أكد وزير الخارجية السيد مراد مدلسي من واشنطن على متانة العلاقات الثنائية بين البلدين وأشار إلى أن الجزائر تطمح إلى تعزيزها في المستقبل، وعبرت وزيرة الخارجية الأمريكية السيدة هيلاري كلينتون من جهتها عن رغبة بلادها في تعميق هذه العلاقات للرقي بها إلى مستويات أفضل مما هي عليه اليوم. وكشف المسؤولان في محادثات جمعتهما بالعاصمة الأمريكيةواشنطن أول أمس الإثنين عن استعداد البلدين لتطوير العلاقات الثنائية والارتقاء بها على نحو يراعي مصلحة كل طرف ويحقق انسجاما أكثر في الرؤى والمواقف ويفتح آفاقا أكبر للتعاون السياسي والاقتصادي والأمني. وفي لقاء مع الصحافة الأمريكية مساء أول أمس عقب جلسة محادثات بين مسؤولي البلدين قال السيد مدلسي أن اللقاء سمح باستعراض الكثير من جوانب التعاون وأضاف "لقد تحدثنا حول القضايا التي تهم بلدينا والعالم بصفة عامة، منها قضية التغيرات المناخية وقضايا السلم والأمن في العالم، والأمن الغذائي، وتعاوننا الثنائي"، وفيما يتعلق بالعلاقات الثنائية أكد أن "التعاون يوجد في حالة جيدة وينبغي أن يكون أفضل في المستقبل". وحول جدول المحادثات التي دامت قرابة ساعتين في اليوم الأول من الزيارة التي يقوم بها السيد مدلسي إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية قالت السيدة هيلاري كلينتون،"لقد كانت لنا محادثات مفيدة وبناءة جدا مع وزير خارجية الجزائر، البلد الذي تربطنا معه علاقات جيدة ونتعاون معه بشكل وثيق في العديد من القضايا وخاصة في مجال مكافحة ظاهرة الإرهاب" وعبرت وزير الخارجية الأمريكية في هذا السياق عن نية بلادها في "تعميق وتوسيع علاقاتنا للارتقاء بها إلى مستويات أفضل". وحول سؤال يخص التعاون الأمني بين الجزائروالولاياتالمتحدةالأمريكية ومضمون المحادثات التي جرت بين المسؤولين قال السيد مدلسي للصحافيين حسب نص الرد المنشور على موقع وزارة الخارجية الأمريكية أن المحادثات لم تقتصر على موضوع أو مسألة معينة، وأنه تم التطرق إلى السلام في العالم بشكل عام وعلى أساس ذلك لم يتم استبعاد أي موضوع له علاقة بهذا الجانب، وأضاف "لقد تركزت مناقشاتنا على السلم في العالم، ولم نستثن بذلك ملف محاربة الإرهاب في المنطقة التي ننتمي إليها إضافة إلى الجانب الاجتماعي والحوار السياسي"، وأثنى السيد مدلسي على الرغبة التي عبر عنها المسؤولون الأمريكيون لتعزيز التعاون الثنائي خاصة تلك التي عبر عنها الرئيس باراك أوباما. وعن ملف تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية وما إذا كان في جدول المحادثات بين الوزيرين أكدت السيدة كلينتون أن هذا الملف كان ضمن قائمة الملفات المطروحة للنقاش موضحة أنه تم التطرق وبعمق إلى جميع الجوانب الخاصة به وأشارت إلى أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تأمل في إيجاد حل لهذه القضية وفق المسعى الذي يقوده المبعوث الأممي السيد كريستوفر روس. ويأتي تصريح وزيرة الخارجية الأمريكية في وقت تعرف فيه قضية منع السلطات الاستعمارية المغربية عودة الناشطة الحقوقية الصحراوية اميناتو حيدر إلى المدن الصحراوية المحتلة تطورات خطيرة بسبب تدهور الحالة الصحية للناشطة الحقوقية بفعل إضرابها عن الطعام الذي دخل أسبوعه الرابع، وإصرار المملكة المغربية على مواصلة إدارة ظهرها للنداءات الدولية للسماح للناشطة الصحراوية بالعودة إلى وطنها. وكان وزير الخارجية السيد مراد مدلسي شرع في زيارة إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية التي تدوم يومين أول أمس الإثنين حيث يعقد سلسلة لقاءات مع عدة مسؤولين في الرئاسة الأمريكية والكونغرس وكذا مجلس الأعمال الجزائري الأمريكي وممثلي الجالية الجزائرية للولايات المتحدة. وكان بيان لوزارة الخارجية صدر في وقت سابق وصف هذه الزيارة ب"المهمة" وأشار إلى أنها تندرج في إطار تعزيز الشراكة المتينة القائمة بين البلدين. وذكر البيان بأن هذه الزيارة تعكس "مرحلة نوعية جديدة نحو التكثيف متعدد الأشكال للعلاقات القائمة بين البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والعلمية". كما تسجل في إطار "تعزيز التشاور والحوار المنتظم مثلما يتبين ذلك من خلال الزيارات العديدة التي قام بها مؤخرا إلى الجزائر مسؤولون سامون أمريكيون، من بينهم نائب كاتب الدولة المكلف بشؤون الشرق الأوسط جيفري فيلتمان ومساعدة نائب كاتب الدولة للدفاع السيدة فيكي هودليستون وقائد القوات الأمريكية في إفريقيا فريق اول وارد. وتعتبر الولاياتالمتحدة أول زبون للجزائر وممونها الرابع إذ بلغ حجم المبادلات بين البلدين 21.2 مليار دولار السنة الماضية.