أرغمت السلطات المصرية أمس قافلة المساعدات الإنسانية الدولية التي تحمل اسم "شريان الحياة 3" الموجهة لسكان قطاع غزة على مغادرة منطقة رفح الحدودية نحو ميناء العقبة الأردني لتتوجه إلى ميناء اللاذقية السوري استعدادا لدخول قطاع غزة برا عبر معبر رفح. وأكد علي أبو السكر منسق القافلة في العاصمة الأردنية على التوصل إلى اتفاق بين الوسيط التركي إبراهيم بيرام والقنصل المصري في مدينة العقبة بشأن دخول القافلة إلى قطاع غزة عبر ميناء العريش. وأضاف أبو السكر أنه تم التفاهم على أن تدخل القافلة وكل أعضائها للعريش عبر ميناء رفح البري. يذكر أن وزارة الخارجية المصرية قررت عدم السماح للقافلة بدخول مصر عبر ميناء نويبع على البحر الأحمر واشترطت عليها الدخول من ميناء العريش على البحر المتوسط. وكانت القافلة وصلت إلى الأردن الأربعاء الماضي قادمة اليها من سوريا واتجهت إلى ميناء العقبة على أمل دخول مصر عبر ميناء نويبع حسب المنظمين. ولكنها لاقت رفضا قطعيا من السلطات المصرية بدعوى "حساسية الوضع". وتضم القافلة أكثر من 250 شاحنة ومركبة وسيارة إسعاف محملة بمساعدات إنسانية عربية وأوروبية وتركية تضم أغذية ومعدات طبية إلى جانب 1500 حقوقي ومتعاطف دولي ينتمون إلى 43 جنسية. وأشرفت على تنظيم هذه القافلة جمعية "تحيا فلسطين" الخيرية التي أسسها النائب البريطاني جورج غالوي في المملكة المتحدة على أمل التخفيف من آثار الحصار العسكري المفروض على أكثر من 1,5 مليون فلسطيني ولكن أيضا لفت انتباه المجموعة الدولية إلى معاناة هؤلاء وتحريك الضمائر من أجل رفع هذا الحصار الجائر. وفي نفس السياق كشف تقرير فلسطيني سلم أمس إلى مكتب الأممالمتحدة في العاصمة الأردنية أن قوات الاحتلال الإسرائيلي قتلت 1062 فلسطينيا من بينهم 395 طفلا و112 امراة خلال عام 2009. وأوضح التقرير أنه يوجد بين القتلى ثلاثة صحافيين و20 من الطواقم الطبية فيما أصيب 4810 آخرين بجراح متفاوتة بينهم 2773 طفلا. وأضاف أن آخر جرائم الاحتلال كانت اغتيال 6 مواطنين في نابلس بالضفة الغربيةوغزة في الذكرى الأولى للعدوان الإسرائيلي على القطاع. وأكدت نفس الوثيقة أن قوات الاحتلال تواصل قتل المزيد من الفلسطينيين مستخدمة أحدث أنواع الأسلحة وأشدها فتكا وشكل المدنيون الفلسطينيون نسبة 85 في المائة من الشهداء من بينهم نسبة 40 في من الأطفال والنساء. وخلال العدوان على القطاع هدمت قوات الاحتلال نحو أربعة آلاف منزل وألحقت أضرارا بليغة بأكثر من 11 ألف منزل آخر نتيجة القصف الجوي والبحري والبري وقضى المئات من المواطنين تحت أنقاضها. مما أرغم 100 ألف مواطن على اللجوء إلى المدارس والمستشفيات طلبا للحماية ولكنها لم تنج هي الأخرى من عمليات القصف الإسرائيلية. وهدمت إدارة الاحتلال خلال هذا العام 90 منزلا فلسطينيا في مدينة القدسالمحتلة فيما يقع11 ألف منزل تحت تهديد الهدم إلى جانب وجود مخطط لبناء 11 ألف وحدة للمستوطنين في محيط المدينة يتم تنفيذه بصورة بطيئة تجنبا لإثارة الرأي العام العالمي. وفي نفس تواتر التقارير السوداوية حول أوضاع الفلسطينيين أكد تقرير طبي تم الكشف عن مضمونه أمس وفاة 367 طفلا بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ عامين والنصف. ودعا التقرير إلى فتح معابر قطاع غزة خصوصا معبر رفح البري على الحدود مع مصر للسماح للمرضى بالسفر للعلاج في مستشفيات الخارج إضافة إلى إيصال الأدوية والمهمات الطبية إلى قطاع غزة. وهو الأمل الذي يحذو الفلسطينيين وكل العرب وحتى الرأي العام الدولي ولكن الشعور الإنساني يفقد كل معنى له أمام جبروت السياسة والحسابات المصلحية التي عادة ما تضحي بالشقيق إرضاء للعدو.