بعد تأجيلها الخميس الماضي بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني، انعقدت أول أمس الجمعية العامة الاستثنائية لفريق مولودية وهران بقاعة الحفلات ''دار الضياف '' بحضور 82 عضوا من مجموع ال150 المسجلين. ورغم أن جدول أعمال هذه الجمعية تحدد في نقطة واحدة ألا وهي تعيين شخص واحد سيكلف بمتابعة الملف الاحترافي، إلا أن المصالح الشخصية كانت لها اليد العليا في الفوضى التي عمت القاعة كعادة كل جمعيات المولودية، وكانت من صنع التكتلات التي أصبحت ظاهرة مشينة ووصمة عار على جبين هذا الفريق العريق. ورغم حضور محامي الرئيس الحالي قاسم بليمام - الغائب مرة أخرى عن هذه الجمعية - لإطلاع الحضور على آخر مستجدات الاحتراف وأن الوقت غير كاف لمزيد من التماطل وإضاعة الوقت، إلا أنه لا حياة لمن تنادي، حيث رفض محدثو الفوضى الإنصات وأصروا على موقفهم في تشكيل لجنة تتولى متابعة الملف، وحتى تدخل ممثل مديرية الشباب والرياضة لم يفد شيئا في تهدئة النفوس. وفي ظل هذا الصخب تم الاهتداء إلى أحد مؤسسي مولودية وهران ليكون رئيسا لهذه اللجنة، ويتعلق الأمر بالحاج ميسوم الهواري، الذي سينضم إلى الطاقم الفني الموجود برئاسة قاسم بليمام الذي يبقى الجميع ينتظر موقفه مما مجرى في جمعية قاعة ''دار الضياف'' ويتساءل العقلاء عن قدرة المكلفين بملف احتراف المولودية في إتمامه في ظرف يومين (المدة تنتهي اليوم 30 جوان)، وأصر الحضور أيضا على إضافة أربعة أشخاص آخرين قالوا أنهم سيساعدون ميسوم الهواري ويتعلق الأمر بكل من : بن سنوسي شمس الدين، نصر الدين بسجراري، بولوفة الحبيب قصاب وبوخروبة صافا. ما يجب ذكره، هوأن عديد الوجوه الكروية التي صنعت أمجاد المولودية الوهرانية في حقب مختلفة، تأسفت كثيرا لما حدث من فوضى وتلاسن واشتباكات بالأيدي، بين أشخاص قالوا أنهم طفيليون ولا يشرفون حتى أنفسهم قبل المولودية. وفي هذا الشأن قال الحاج بديار الهواري قائد الحمراوة في سنوات الستينيات : ''أن كل من صرخ وأحدث الفوضى داخل القاعة هو مأجور همه المال كحال الكل ''. أما مجاهد سنوسي متوسط ميدان المولودية في سنوات السبعينيات فقال :'' إن الحل هو في كنس كل أعضاء الجمعية العامة الذين جلبوا العار لكل الحمراوة ''. من جهته، اتهم زميله شرقي مختار الرئيس الحالي قاسم بليمام بإحداث كل هذه الفوضى، بتماطله ورفضه تعيين هذه اللجنة في الجمعية العامة التي انعقدت بتاريخ ال26 ماي الماضي. الطيب محياوي أحد المهتمين برئاسة المولودية قال من جهته : '' الآن تبقى الأمور بيد اللجنة التي ستكون في سباق ضد الساعة للإيفاء بكل شروط الملف، أما أنا فمن جهتي أديت ما علي تجاه هذا الفريق، بعدما طلبت معونتي في تحضير هذا الملف، ما تبقى الآن هو أن تعمل كل الأطراف على إحداث القطيعة مع الممارسات البدائية، والانتقال فعلا إلى الاحتراف قولا وعملا أما في حالة الفشل فإن التاريخ لن يرحم''. أحد المحبين الغاضبين قال لنا وعيناه مغرورقتان بالدمع : ''اليوم حضرت لتوقيع شهادة وفاة مولودية وهران لا إعادة بعثها ''. وفي الأخير يطرح السؤال : هل بمقدور المكلفين بملف مولودية وهران الاحترافي تدارك التأخر في هيكلة النادي، وتدعيمه بلاعبين جدد وقبلهم إقناع الحاليين بالبقاء، وإعداد مخطط تحضير الفريق وتعيين طاقمه الفني تحسبا للموسم القادم؟ أم أن الجميع سينزوي بعيدا نافضا يديه من الفريق كله بعدما '' تقع الفأس في الرأس''، وبالتالي تتجه مولودية وهران للانحراف بدل الاحتراف؟