يواجه مساء اليوم وفاق سطيف بداية من الساعة السادسة بملعب رادس الترجي التونسي في اياب نهائي كأس شمال إفريقيا، وهي المواجهة الرابعة بين الناديين بعد لقاء الذهاب الأسبوع المنقضي ولقائي الدور النصف نهائي من كأس العرب الموسم الماضي والتي انتهت كلها لصالح أشبال المدرب البنزرتي، الأمر الذي يجعل الكثير من عشاق "النسر الأسود" يفقدون الأمل في عودة أبنائهم بالتاج، لاسيما عقب التعادل الذي فرض عليهم فوق أرضية ميدانهم في التسعين الدقيقة الاولى.وإذا كان الأغلبية من أنصار الوفاق غير متحمسين لهذه المواجهة، فإن البعض الآخر لم يفقد الأمل في العودة بالكأس، ويرى في المدرب الجديد نور الدين زكري وجه السعد وفأل خير على الوفاق السطايفي. ومن دون شك أن مباراة سهرة اليوم لن تكون سهلة بالنسبة للتشكيلتين، رغم أن جميع المعطيات ترجح كفة الاشقاء التونسيين، لكن المدرب البنزرتي يؤكد على صعوبتها ووصف نتيجة لقاء الذهاب بالمفخخة، مما يجعل اللقاء أصعب بكثير من لقاء سطيف على حد تعبيره. وكان رفقاء الحارس الدولي فوزي شاوشي قد حلوا عشية أمس بالعاصمة التونسية، حيث أجروا أول وآخر حصة تدريبية بملعب رادس. ويسعى أبناء عين الفوارة إلى العودة إلى أرض الوطن بالكأس، كما صرح به اللاعبون والمدرب قبل مغادرتهم مطار الثامن ماي 45، حيث أكد نور الدين زكري أن معنويات عناصره مرتفعة جدا خاصة بعد الفوز الأخير على حساب الجارة شبيبة بجاية (1 - 0) لحساب الجولة ال17 من البطولة الوطنية، بالإضافة إلى عودة اللاعبين المعاقبين والمصابين لتدعيم التشكيلة في هذه المواجهة الهامة، على غرار الحارس شاوشي، والمهاجم حيماني، والمدافع العيفاوي، وكذا جديات الذي تنقل مع الفريق، بعد أن التقى رئيس فرع كرة القدم حمار وتم الاتفاق على طي الصفحة إلى ما بعد هذه المباراة، وكل هذا يصب في صالح المدرب الجديد المتفائل بفريقه وبالعودة بالكأس من تونس، وسيمر ذلك عبر تفادي أخطاء مباراة الملعب المالي، التي ضيع من خلالها الوفاق السطايفي كأس الكاف، في الوقت الذي كانت كل الظروف مواتية للعودة بها من باماكو.. صراع تكتيكي بين البنزرتي وزكري باعتراف المسؤولين بالوفاق، فإن هذا الأخير ينتظره مساء اليوم امتحان شاق بمواجهته الترجي التونسي في لقاء قوي، من دون شك سيغلب عليه الجانب التكتيكي والبدني، وإذا كان الفريق التونسي يتواجد في لياقة بدنية معتبرة، ويحسن جيدا مفاوضة المباريات الإقليمية بطريقته المعهودة بقيادة المدرب القدير البنزرتي، الذي أكد أنه درس الوفاق دراسة كاملة وشاملة، وحضر له "الوصفة" المناسبة، فإن المدرب السطايفي أيضا أكد بأن فريقه يتوفر على كل المؤهلات التي ستجعله يدخل هذه المواجهة بقوة، ويفاوضها بكل جدية، وبإمكانه مباغتة الترجي بداره، وأمام جمهوره، رغم أنه كما قال "خصم عنيد" يمكنه خلق مشاكل لفريقه، رغم أن عناصر الوفاق أبدت رغبة كبيرة في دخول المواجهة بقوة- على حد تعبير اللاعب لموشية -لتحقيق الفوز، والعودة بالتاج المغاربي بعد الوجه المشرف الذي أظهروه في لقاءات البطولة الوطنية، الذي حررهم من العقدة التي لازمت الوفاق في الأسابيع القليلة المنقضية.. التتويج لاستعادة ثقة الأنصار يرى العارفون بخبايا الفريق السطايفي أن الفوز على الترجي التونسي سيكون بمثابة مرحلة انتقالية جديدة في مشوار الوفاق هذا الموسم، بعد أن ضيع التاج الإفريقي وتعثر في النهائي الأول المغاربي أمام نفس الفريق، بعد أن تمكن رفاق لموشية من إنهاء الشطر الأول من البطولة قبل ثلاث مباريات متأخرة في المرتبة الرابعة، كما أن اللاعبين قادرين على تجاوز الفرق التي ستنافسهم على لقب بطولة هذا الموسم، إلا أن ذلك لن يتحقق إلا بتحقيق الانتصار مساء اليوم على الترجي، والتفاوض الجيد كما كان عليه الحال سابقا في المنافسة الإفريقية والعربية، لأنه السبيل الوحيد من أجل إعادة الثقة للأنصار في المواعيد الهامة التي تنتظر الوفاق السطايفي مستقبلا. ومن المنتظر أن تعرف التشكيلة الأساسية للوفاق في مواجهة اليوم أمام الترجي بعض التعديلات على مستوى جميع الخطوط، وهو ما وقفنا عليه في الحصص التدريبية الأخيرة التي أرادها المدرب الجديد مناسبة لتصحيح العديد من الأخطاء التي كانت وراء تعثر الجمعة الماضي والاخفاق في الظفر بتاج كأس الكونفيدرالية الافريقية أمام الملعب المالي. من جانبهم؛ أكد اللاعبون استعدادهم الكبير لرفع التحدي لتعويض ما فاتهم في باماكو، وهو هدف يمكن بلوغه بالنظر إلى نوعية الاسماء التي يضمها التعداد السطايفي.