يوشك المدرب الوطني رابح سعدان، على وضع اللمسات الأخيرة للخطة التكتيكية التي يسعى إلى تطبيقها في المباراة الأولى ضد منتخب مالاوي في نهائيات كاس أمم إفريقيا. وقد كان اهتمام سعدان منصبا منذ انطلاق المرحلة الثانية من التحضيرات على الجانبين الفني والتكتيكي والتمرين على تسديد المخالفات والقذف من بعيد، حيث أخضع لاعبيه منذ عودتهم يوم الجمعة إلى مركز لوكاستيلي، لحصتين تدريبيتين في النهار، في حين برمج إنهاء الجزء الثاني من هذا التربص بتنظيم حصة تدريبية واحدة فقط ستجري مساء اليوم بملعب أوباين المحاذي لمركز كاستيلي، مكان إيواء لاعبي التشكيلة الوطنية. ولا شك أن سعدان يكون قد أخذ في الحسبان الصعوبات التي ستواجهه لضبط التشكيلة الأساسية في اللقاء الرسمي القادم، بالنظر إلى الإصابات التي يعاني منها بعض اللاعبين، منهم بشكل خاص رفيق صايفي ومراد مغني وعنتر يحيى، حيث تدرب هذا الثلاثي بشكل منفرد في الأيام الثلاثة الأخيرة، وهو ما سيؤثر سلبا على استعداداتهم البدنية مقارنة بزملائهم الآخرين، حيث خضعوا لبرنامج خاص تحت إشراف الطاقم الطبي للمنتخب الوطني خوفا من تدهور حالاتهم الصحية. رفيق صايفي اضطر إلى التقليل من التدريبات بعدما أدركه التهاب اللوزتين، في حين أكدت مصادر قريبة من "الخضر" بشأن وسط الميدان مراد مغني، أن إصابة هذا الأخير على مستوى الركبة تسير نحو التحسن، لكن مشاركته في المباراة ضد مالاوي تبقى مستبعدة، شأنه شان المدافع عنتر يحيى الذي يعاني من إصابة تلقاها في المباراة ضد مصر بالسودان وأجبرته، بعد تحذيرات طبيب نادي بوخوم من مغبة المشاركة في نهائيات " الكان "، على إجراء فحوص وتحاليل معمقة في زوريخ تحت إشراف رئيس أطباء الاتحاد الدولي، حيث جاءت النتائج مطمئنة تؤكد إمكانية عودة اللاعب إلى المنافسة على أعلى مستوى. وقد عرفت الحصة التدريبية لأول أمس حالة طوارئ في صفوف "الخضر" بعد الإصابة التي تعرض لها الحارس فوزي شاوشي على مستوى الكعب وأجبرته على الانسحاب من التدريبات، حيث ينهمك الطاقم الطبي للفريق الوطني على تذليل هذه الإصابة التي قد تمنع حارس وفاق سطيف من الظهور في التشكيلة الأساسية التي تواجه مالاوي. ورغم كل هذه الطوارئ ، فإن الأمور تبدو عادية بالنسبة للمدرب رابح سعدان الذي تكفيه تجربته الطويلة للتحكم في أصعب الأمور مثلما أظهر ذلك خلال المواجهتين ضد المنتخب المصري وهو ما يؤكد على أنه قادر على مواجهة الظروف العصيبة التي قد تطرأ قبل أو أثناء دورة انغولا، حيث كثيرا ما استطاع سعدان أن يجد البدائل سواء عند حدوث الإصابات أو العقوبات مثلما أكد ذلك في تصريحاته الأخيرة. وما يبين سير الأمور بشكل جيد في صفوف التشكيلة الوطنية قبل التنقل إلى انغولا، هو موقف اللاعبين الذين أكدوا مساندتهم للمدرب الوطني واستعدادهم لتشريف الألوان الوطنية في كأس أمم إفريقيا، فضلا عن مسارعتهم إلى تفنيد الأخبار التي تحدثت في الأيام الأخيرة عن حدوث انقسام داخل صفوف "الخضر". مؤكدين أنهم لن يخضعوا للضغوطات وأنهم سيواصلون تحضيراتهم بشكل عاد لكي يبرهنوا للشعب الجزائري أنهم متضامنون فيما بينهم ويقفون ضد أي عامل يهدد استقرار المنتخب الوطني. وكان سعدان قد اجتمع أول أمس مع اللاعبين حيث طالبهم بتفادي الدخول في متاهات ثانوية والتركيز بشكل خاص على المهمة الوطنية التي تنتظرهم في انغولا. وينتظر أن يجتمع رئيس الاتحادية محمد روراوة اليوم أو غدا مع اللاعبين والطاقم الفني من أجل إعادة الأمور إلى نصابها، لا سيما في ما يتعلق بالنظام الداخلي للمنتخب الوطني. وسينهي "الخضر" اليوم تربص فرنسا الذي باشروه في 27 ديسمبر الفارط ليشدوا الرحال غدا الخميس إلى أنغولا، حيث يراهن المدرب رابح سعدان على الثلاثة أيام التي تسبق اللقاء ضد مالاوي من أجل محاولة ترتيب أمور تشكيلته بشكل جيد وهي الفترة التي اعتبرها الناخب الوطني هامة كثيرا، بما أنها تعد كافية للتأقلم مع المناخ السائد في أنغولا قبل مواجهة الخصم المالاوي يوم الإثنين القادم بملعب العاصمة الأنغولية لواندا.