لا يختلف اثنان أن الهدية تعد إحدى أهم العوامل التي تقرب بين الزوجين أو الحبيبين أو الصديقين، لأن هذه الأخيرة تعد بمثابة رسالة حب ومودة تجعل الطرف المهداة إليه يشعر بالاهتمام والامتنان والسعادة، وتزداد قيمة الهدية إذا كانت بين الزوجين، غير أن المؤسف هو جهل الكثير من الرجال للقيمة المعنوية للهدية، وإن حدث واختاروها فأنهم يخطئون الاختيار مما يجعل حواء غير راضية. لذا فإن علماء النفس والأخصائيين يؤكدون من جهة على أهمية الهدية بين الزوجين خاصة من أجل مد الحياة الزوجية بالاستمرارية وتقوية العلاقة بين الطرفين، ويحددون الطريقة التي من خلالها يتسنى لأدم انتقاء الهدية المناسبة حتى يسعد الزوجة من جهة بالهدية، ويرضيها من خلال حسن الاختيار، والذي ينطلق حسب علماء النفس من دراسة جوانب شخصية من ستهدى إليها الهدية وميولها، فعندئذ سيسهل عليه انتقاء الهدية فتكون بذلك ذات نفع وتحظى بإعجاب حواء. ومن خلال استطلاع بسيط لبعض آراء النسوة المثقفات وغير المثقفات العاملات والماكثات بالبيوت، تأكد لنا أنه في الوقت الذي يجهل فيه أزواجهن تذكر بعض المناسبات التي جمعت بينهما، وبالتالي لا مجال للحديث عن الهدية، فإن أخريات كشفن لنا أن الهدية المقدمة لهن لا ترضيهن لأن أزواجهن لا يحسنون اختيار الهدية المناسبة لهن، والتي من المفروض أن تعكس المناسبة، فالسيدة كريمة متزوجة وأم لطفلين موظفة بمؤسسة عمومية تقول "كان أول لقاء جمعني بزوجي قرب بائع ورود، حيث أهداني وقتها وردة حمراء وأخرى بيضاء ولأني أحب الورود كثيرا أتمنى في كل مرة يتذكر لقاءنا أن يهديني وردة، إلا أنه مؤخرا بات يقدم لي بعض الهدايا التي يعلم مسبقا أنها لا تعجبني وكأنه يحاول إقلاقي، فيهديني علبة شكولاطة، وهو على يقين أني لا أحب السكريات لأنها تزيد الوزن" بينما تشتكي السيدة جميلة.ع من غفلة زوجها الذي لا يتذكر حتى تاريخ زواجهما، وهو الأمر الذي يحزنها وتتمنى لو أنه فقط يهديها كلمة طيبة فهي تكفيها وتزيد، أما السيدة نورة.م ماكثة بالبيت فتتمنى أن يهديها زوجها أية هدية، فهي لا تشترط شيئا معينا، ومن غير مناسبة، لأنها ترى أن روابط الحب حتى تستمر لا تنتظر المناسبة لتقديم الهدية". تعلم كيف تحسن اختيار هدية حواء يقسم علماء النفس شخصيات المرأة تبعاً لطباعها وذوقها ومهاراتها، فإن كان الرجل متزوجا بامرأة مثقفة فلابد له أن يعلم أنها تتميز بالحيوية والمهارة، شديدة الحساسية، فيما يتعلق بشؤون أسرتها، قوية العزيمة، متعددة المواهب لا تستطيع ملامحها إخفاء ما يدور بداخل نفسها، مرحة، وعليه فإن أنسب هدية لها هي كتاب كانت تبحث عنه وتحبه، أو حافظة للأوراق، شرائط سيمفونيات موسيقية، أما إن كانت المرأة عملية فليعلم آدم أنها تتمتع بذاكرة ممتازة ذات طبيعة هادئة تهتم بأناقتها ونظافة بيتها كثيراً، وهي موضع ثقة الجميع، هذا الصنف من النسوة يفضل الهدية ذات الطابع العملي سواء لاستخدامها الشخصي أو لبيتها أو لعملها مثل حقيبة أو أدوات الحياكة، أو أواني للطهي، أو مفارش للمائدة. وعند الحديث عن المرأة الفنانة ينبغي للرجل أن يعلم أنها تتميز بالهدوء والرقة، ودائمة الأناقة، تكره الوحدة ودائمة الابتسام، وعن هديتها فهي تفضل مجموعة أدوات للرسم، أو أسطوانات أو شرائط مسجلة للموسيقى الكلاسيكية أو الهادئة، لوحة أو تحفة فنية مختارة بعناية، وبالنسبة للمرأة الرومانسية فإن أهم ما يميزها هي الابتسامة الجذابة في تعاملها عطوفة صادقة تحرص على إسعاد غيرها، وأحب الهدايا إلى قلبها باقة من الزهور الرقيقة أو نوع من نباتات الزينة أو مجموعة عصافير ملونة أو المغردة. وعلى العموم تختلف الهدايا حسب كل سيدة باختلاف درجة معرفة آدم بحواء وبظروفها وطبعا باختلاف ميزانية آدم، وبالنهاية الهدية ما هي إلا وسيلة جميلة للتعبير عن الحب والود بين المحبين.