خرجت المناضلة الصحراوية اميناتو حيدر منتصرة من قبضتها الحديدية مع سلطات الاحتلال المغربية بعد 32 يوما من إضراب مفتوح عن الطعام أصر خلالها كل طرف على عدم لرضوخ للآخر وكانت الغلبة في النهاية للإرادة والحق على التعنت والتسلط.وهو انتصار لم يستطع وزير الخارجية الاسباني ميغال انخيل موراتينوس القفز عليه وقال معترفا للحقوقية الصحراوية بأنها ربحت معركة حقيقية وهنأها على ذلك. وعادت المناضلة الصحراوية في ساعة متأخرة من ليلة الخميس إلى الجمعة وهي ترفع راية النصر على جلاد أراد أن يكتم صوتها بإبعاد قسري إلى مسقط رأسها بمدينة العيونالمحتلة دون شروط في وقت خسرت السلطات المغربية ماء وجهها وانفضح أمرها أمام العالم في موقف ما كان ليحدث لو أنها تعاملت بحكمة مع قضية مناضلة عرفت بإصرار لن يثنيه حتى الموت. وجاء الانفراج في قضية حيدر بعد أن تدهورت حالتها الصحية مما استدعى نقلها إلى المستشفى لانزاروتي على عجل وربما يكون ذلك هو السبب الذي عجل بإعادتها إلى أهلها وعدم قدرة الرباط تحمل المزيد من الضغوط والانتقادات بسبب سوء تعاطيها مع هذه القضية الإنسانية والتي اعتقدت أنها ستربحها بالتعنت وسياسة الهروب إلى الأمام. وتكون الحكومة المغربية وناطقها الرسمي خالد الناصري وحتى وزير خارجيتها طيب فاسي الفهري قد خسرا هذا الرهان وهما اللذان تداولا في الترويج لمواقف المملكة منذ انفجار هذه الفضيحة الإنسانية على التأكيد في كل مرة أن حيدر لن تعود إلى العيون مهما حدث ولن ترضخ لمناوراتها في وقت قابلت هذه الأخيرة الغي المغربي بمزيد من الصبر والإرادة من أجل العودة حية أو ميتة إلى وطنها. وخسر الناصري والفهري الرهان وعادت حيدر بلقب "غاندي الصحراء الغربية" الذي سوف لن يزيدها إلا إصرارا في مقارعة طروحات الضم المغربية في الصحراء الغربية. وتأكد من خلال النهاية التي عرفتها هذه القبضة أن السلطات المغربية فشلت في التعاطي مع تطورات المأزق ساعة بساعة بل بالعكس من ذلك أنها روجت للقضية الصحراوية طيلة شهر كامل من حيث لا تدري وجعلتها محل اهتمام وتعاطف دولي غير مسبوق. فقد زلزل إضراب حيدر كيان العرش الملكي وأفقده برودة أعصابه في كيفية التعامل معه قابلته الحقوقية الصحراوية بهدوء وروية وبقوة إصرار وتحدي مجاهرة بأنها لن ترضخ ولن تستكين للضغوط المغربية حتى وإن عادت محمولة داخل نعش. والأكثر من ذلك فإن الرباط لم تخسر رهانها مع المناضلة الصحراوية ولكنها خسرت علاقاتها مع مدريد أو على الأقل مع غالبية شرائح المجتمع الاسباني وانفضح أمرها على أنها مملكة الحريات واحترام حقوق الإنسان ووجدت نفسها في النهاية أمام جدار صد حديدي حتم عليها في النهاية الإذعان لإرادة حيدر التي افتكت قرار عودتها إلى عائلتها بقوة صبرها.