أكد الوزير الأول الصحراوي عبد القادر طالب عمر أنه لن تكون هناك أي مفاوضات مع الطرف المغربي في ظل استمرار حملات القمع التي تمارسها قوات الاحتلال ضد المواطنين الصحراويين في المدن المحتلة والتي تشهد تصعيدا غير مسبوق منذ خطاب الملك محمد السادس شهر نوفمبر الماضي الذي أعطى خلاله الضوء الأخضر لأوسع عملية انتهاك حقوق الإنسان. وقال في ندوة صحفية نشطها بمخيم اوسرد للاجئين الصحراويين إنه "لا يمكن أن نلتقي بممثلي النظام المغربي وجثة اميناتو حيدر على طاولة المفاوضات". وأضاف "عندما نلتقي معهم يجب أن نحصل على حل سياسي مقبول لأن الغاية هو التوصل إلى تسوية عادلة وفقا للشرعية الدولية تضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير". وحذر عبد القادر طالب عمر من أنه في حالة حدوث مكروه للحقوقية حيدر فإن ذلك لن نغفره وسيزيد في شحن أجواء التوتر مما يبعد أفاق تحقيق السلام مؤكدا بأن الصحراويين ستكون لهم ردة فعل وستبقى كل الخيارات مفتوحة في إشارة واضحة إلى العودة إلى الكفاح المسلح. وحمل الوزير الأول الصحراوي الحكومة الإسبانية مسؤولية تدهور الوضع الصحي للحقوقية حيدر بعد أن اعتبر أن المساعي التي قامت بها إسبانيا في هذه القضية لم تصل إلى المستوى المطلوب خاصة وأنها هي التي سمحت لحيدر بالنزول على أراضيها رغم عدم حيازتها على جواز سفرها الذي سحبته منها السلطات المغربية ورفضت عودتها إلى مسقط رأسها بمدينة العيونالمحتلة بحجة عدم توفرها على هذه الوثيقة مما كشف تواطؤ مدريد المخزي مع الرباط. وأمام تفاعلات قضية الحقوقية اميناتو حيدر التي تواصل إضرابا مفتوحا عن الطعام للأسبوع الرابع على التوالي وحملات القمع الممنهجة في الأراضي المحتلة حذر الوزير الأول الصحراوي أن كل ذلك ينذر بانفجار ستكون نتائجه وخيمة على المنطقة برمتها. وهو ما جعله يطالب بتدخل دولي قوي ينقذ عملية السلام المهددة بالانهيار في ظل استمرار التعنت المغربي الرافض لسماع أي صوت غير صوته، وقال "لهذا نحن نطالب العالم بأن يمنع الانتقال إلى هذا الوضع من خلال تبني موقف دولي قوي يرغم الطرف المغربي على الانصياع إلى الشرعية الدولية المقرة بحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره". ووجه في هذا السياق نداء إلى الأممالمتحدة باعتبارها الهيئة الدولية المعنية بحماية السلم والأمن في العالم لأن تكون منسجمة مع مبادئها وميكانيزمات القانون الدولي من أجل حماية حقوق الإنسان من اجل تفادي الفشل في المساعي التي تقوم بها لتسوية آخر قضية لتصفية استعمار في القارة الإفريقية. وألح المسؤول الصحراوي على ضرورة إيجاد آلية تهتم بمراقبة وحماية حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة وقال أن جبهة البوليزاريو لا تشترط أن تكون هذه الآلية او تلك ولكن المهم مراقبة وضعية حقوق الإنسان لكشف الانتهاكات المغربية. ولكن المسؤول الصحراوي الذي أكد بانه لا مكان للمفاوضات في ظل استمرار التصعيد المغربي في مجال حقوق الإنسان جدد التأكيد على تسمك جبهة البوليزاريو بالخيار السلمي ودعا إلى ضرورة تكثيف الجهود من أجل تهدئة الأوضاع وخلق الأجواء المناسبة لاستئناف عملية سلمية جادة تقود إلى حل نهائي وعادل يكون مبني على أساس تقرير المصير. وقال "لدينا بريق أمل في مواقف الدعم والتضامن التي اتسعت رقعتها خاصة مع قضية اميناتو حيدر لدعم المسار السلمي في تسوية النزاع في الصحراء الغربية". ورغم أن عبد القادر طالب عمر لم يخف قلق جبهة البوليزاريو من التعنت المغربي المصر على مواصلة سياسة القمع والضرب عرض الحائط بمبادئ الشرعية الدولية فانه أكد بالمقابل أن التمسك بالسلام ليس نابعا عن عجز أو ضعف وقال إنه "يجب على المغرب أن يعلم أن تشبثنا بالسلام هو من أجل فتح مجال للأخوة والتعايش كشعوب إسلامية متجاورة" محذرا في الوقت نفسه بأن كل التمادي سيدفع الصحراويين في الأخير إلى التوجه إلى البديل الآخر وهو الكفاح المسلح. وقال إن "الصحراويين مستعدون لتحمل كل شيء سوى التراجع عن حقهم المشروع في تقرير المصير". مبعوثة المساء إلى مخيمات اللاجئين: ص. محمديوة