رغم بعض الفوضى كعادة الجمعيات العامة لمولودية وهران، إلا أن الجمعية العامة المؤجلة التي انعقدت أول أمس بمقر الفريق، كان الرابح فيها الرئيس الحالي قاسم بليمام، الذي نال تقريره المالي والأدبي رضى وقبول 24 عضوا من ال70 الحاضرين الممضين من أصل 148 عضوا المسجلين . وما لوحظ في هذه الجمعية العامة هو حضور المعارضة بكثافة يتقدمها الرئيس السابق يوسف جباري، الذي وافق على التقرير الأدبي ورفض المالي، وكان يعتقد أن النقاش سيكون ملتهبا بين جناحي الخصمين اللدودين، لكن الأمور سارت بسلام اللهم إلا من بعض التلاسن الكلامي من بعض الأعضاء الحاضرين سرعان ماتم التحكم فيه بفضل تدخل عقلاء الفريق ومصالح الأمن التي لعبت دورا مهما في ضبط الأمور.
الصعود يحسب للجميع وكانت بداية الأشغال، بتدخل الرئيس الحالي قاسم بليمام لتفصيل تقريره الأدبي، الذي ذكر به الجميع بالوضعية الكارثية، التي ورثها بعد إنتخابه يوم 26 أوت 2008، مؤكدا على أن سقوط المولودية كان مأساة، مشددا القول على أن عودتها إلى حظيرة الكبار يعد نصرا كبيرا لكل الحمراوة، وأنه قاسى الأمرين خلال الموسم الماضي في لم شمل تشكيلة قادرة على رفع تحدى الرجوع سريعا إلى القسم الأول، داعيا الحضور إلى مراعاة مصلحة المولودية التي توجد على كف عفريت بفعل الكم الهائل والمتراكم من المشاكل وخاصة المالية منها، مضيفا مخاطبا الأعضاء الحاضرين: "أنتم ترون وتسمعون ما تعاني منه المولودية هذا الموسم الذي هو الأخير لي على رأس المولودية، ونحن على مقربة من دخول عالم الإحتراف إذ تبقى ستتة أشهر فقط وهو وقت غير كاف كما تعلمون للإيفاء بالموارد في دفتر الشروط مما يتطلب تضافرا لجهودكم جميعا وليس مزيدا من إنتقادي فإذا كان هذا هو حالكم ورفضتم التقرير المالي والأدبي فأنا سأعقد جمعية عامة إنتخابية خلال 15 يوما ونصبوا من أردتم رئيسا للمولودية".
تقرير مالي متوازن بعدها انتقل بليمام لشرح ما تضمنه تقريره المالي، مؤكدا في البداية على نسخ منه سلمها لكل الهيئات الرياضية والسلطات المحلية التي لها الحق في الإطلاع على وجهة أموالها التي سلمتها للمولودية، مشددا القول على أن هي التي يحق لها محاسبته، وليس من يحملون صفة عضوية الجمعية العامة، ويدعون حب المولودية ولم يعينوها حتى بقارورة ماء -حسب قوله- ليقدم رقم 8 ملايير و487 مليون سنتيم كإجمالي مدخول للموسم الماضي مقابل إنفاق ملايير و494 مليون سنتيم، مفصلا أكثر محتوى التقرير المالي مقدما رقم 1مليارو480 ميلون سنتيم مستحقات للاعبين كانت على كاهله كما قال، ورقم 1مليار و200 مليون سنتيم تكلفة جلب 6 لاعبين الموسم الماضي نالوا 50بالمائة من المتفق عليه معهم، ورقم 1مليار و900مليون سنتيم سددها مرغما لبعض اللاعبين، الذين كانوا قاب قوسين أودنى للإنضمام لأندية أخرى ألحت على خدماتهم، موضحا على أن منحة الإمضاء في المولودية الموسم الماضي تراوحت بين 200 مليون و700مليون سنتيم .
مشاكل المستحقات المالية تسوى الأسبوع القادم بعد ختام الجمعية العامة العادية ومرورها بسلام، عقد قاسم بليمام ندوة صحفية قصيرة، تناول فيها راهن المولودية وخصوصا المشاكل المالية، التي تهز أركان البيت الحمراوي منذ مدة، وقبل أن يتطرق إليها أصر رئيس الحمراوة على شكر أعضاء الجمعية العامة قائلا أنهم كانوا واعيين بحجم معاناة المولودية، وضرورة التفكير في مستقبلها الذي سيكون في فضاء الإحتراف مهما كان نوع محيطها، منوها بحضور خصمه اللدود يوسف جباري وتصويته لصالح التقرير الأدبي والمالي، مقدما له العذر في سقوط الفريق الذي أرجعه لأيدي غير كفؤة وغير خيرة، لأن جباري لم يكن يرغب في أن تسقط المولودية وهي بين يديه يقول بليمام، قبل أن ينتقل للحديث عن مشكل المستحقات المالية للاعبين كاشفا بأنها ستسوى الأسبوع القادم.
واسطي ومزوار باقيان وبن حمو متردد وبخصوص المستحقات المالية دائما، والتي كان غيابها عن جيوب اللاعبين سببا في تدني معنوياتهم، ورفض بعضهم خوض مقابلة الكأس ضد اتحاد العاصمة على غرار واسطي زوبير ومزوار عرفات، وما أشيع عن نيتهما في مغادرة الفريق، قال الرئيس بليمام أنهما باقيان ولن يفرط فيهما أبدا، لأن دورهما في نتائج المولودية لحد الآن كبير وما ينتظره منهما أكبر في مرحلة العودة من البطولة. وعن سؤال حول مصير الحارس بن حمو، طالب بليمام من هذا الأخير اذا كان يبقى أويرغب في الرحيل، وأن عليه إخطاره في أقرب وقت بموقفه حتى يتخذ الخطوة المناسبة في جلب خليفته له قبل اسدال الستار على مرحلة الانتقالات الشتوية.
ضمان البقاء هو الهدف وسيبقى وعن هدف المولودية في بطولة هذا الموسم، فرغم رضاه الكبير بالنتائج المحققة لحد الآن، إلا أن بليمام جدد التأكيد على أن هدف المولودية يبقى ضمان البقاء، وفقا لما تم تحديده قبل انطلاق المنافسة بالتموقع في الرتبة الثامنة، أما إذا كان الترتيب النهائي أفضل من المسطر فمرحبا به يقول المسؤول الحمراوي الأول، لأنه ليس سهلا مقارعة أندية قوية فنيا وماليا بحجم مولودية الجزائر ووفاق سطيف وشبيبة.