رهن فريق وفاق سطيف حظوظه في الحصول على كأس شمال إفريقيا للأندية البطلة، عقب التعادل الذي فرضه عليه سهرة أول أمس في نهائي الذهاب، الترجي التونسي، الذي عرفت عناصره كيف تستثمر في مرحلة الفراغ الذي تمر بها تشكيلة "نسور عين الفوارة" منذ إخفاق باماكو، حيث تمكن أشبال المدرب فوزي البنزرتي من العودة إلى الديار بتعادل إيجابي (1-1) تضعهم في أحسن رواق للتتويج باللقب قبل مواجهة الرد المرتقبة السبت المقبل بملعب رادس... عكس المحليين الذين دخلوا المقابلة بتخوف كبير، في ظل الضغط الذي عانوا منه من قبل الأنصار، كان التونسيون في وضع نفسي مريح وبدا ذلك واضحا، حيث بادروا منذ الوهلة الأولى إلى تهديد مرمى فوزري شاوشي الذي أنقذ مرماه من هدف محقق في الدقيقة الثانية، إثر كرة ثابتة نفذها أنري بيان فوني. وسمح عقم القاطرة الأمامية لأبناء سطيف، للضيوف، ببسط سيطرتهم على مجريات اللعب طيلة العشر دقائق الأولى، وانتظر الجميع الدقيقة 15 ليروا استفاقة أشبال المدرب الجديد زكري من خلال عمل فردي جميل للزهر حاج عيسى، الذي بلقطة فنية رائعة يمرر بالعقب إلى زياية، هذا الأخير يتخلص من المراقبة لكن قذفته تجانب القائم الأيمن للحارس التونسي العربي الماجري. نفس اللاعب، زياية، أهدر فرصة فتح باب التسجيل بعد فتحة من الظهير الأيمن سليمان رحو في الدقيقة 18. واستطاع ذوو الزي الأحمر والأصفر أن ينجحوا عن طريق دفاع متقدم محكم بمنطقتهم في تعقيد من مأمورية زياية ورفاقه الذين وقعوا في العديد من الأخطاء، كتلك التي ارتكبها العيفاوي في الدقيقة الثلاثين، لكن العياري لم يستغل خروجه وجها لوجه مع شاوشي الذي أنقذ الموقف مرة أخرى. أربع دقائق بعد ذلك سدد بيان فوني كرة صاروخية تصدى لها الحارس الدولي بكيفية رائعة، وهي اللقطة التي افترق إثرها الفريقان. المرحلة الثانية، كانت أحسن من سابقتها سواء من ناحية العروض الفنية أو الأهداف، وكان الضيوف السباقون إلى تهديد مرمى شاوشي الذي أنقذ مرماه من هدف حقيقي في الدقيقة الخمسين، بعد قذفة بوعزيزي، رد عليها الهداف عبد المالك زياية في الدقيقة 55 عقب انفراده بالحارس التونسي، لكن الحظ لم يكن بجانبه بعد تدخل أحد المدافعين الذي حول الكرة إلى الركنية. واستمر ضغط السطايفية في محاولة لفتح باب التسجيل، وهو ما تم لهم في الدقيقة 64 عن طريق فاهم بوعزة من كرة ثابتة خادعت الحارس الماجري؛ هذا الهدف أجبر المدرب التونسي فوزي البنزرتي على لعب جميع أوراقه بإقحام كل من وليد التايب وإينرامو، هذا الأخير أعطى نفسا ثانيا لرفاقه وأقلق الدفاع السطايفي الذي لم يجد وسيلة لتكسير هجمات التونسيين سوى إخراج الكرة كما جاء. وفي الوقت الذي كان الجميع ينتظر هدفا ثانيا من جانب المحليين، ارتقى اللاعب بن يوسف من جانب الترجي فوق الجميع وبرأسية يعدل النتيجة بهدف يتحمل الحارس شاوشي قسطا كبيرا من مسؤوليته فيه، وهي النتيجة التي انتهى عليها اللقاء في روح رياضية عالية.