وقعت الجزائر وتونس الأربعاء الماضي على اتفاقية ثنائية تتعلق بضبط الحدود البحرية بين الدولتين ، والتي تعد تكملة لخطة العمل الذي تم بدؤه منذ الثمانينات عندما تم الشروع في ضبط الحدود البرية . وفي هذا الشأن ، أوضح وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي الذي اشرف على مراسيم رفقة نظيره عبد الوهاب عبد الله أن توصل الجانبين إلى الصيغة النهائية ل''اتفاقية ضبط الحدود البحرية'' جاء بفضل الإرادة التي ''تحذو قائدي البلدين الرئيسين عبد العزيز بوتفليقة وزين العابدين بن علي في طي ملف الحدود البحرية على طول مسارها بعد تصفية ملف الحدود البرية بين البلدين في مطلع الثمانينات بما يحفظ مصالح البلدين ويصون أمنها واستقرارها'' ، مضيفا أن ذلك ''يترجم الإرادة السياسية الصادقة لرئيسي البلدين وحرصهما الدائم على تكريس سنة التشاور والتنسيق القائم بين الجزائر وتونس للارتقاء بعلاقات التعاون إلى مستوى متميز''. ومن جهته ، يرى وزير الخارجية التونسي أن هذه الاتفاقية تترجم عمق الروابط التونسية الجزائرية والمستوى الرفيع الذي بلغته العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات بفضل الإرادة السياسية التي تحدو قائدا ، مؤكدا التطلع إلى الارتقاء بهذه العلاقات إلى أعلى المراتب ، ومشيرا أن العلاقات الثنائية التونسية الجزائرية القابلة دوما لمزيد الدعم والتطوير تدخل بفضل اتفاقية ضبط الحدود البحرية مرحلة جديدة سيكون حتما تأثيرها ايجابيا على دفع وتكثيف المبادلات الاقتصادية الثنائية وعلى بناء الصرح المغاربي. وفي سياق ذي صلة، أشار مدلسي إلى إنشاء آلية للتفكير واستشراف التعاون بين الجزائر وتونس الذي يعد ''لبنة إضافية جديدة'' للتعاون المشترك بين البلدين، مذكرا أن هذه الآلية التي عقدت اجتماعها التأسيسي بالجزائر في جويلية 2009 من شأنها ''المساهمة في الوقوف على مسار التعاون الثنائي ومواطن القوة والضعف فيه ، وكذا توسيع رقعته وحجمه'' ،كون أن دورها ''يكمن فيما ستقدمه لنا من تحاليل وتصورات مستقبلية لإضفاء المزيد من النجاعة و الحركية على القطاعات ذات الأولوية في البرامج المشتركة للتنمية الاقتصادية و الاجتماعية ورسم ملامح المستقبل الواعد''. وبين رئيس الدبلوماسية الجزائرية أن حلوله بتونس يعد ''مناسبة هامة ستمكن من استعراض مسيرة التعاون الثنائي وتبادل الآراء حول القضايا التي تهم الطرفين في محيطهما المغاربي والعربي و الإفريقي و المتوسطي'' ، مشيرا أن هذا لقاء ''يأتي بعد فترة قصيرة من انعقاد لجنة المتابعة بين البلدين و التي عكفت على الوقوف على ما تم تنفيذه من قرارات وتوصيات وبرامج عمل أقرتها اللجنة المشتركة الكبرى في دورتها ال''17 ، مبرزا في هذا الإطار أن الجزائر شرعت في استكمال إجراءات المصادقة على الاتفاق التجاري التفاضلي الموقع بين البلدين'' ،والذي ''سيساهم في بعث ديناميكية اقتصادية جديدة وتوفير الشروط الملائمة لرفع حجم المبادلات التجارية بين البلدين وتعزيز الشراكة بين المتعاملين الاقتصاديين ورجال الأعمال. وبخصوص اتحاد المغرب العربي ''أكد مدلسي أنه ''يحتم علينا تضافر الجهود لمواصلة انجاز هذا المشروع الحضاري بكل عزم وقناعة باعتباره عامل استقرار وسبيل التكامل والاندماج في مواجهة التحديات الحاسمة المفروضة علينا اليوم''.