أكد وزير الشؤون الخارجية السيد مراد مدلسي أمس بتونس أن إنشاء آلية للتفكير واستشراف التعاون بين الجزائر وتونس يعد "لبنة إضافية جديدة" للتعاون المشترك بين البلدين. وأوضح السيد مدلسي في كلمة ألقاها بمناسبة زيارته لتونس أن هذه الآلية -التي عقدت اجتماعها التأسيسي بالجزائر في جويلية 2009 - من شأنها "المساهمة في الوقوف على مسار التعاون الثنائي ومواطن القوة والضعف فيه وكذا توسيع رقعته وحجمه". وأضاف أن دور وأهمية الآلية "يكمن فيما ستقدمه لنا من تحاليل وتصورات مستقبلية لإضفاء المزيد من النجاعة والحركية على القطاعات ذات الأولوية في البرامج المشتركة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية ورسم ملامح المستقبل الواعد". من جهة أخرى أشار الوزير إلى توصل البلدين إلى الصيغة النهائية ل"اتفاقية ضبط الحدود البحرية" مبرزا الإرادة التي "تحذو قائدي البلدين الرئيسين عبد العزيز بوتفليقة وزين العابدين بن علي في طي ملف الحدود البرية على طول مسارها بعد تصفية ملف الحدود البرية بين البلدين في مطلع الثمانينات بما يحفظ مصالح البلدين ويصون أمنهما واستقرارهما". وبشأن لقاء اليوم قال السيد مدلسي إنه "يترجم الإرادة السياسية الصادقة لرئيسي البلدين وحرصهما الدائم على تكريس سنة التشاور والتنسيق القائم بين الجزائر وتونس للارتقاء بعلاقات التعاون إلى مستوى متميز". كما يعد اللقاء - يضيف الوزير- "مناسبة هامة ستمكن من استعراض مسيرة التعاون الثنائي وتبادل الأراء حول القضايا التي تهم الطرفين في محيطهما المغاربي والعربي والإفريقي والمتوسطي". وبعد أن ذكر بأن لقاء اليوم "يأتي بعد فترة قصيرة من انعقاد لجنة المتابعة بين البلدين والتي عكفت على الوقوف على ما تم تنفيذه من قرارات وتوصيات وبرامج عمل أقرتها اللجنة المشتركة الكبرى في دورتها ال17" أكد السيد مدلسي أن الجزائر "شرعت في استكمال إجراءات المصادقة على الاتفاق التجاري التفاضلي الموقع بين البلدين". وأشار إلى أن هذا الاتفاق "سيساهم في بعث ديناميكية اقتصادية جديدة وتوفير الشروط الملائمة لرفع حجم المبادلات التجارية بين البلدين وتعزيز الشراكة بين المتعاملين الاقتصاديين ورجال الأعمال". وبشأن اتحاد المغرب العربي الذي يمثل التعاون الجزائري-التونسي "أحد دعائمه الأساسية" أكد السيد مدلسي أنه "يحتم علينا تضافر الجهود لمواصلة إنجاز هذا المشروع الحضاري بكل عزم وقناعة باعتباره - كما أوضح -عامل استقرار وسبيل التكامل والاندماج في مواجهة التحديات الحاسمة المفروضة علينا اليوم". على الصعيد العربي جدد الوزير "تضامن الجزائر ودعمها للشعب الفلسطيني في استعادة حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة عاصمتها القدس الشريف" داعيا مختلف القوى الفلسطينية إلى "تجاوز حالة الانقسام وتغليب المصلحة العليا للشعب الفلسطيني على الاعتبارات الذاتية". وبخصوص الشأن العراقي أكد السيد مدلسي أن الجزائر "تتابع باهتمام بالغ" تطورات الوضع في هذه البلاد و"أملها كبير في أن يتجاوز العراق محنته ويحصن مؤسساته الدستورية بما يساهم في عودة الأمن والاستقرار". كما تتابع الجزائر أيضا - يقول السيد مدلسي - الجهود العربية والإفريقية الرامية إلى مساعدة السودان على إيجاد تسوية لأزمة دارفور وإحلال السلام في الجنوب السوداني كما تشيد بتوصل الأطراف اللبنانية إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية ومواصلة الحوار الوطني الذي "لامناص منه لإخراج لبنان من الأزمة" مبرزا "استعداد الجزائر الكامل لتقديم الدعم والمساعدة له".(وا )