لقاءات رسمية بخصوص كأس أمم افريقيا وكأس العالم. - تلقيت عروضا من أندية أوروبية؟ * نعم، هذه حقيقة لكنني منشغل الآن بأمور أخرى أهم من دراسة هذه العروض وكل شيء في أوانه. - وكيف ستكون مشاركة الجزائر في كأس العالم؟ * أعتقد أنها ستكون بنفس العزيمة والإرادة التي لعبنا بها مقابلاتنا في المجموعة التي تأهلنا فيها الى هذا المونديال الإفريقي الأول من نوعه. - هل كنت تعتقد أن الجزائريين سيستقبلونكم بهذه الطريقة؟ * كانت تصلنا بعض الأصداء عن جو الفرحة والسرور بعد الفوز، لكن أن يكون الاستقبال بهذه الطريقة فلم أكن أنا ولا أحد من اللاعبين يتصوره. - وكيف كان الاستقبال؟ * رائعا وتاريخيا لن يمحى من ذاكرتي. - نتمنى لكم وللفريق الوطني مشوارا متألقا... * كما أتمنى لكم أياما كلها أفراح وأعياد وشكرا.