أكد وزير الخارجية السيد مراد مدلسي أن الجزائر تعمل مع الولاياتالمتحدةالأمريكية على ترقية تعاون مثمر في المجالين الأمني والاقتصادي، مبرزا تطابق وجهات النظر بين البلدين في مختلف القضايا التي تم التطرق إليها خلال الزيارة التي قام بها وإلى واشنطن. ففي تقييمه للزيارة أوضح رئيس الدبلوماسية في تصريحاته للقنوات الإذاعية الوطنية، أن محادثاته مع المسؤولين الأمريكيين المكلفين بشؤون مكافحة الإرهاب ركزت على أهمية تطوير التعاون بين البلدين وإعطائه دفعا ملموسا، خاصة في مجالات التكوين وتبادل المعلومات، كما تطرق الجانبان إلى المسائل المتعلقة باستقرار المنطقة والمرتبطة بشكل وطيد بظروف التنمية ونتائجها، حيث أشار السيد مدلسي في هذا الصدد إلى أن المفهوم الأمريكي للأمن هو مفهوم شامل، يأخذ بعين الاعتبار كل ما يدخل في تأمين واستقرار محيط ما، معلنا عن ارتياح الولاياتالمتحدة للجهود الكبيرة التي تبذلها الجزائر في الميدان وما حققته من تحسين ظروف التنمية في كل أقطابها وانعكاساتها الإيجابية على المستوى الاقتصادي والاجتماعي، علاوة على الإجراءات التي اتخذتها الجزائر لتأمين محيطها ومحاربتها لما يسمى بالآفات الإقتصادية والاجتماعية ومحاربة الإرهاب بكل أوصافه، وأكد في سياق متصل بأن الولاياتالمتحدةالأمريكية تعتبر الجزائر رائدة في المجالين الأمني والاقتصادي معا، وهو ما يجعلها في نظر الأمريكيين "شريكا مثاليا ليس فقط للعمل معها في المشاريع الثنائية بل أيضا في المشاريع الجهوية". وعن التعاون الأمني بين البلدين، ولاسيما فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب في القارة الإفريقية، قال الوزير أن لهذا الجانب أرضيته الموضوعية، وانه ينبغي على الطرفان تعزيز تعاونهما على مستوى الإمكانيات البشرية، حيث يصبح التكوين للطرفين قطبا رئيسيا للتعاون، كما أشار إلى أن هناك أجهزة يجب أن يتم تجنيدها بصفة ناجعة في مجال تبادل المعلومات الكافية وبصفة استعجاليه، معتبرا هذا الجانب قطبا ثانيا من التعاون الذي يمكن حسب الطرفين أن يتوسع ويتكثف بصفة مستمرة. وفي السياق أبرز السيد مدلسي أن هناك تأييد أمريكي مبدئي لإبرام اتفاقية دولية شاملة لمكافحة الإرهاب مع الجزائر، مضيفا بأن البلدين سيعملان سويا من أجل إيصال هذه الرسالة إلى مجلس الأمن للخروج بتوصيات صارمة ضد الدول الخارجة عن الطريق الصحيح والتي تغذي الإرهاب بطريقة إرادية أو غير إرادية، وقال في هذا الصدد "سنواظب على تجسيد هذا المسعى ولو على فترات". وتجدر الإشارة إلى أن الولاياتالمتحدةالأمريكية أبدت موافقتها المبدئية على اقتراح الجزائر لتجريم الفدية التي تقدمها بعض الحكومات من أجل إطلاق سراح رعاياها المختطفين من قبل المجموعات الإرهابية، وهو الاقتراح الذي يدخل في إطار مكافحة الإرهاب، وتسعى الجزائر إلى تقديمه كمشروع أمام مجلس الأمن الدولي لتبنيه واعتباره كشكل من أشكال تموين ودعم الإرهاب، علما بأنه سبق لكل من بريطانيا وروسيا اللتان تعتبران عضوين دائمين في مجلس الأمن أن أعلنتا موافقتهما لهذا الاقتراح. على صعيد آخر أكد رئيس الدبلوماسية الجزائرية أن الجزائروواشنطن اتفقتا على توسيع تعاونهما الاقتصادي، خارج قطاع المحروقات ليصبح قطبا استراتيجيا في العلاقات الثنائية بين البلدين، وأشار في هذا الصدد إلى المحادثات التي جمعته بكاتب الدولة الأمريكي المكلف بالشؤون الاقتصادية، حيث تم بالمناسبة استعراض النظرة الجزائرية وآفاق التنمية الإقتصادية في الجزائر، مع التطرق بشكل مفصل للإجراءات الجديدة المتخذة من قبل الحكومة في ميدان الاستثمار والتجارة الخارجية. ودعا السيد مدلسي بالمناسبة المتعاملين الاقتصاديين الأمريكيين لتكثيف حضورهم في الجزائر، ولا سيما في قطاعات خارج المحروقات، مشيرا إلى أن البلدين سيعملان على إعطاء إمكانيات إضافية لمجلس رجال أعمال البلدين المشترك من أجل تعريف رجال الأعمال الأمريكيين بآفاق الاستثمار بالجزائر، ومرافقتهم في مسار تنويع النشاط وتكثيفه، خاصة في ظل الاهتمام المتزايد للمؤسسات الأمريكية بقطاعات دقيقة على غرار قطاع تكنولولجيا الإعلام والاتصال الصيدلة وقطاع الصناعة الغذائية. أما بخصوص اتفاقية "الأجواء المفتوحة" التي تقضي بفتح خط جوي يربط الجزائر بنيويورك، فقد أقر الوزير بعدم وجود إطار زمني محدد لتطبيقها، بعد أن أكد أن المفاوضات حول هذه المسألة لا تزال جارية بين البلدين، مشيرا إلى أن التطرق إلى هذه المسألة يحيل الجانبين إلى مفاوضات أخرى أوسع تتعلق بانضمام الجزائر لمنظمة التجارة العالمية، معربا عن أمل الجزائر في أن يتفهم الشريك الأمريكي مواقفها في هذا الشأن.