تعيش الممثلة بسمة كامل متعتها حين تصعد الخشبة وتندمج كليا مع الدور، كما أنها تعيش ذات المتعة وهي تنهل من تجارب من علموها أبجديات الفن الرابع لتترجم ذلك عمليا في التمثيل.بسمة هي أيضا إعلامية ومنشطة لها ما تحكي ل"المساء" عن هذه التجارب الجميلة. - دخلت فن التمثيل المسرحي المحترف من أوسع أبوابه على الرغم من أنك لست خريجة أية مدرسة فنية أكاديمية، فكيف كان ذلك؟ * التمثيل على خشبة المسرح كان حلما يراودني دوما تمنيت أن أقتحم هذا العالم السحري الذي بفضله استطعت اكتشاف قدراتي الفنية التي تفجرت فور صعودي الخشبة، من جهة أخرى لم أكن بعيدة عن الوسط الفني الجزائري، فلقد مارست مهنة التنشيط مع الديوان الوطني للثقافة والإعلام ولم يكن سني يتجاوز ال18 سنة، كما أني عملت لسنوات طويلة وعبر العديد من الصحف اليومية في القسم الثقافي والفني وبالتالي فإن علاقتي توطدت مع هذا الوسط. - من هم الذين كان لهم الفضل في صقل موهبتك؟ * أولهم المخرجة الكبيرة فوزية آيت الحاج التي اعتبرها مدرسة فنية في حد ذاتها قادرة على أن تكوّن فنانا وتفجر طاقاته، لقد علمتني أبجديات التمثيل ووجهت موهبتي في الاتجاه الصحيح، هذه الفنانة حين اكتشافها وأقتناعها بي أسندت لي دورا رئيسيا في مسرحية "أبناء القصبة" (لصاحبها عبد الحليم رايس) حيث مثلت دور مريم زوجة الابن الضابط (يوسفي توفيق) والتي دافعت عن شرفها حتى استشهادها برصاص العسكر الفرنسي. توالت الأدوار في العديد من المسرحيات منها مسرحية "الحب المتفجر" وبائعة العصافير" و"حجلة بنت الصبار". من جهة أخرى، تعاملت مع أسماء أخرى منها المخرجة المقتدرة حميدة آيت الحاج حيث أعطتني دورا مهما في مسرحية "النهر المحول" للراحل مولود معمري وكان دورا ناجحا شجعني كل من رآه. كما شاركت باديس فضلاء في مسرحية "المهبول العاقل" التي عرضت مؤخرا (مرتين) على التلفزيون الجزائري، إضافة الى مسرحيات أخرى عديدة منها مثلا مسرحية "الصحراء". - إضافة إلى التمثيل فأنت أيضا كاتبة وصحفية، حدثينا عن خصوصية هذ التجربة؟ * الصحافة كانت ولا تزال حبي الأول فلقد حلمت دوما أن أصبح صحفية وتحقق لي ذلك والحمد لله وزاد تعلقي بها عندما دخلت من خلالها إلى الوسط الفني، علما أنني لا زلت أكتب في الصحافة الوطنية من حين لآخر وأنني أفضل أن أمارس هذ المهنة بحرية ولا أراها أبدا تتماشى وأي عمل مكتبي عادي. من جهة أخرى، فأنا أكتب قصصا للأطفال بحكم احتكاكي بهذه الفئة. لكن ورغم الكتابة التي أمارسها فلقد اكتشفت لذة أخرى في الفن والتمثيل. - وماذا عن التنشيط؟ * كما ذكرت فإن بداياتي انطلقت منه، فلقد نشطت حفلات الديوان الوطني للثقافة والإعلام (خاصة بقاعة الأطلس) وكان عمري 18 سنة وكانت تجربة جميلة اعتز بها ثم التفت إلى التنشيط الصبياني وأثبت وجودي فيه، حيث قدمت أركانا خاصة بالطفل وسرعان ما اكتشفت طاقات جديدة بداخلي انعكست في حب الأطفال وتعلقهم بي، وحين أصعد المنصة معهم أتحول إلى طفل مثلهم أنط وألعب وأغني وأقبّل مع تمرير رسائل تربوية في شكل سلس غير مباشر وأنسى مع هؤلاء "الأحباء" سني وقامتي وكل ما يربطني بعالم الكبار فأنا أولا أم حنون تستطيع أن تملأ فضاء المسرح بالحب. آخر نشاط مع هؤلاء كان بمناسبة العطلة المدرسية الشتوية الأخيرة، حيث برمج الديوان نشاطا ثقافيا وترفيهيا قمت بتنشيطه على مستوى قاعة الموار، وأشير إلى أن الديوان الوطني للثقافة والإعلام هو الوحيد من بين المؤسسات الثقافية الذي به قسم للبرمجة مخصص للأطفال (برئاسة السيدة نورة)، كما قدمت في هذه التظاهرة ركنا بعنوان "معا نستفيد" مخصص للأولياء نفتح فيه النقاش حول قضايا تهم الطفل، علما أنني أتلقى المساعدة والتوجيه من اخصائيين نفسانيين. - ماهي المشاريع التي تحضرين لها وهل لك طموح في مجال السينما؟ * أولا، ليس لي طموح في مجال السينما ولا يستهويني الفن السابع ولا أدري ما السبب، أما التلفزيون فلا أدخله إلا من خلال التنشيط إذا ما اقترح علي برنامج ما أقتنع به. آخر مشاريعي هي إنجاز شريط غنائي سيصدر قريبا عنوانه "بسمة" وهو موجه لجمهور الأطفال به 8 أغاني جزائرية، وهذا بعدما لاحظت الفراغ الكبير في سوق الأشرطة لأغنية الطفل والذي ملأته الأغاني المستوردة سواء الأجنبية أوالعربية والتي لا تساعد دائما في تنشئة الطفل عندنا تنشئة جزائرية خالصة.