قصد مواجهة ظاهرة ندرة الإسمنت وتمكين المتعاملين العقاريين من تسليم المشاريع السكنية في الأوقات المحددة، تقوم الشركة التركية المنجزة لهذه المشاريع بمبادرة هي الأولى من نوعها، حيث قامت بكراء سفينة "ليكوريغدورا" المختصة في تعبئة الإسمنت وتوفيره في آجاله، حيث رست مع بداية هذا الأسبوع برصيف دار السلام، وهذا بهدف تغطية العجز المسجل في هذه المادة الحيوية بسبب الأزمة الحادة التي تعصف منذ أزيد من ستة أشهر بقطاع البناء والأشغال العمومية بوهران خصوصا، والولايات الغربية الأخرى على وجه العموم. عملية كراء السفينة والسماح لها بالرسو بميناء وهران جاءت بناء على اتفاقية شراكة بين الجزائر ومتعامل تركي في مجال إنتاج الإسمنت، حيث سيقوم بتوفير الاسمنت بميناء وهران ليتم بعدها تعبئته بعد إعادة تصنعيه وتهيئته ليوجه بعدها إلى مختلف قطاعات البناء... ولجأت المؤسسة التركية إلى هذه الوسيلة بسبب الغلاء الفاحش للإسمنت والمضاربة به في السوق المحلي الجزائري، حث وصل سعر القنطار إلى أكثر من 1200 دينار، في الوقت الذي لا يتعدى سعره العادي 550 دينار. وحسب مسؤولين بقطاع البناء ومصالح الميناء بوهران، فإن اللجوء إلى هذه الوسيلة هدفه القضاء نهائيا على أزمة الإسمنت وتمكين كامل المتعاملين من التزود بهذه المادة في آجالها، ومن ثم التمكن من تسليم المشاريع السكنية في آجالها المحددة لها سلفا وفق البنود المختلفة التي تنص عليها دفاتر الشروط. يذكر أنه بهدف تجاوز هذه الأزمة، قامت السلطات العمومية المركزية، بتزويد السوق بألف طن تم استيرادها من العديد من الدول الأوروبية وتم تسويقها عبر موانئ بجاية (300 ألف طن)، وهران (300 ألف طن) والجزائر العاصمة (400 ألف طن)، إلا أن ذلك لم يحل المشكل الذي بقي مطروحا بحدة كبيرة، مما جعل الدولة عبر شركائها تلجأ إلى هذه الطريقة لوضع حد نهائي لهذه الأزمة. علما بأن احتياجات ولاية وهران وحدها سنويا تعادل 50 ألف طن من الإسمنت، وهذا قياسا بالعديد من المشاريع السكنية والمنشآت العمومية والبنى التحتية التي يتم إنجازها.