في جو احتفالي بهيج أحيت جمعية "نجمة" للمعوقين اليوم العالمي للمعوق المصادف للثالث ديسمبر من كل سنة بفندق المطارالدولي للدار البيضاء بحضور عدد كبير من ذوي الحاجات الخاصة الذين أعربوا عن سعادتهم بالحفل الذي أقيم على شرفهم، وبالمناسبة التقت "المساء" السيدة سامية سعودي رئيسة جمعية نجمة للمعوقين، وحاورتها حول الجمعية وأهدافها ونشاطاتها. - بداية كيف جاءتك فكرة تأسيس جمعية تعنى بشؤون المعوقين؟ * في الحقيقة لم أكن أعرف أي شيء عن عالم المعوقين واهتماماتهم ومشاكلهم وما يعانونه إلا بعد أن وقع لي حادث سير أدخلني المستشفى، حيث اكتشفت بعد خضوعي للعلاج الذي دام أربع سنوات أني أصبحت سيدة معاقة إعاقة حركية.. كان من الصعب علي تقبل الأمر في البداية، إلا أن احتكاكي بالمعوقين مثلي بالمستشفى جعلني أنسى إعاقتي وأندفع لتقديم المساعدة لهم، في هذه اللحظة بالذات انقلبت حياتي 180 درجة كما يقال، فبعد أن كنت مصممة أزياء لا تعرف أي شيء عن المعوقين وعالمهم، تحول تفكيري جديّا إلى القيام بعمل إنساني يدخل الفرحة والسعادة على قلوب المعوقين، ومن هنا كانت الانطلاقة، حيث أسست جمعية "نجمة" سنة 2007 وتم الاعتراف بها رسميا في سنة 2008 . - هل تعنى جمعية نجمة بشؤون كل المعوقين أيا كانت إعاقتهم ؟ * في الواقع الانطلاقة كانت بالعمل مع أصحاب الإعاقة الحركية، حيث نقترب منهم ونبحث عن المشاكل التي يعانون منها فنسعى مثلا إلى جلب مختلف العتاد الذي يحتاجه المعاق حركيا، من كراس متحركة وعصي، ولكن بعد أن ذاع صيت الجمعية أصبح أهالي المعوقين يطرقون بابنا طلبا للمساعدة، ولأن عملنا إنساني ارتأينا التعامل مع كل المعوقين بغض النظر عن نوع الإعاقة، واكتشفنا أن المعوقين ذهنيا وحركيا هم أكثر الشرائح احتياجا، وأن معانات ذويهم كبيرة. - ما الذي يميز جمعية نجمة عن غيرها من الجمعيات الناشطة في الميدان؟ * جمعيتنا إلى جانب العمل على سد احتياجات المعوقين المادية تركز كثيرا على العمل التحسيسي والتوعوي بمختلف المخاطر التي تؤدي إلى احتمال تعرض الشخص للإعاقة، خاصة ما يتعلق بحوادث المرور التي تعد العامل الأول في الإعاقة الحركية، كما نعمل أيضا على توعية المعاق الذي يقصد جمعيتنا حول حقوقه وكيفية المطالبة بها، وفي بعض الأحيان نعمل نحن على إعداد ملفه من أجل استفادته من المنحة وحقوق أخرى، دون أن أنسى أمرا مهما، وهو التقصير الكبير الذي نعانيه بمستشفياتنا، أقول هذا لأني دخلت المستشفى ولم أجد أدنى حد من التكفل، على الأقل الجانب التوعوي لما لهذا المعاق من حقوق، هذا دون الحديث عن نفسيته الصعبة التي ينبغي له أن يجتهد بمفرده في التحرر منها، وهنا أتساؤل أين دور المختصة الاجتماعية بالمستشفى؟ كل هذه النقائص تحاول جمعيتنا تداركها حتى لا يصطدم المعاق بالواقع الصعب الذي يزيد من معاناته. - ما الذي يمكن أن تقوله السيدة سامية حول المعرض الذي أقيم بالمناسبة؟ * لعل المعرض من أهم ما يميز جمعيتنا عن غيرها، إذ نعمل على تعليم المعوق حرفة يعيش منها حتى ولو كانت بسيطة، لأن ذلك من شأنه أن يساعده على الاندماج في المجتمع، وحتى لا نعوده على طلب الصدقة فقط، بل نحاول بإمكانياتنا البسيطة أن نجعل منه فردا ناجحا، ومن بين الحرف التي نعمل على تعليمها لهم تجليد الكتب وصناعة العلب الورقية، مثل علب حلويات الأعراس، وبعد إعداد كميات معتبرة نبيعها ويجني المعوق ثمارها، فهدفنا في الأول والأخير هو تسهيل حياة المعوق وجعله ينسى إعاقته ويعيش حياة كريمة كغيره. - هل هناك إقبال على تعلم الحرفة من المعوقين؟ * لا أخفي عليكم فشريحة المعوقين تعودت على الأخذ دون الإنتاج من منطلق أنهم من ذوي الاحتياجات، ولكن مع هذا نلمس إقبال بعض المعوقين على تعلم الحرفة خاصة البنات، لكن قلة الإقبال في رأيي تعود بالدرجة الأولى إلى صعوبة التنقل يوميا إلى مقر الجمعية بسبب مشاكل النقل والدرج والطرق غير المهيأة للمعاق، كل ذلك يحبط من عزيمتهم ويجعلهم يفضلون البقاء بالبيت. - هل تملك جمعية نجمة الفتية مشاريع في الأفق؟ * أرغب كرئيسة جمعية أن أحقق العديد من المشاريع التي تصب كلها في فائدة المعاق، فإلى جانب مشروع فتح ورشة لتعليم حرفة التجليد للمعاق، أفكر حاليا في فتح ورشة للخياطة، كما أفكر أيضا في مشروع مزرعة والذي بدأنا العمل به، لأني أرى أنه من الضروري أن يندمج المعاق مع الحياة الطبيعية ومع الحيوانات الأليفة، إلى جانب مشروع الغوص ليتمكن المعاق من اكتشاف عالم البحار، وغيرها من المشاريع الكثيرة التي تتطلب تدخل السلطات المعنية من خلال مد يد المساعدة لنا كجمعية، فلحد الآن مداخيل الجمعية تعتمد بالدرجة الأولى على مساعدة ذوي البر والإحسان وهو غير كاف لسد كل احتياجات المعوقين.