تزايدت حدة الخوف من الإصابة بداء أنفلونزا الخنازير في الأيام الأخيرة خاصة بعد أن ارتفع ضحايا هذا الفيروس إلى ستة عشر عبر الوطن إلى غاية نهاية الأسبوع الفارط، حيث أصبحت مختلف الشرائح تولي اهتماما لهذا الموضوع بعدما أبدت تهاونا ولامبالاة في بداية الأمر، ومن هؤلاء طلبة الجامعات والأحياء الجامعية التي تتطلب أقصى درجات الوقاية بسبب الاكتظاظ وكثرة الاحتكاك الذي يعد من الأسباب المباشرة للإصابة بالعدوى. وبالرغم من الإجراءات الوقائية التي اتخذتها وزارة الصحة والسكان، فإن الوسط التربوي ومنه الجامعي يعتبر من الأوساط الأكثر عرضة للإصابة بفيروس "اش1ان1" بسبب الاكتظاظ الذي تعرفه الجامعات والمعاهد وكذا الأحياء الجامعية، التي تصنف -حسب المكلف بالإعلام على مستوى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي السيد نور الدين خرايفية- من"المجموعات المعرضة للخطر" بحكم الحركة الدؤوبة التي تعرفها، ما يتطلب وقاية صارمة من حيث النظافة وتوفير الصابون السائل المطهر وتوعية الطلبة وتحسيسهم، من خلال إخطار المؤسسات المعنية باتخاذ كافة التدابير للحد من انتشار الوباء في الوسط الجامعي، بعدما سجلت وزارة التربية الوطنية أكثر من مئة حالة وسط التلاميذ. وفي هذا الصدد أشار المتحدث إلى أن وزارة التعليم العالي تعمل على تبليغ كافة المؤسسات والأحياء الجامعية بعمليات التحسيس التي تصلها من وزارة الصحة والسكان، كما تتابع مصلحة تحسين ظروف معيشة الطالب على مستوى الديوان الوطني للخدمات الجامعية، وضعية الطالب داخل الأحياء الجامعية والعمل على توفير النظافة داخل المطاعم التي تشهد إقبالا كبيرا للطلبة، فضلا عن إلصاق المطويات والتحسيس بضرورة الإخطار في حالة ظهور الأعراض، من أجل التدخل السريع وتقديم المساعدة اللازمة للطلبة ومتابعتهم صحيا، بينما تبقى الوقاية أحسن طريقة للجامعيين لتجنب انتقال الفيروس، من خلال تجنب العناق والتقبيل والمصافحة عند التحية والعمل على تهوية الغرف وحافلات نقل الطلبة وهي احتياطات يجب أن يتخذها عامة الناس الذين يتجنب العديد منهم التواجد في الأماكن المغلقة والمزدحمة باعتبارها أماكن حساسة قد تؤدي إلى الإصابة بالداء. الطلبة يشتكون الاكتظاظ وقلة النظافة وقد أبدى الطلبة تخوفهم من انتشار العدوى في وسطهم، وأكد بعضهم ل"المساء"أن طرق الوقاية لا تجدي نفعا في الوسط الجامعي الذي يقضون فيه معظم وقتهم، خاصة منهم المقيمون بالأحياء الجامعية الذين أشاروا إلى أنهم عرضة للداء بالنظر إلى قلة النظافة بالمطاعم والاكتظاظ داخل الغرف الذي أصبح لا يطاق كون الغرفة الواحدة تأوي عددا غير معقول يصل إلى ستة طلبة في غرفة صغيرة جدا تنعدم فيها شروط الإقامة ، كما اشتكى الطلبة المتنقلون عبر الحافلات المخصصة لهم من الاكتظاظ الذي تعرفه هذه الأخيرة، خاصة على مستوى بعض الخطوط التي لا تتوفر على عدد كاف من الحافلات، حيث يقوم بعض الطلبة بغلق جميع النوافذ خوفا من البرد متجاهلين أهمية التهوية في طرد خطر جميع الجراثيم والفيروسات القاتلة، وهي السلوكات التي لاحظناها في حافلات النقل العمومي أيضا والتي لا يزال المواطنون يتنقلون عبرها في ظروف جد سيئة، بسبب الاكتظاظ الخانق الذي يوفر ظروف الإصابة بمختلف الجراثيم، ما يتطلب تدخل السلطات المعنية للحد من مثل هذه المظاهر السلبية التي أصبحت لصيقة بوسائل النقل العمومي خاصة في مثل هذه الظروف التي تتطلب الحيطة والحذر والوقاية لأنها خير من العلاج في كل الحالات. يذكر أننا سنعود لهذا الموضوع والإجراءات الوقائية التي يقوم بها الديوان الوطني للخدمات الجامعية بأكثر تفصيل، بعد اللقاء الذي سيخصنا به الدكتور على مستوى الديوان السيد تواتي بداية هذا الأسبوع.