استبعد وزير التربية الوطنية، أمس، وجود أي مبرّر يدفع بمصالحه إلى إصدار قرار يقضي بوقف الدارسة بشكل مؤقت بعد تزايد عدد حالات الإصابة بفيروس انفلونزا الخنازير، حيث لم يتوان في التأكيد بأن الوضع الحالي على مستوى المؤسسات التربوية لا يبعث على القلق »على اعتبار أننا اتخذنا كل التدابير الوقائية لضمان سلامة أبنائنا..«. قلّل وزارة التربية الوطنية من حجم المخاوف التي أبدتها الأسرة التربوية وأولياء التلاميذ بشأن إمكانية اجتياح فيروس »إتش 1 أن 1« ما يزيد عن 8 مليون تلميذ، وذهب إلى حد الجزم بعدم وجود أي خطر يهدّد حياتهم، وقد استند بوبكر بن بوزيد في تفاؤله إلى بعض الإجراءات التي تم اتخاذها على مستوى كل مدرسة في مختلف الأطوار، وهي التدابير التي تتمثل في توسيع عمليات التحسيس بالإضافة إلى »توفير الماء والصابون عبر كافة المدارس..«، وفي تقديره فإن ذلك كفيل بضمان سلامة هؤلاء التلاميذ. وعلى هذا الأساس لا يرى الوزير، في تصريح للصحفيين أمس بمجلس الأمة، أي مبرّر موضوعي يدفع إلى تعليق الدراسة أو تمديد مدة العطلة الشتوية إلى حين ضمان اتخاذ كل التدابير الوقائية التي تضمن سلامة الأسرة التربوية وكذا التلاميذ من الإصابة بالفيروس، لكن ذلك لم يمنعه من الاعتراف بغلق بعض الأقسام والمدارس نتيجة وجود حالات إصابة مشتبه فيها، لكن المتحدث قال إنه ليست بحوزته أرقام ومعطيات دقيقة حول العدد بالضبط »ليست بحوزتي الأرقام، ولو كانت لديّ معطيات حول هذا الأمر لوافيتكم بها«. وفي سياق ردّه على سؤال آخر يتعلق بتوفير الأقنعة المضادة لانتشار فيروس »إتش 1 أن 1« وكذلك تاريخ انطلاق تلقيح التلاميذ لوقايتهم من خطر الإصابة بهذا الوباء، أشار بوبكر بن بوزيد إلى أن ذلك يخرج عن مجال اختصاص قطاعه، قبل أن يضيف بأن هناك لجنة وزارية يترأسها السعيد بركات وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات مهمتها تنظيم هذه العملية واتخاذ ما تراه مناسبا لمواجهة انتشار هذا الوباء، وقد رفض الوزير على هذا المستوى الخوض في مزيد من التفاصيل المتعلقة بموضوع الأقنعة واللقاح مكتفيا بالقول: »هناك أطباء يسهرون على هذه العملية وهم يقومون بواجبهم«. وتأتي تطمينات وزير التربية الوطنية في وقت تزايدت فيه المخاوف وسط الأسرة التربوية وخاصة لدى أولياء التلاميذ الذين أبدوا انشغالا وقلقلا كبيرين من كيفيات تعاطي السلطات العمومية مع الوضع وهو ما تزامن مع تضارب الأنباء حول عملية انطلاق التلقيح ضد الفيروس وكذا مدى نجاعته، دون إغفال عامل آخر يتعلق بارتفاع عدد الإصابات بفيروس "اتش1 أن 1" بعدما تجاوز عدد الحالات المؤكدة عتبة 400 إصابة إلى جانب وفاة 19 شخصا تحت تأثير الوباء. وسبق لوزير الصحة وإصلاح المستشفيات السعيد بركات وأن كشف بدوره قبل أيام من مجلس الأمة أن الشروع في عملية التلقيح ضد فيروس »إتش 1 أن 1« سيكون ابتداء من نهاية الأسبوع الجاري بعدما أعلن وصول 263 ألف جرعة أخرى زيادة على الدفعة الأولى والمقدرة ب430 ألف جرعة من أصل 900 ألف، وتعتبر المدارس والإقامات الجامعية وحتى المساجد والمقاهي وكل الساحات العمومية التي تكثير فيها الحركة أكثر عرضة لانتقال عدوى هذا الفيروس القاتل.