أذكر يوم دخل منتخبنا الوطني غمار التصفيات المزدوجة المؤهلة لكأسي إفريقيا والعالم 2010 تصريح المدرب رابح سعدان الحديث العهد بمنصبه آنذاك بأنه سيسعى ضمن أهدافه إلى بلوغ نهائيات أنغولا لا غير، بقناعة انه بصدد بناء فريق قادر على قول كلمته في إقصائيات مونديال 2014. يومها وضع الجميع أيديهم على قلوبهم ولم يكن أكثر المتفائلين واثقاً حتى في العودة إلى المحفل الكروي الإفريقي، لكن الأمور سارت عكس ما توقع "الشيخ" وعكس تشاؤم الشارع الرياضي والنقاد وحقق بوقرة ورفاقه الانتصار تلو الآخر وصولا إلى مباراة ام درمان وهزمهم "الفراعنة" في أربع وتسعين دقيقة تاريخية لن تمح من الذاكرة، وعاد سعدان و"محاربو الصحراء" إلى أرض الوطن حيث حظوا باستقبال الأبطال. وماذا لو تكرر هذا السيناريو في أنغولا وتمكن رفاق زياني من انتزاع التاج القاري ؟ لم لا ؟ وهل هناك ما يمنع هذا التفاؤل؟ .. أكيد ان الإجابة هي لا ،، حتى وان سلمنا ان هذا الحلم لابد ان يمر عبر وضع اللاعبين أقدامهم على الأرض مثلما حدث في التصفيات حتى وان قيل ان منافسهم الأول في هذه المنافسة متواضع المستوى وأن الخضر سيتخطون عقبته لامحالة. والتأكيد على ذلك نابع من كون انه لا يوجد في كرة القدم فريق ضعيف وآخر قوي وعلى اللاعبين أن يضعوا نصب أعينهم أن منتخب مالاوي لا يقل خطورة عن "أفيال" كوت ديفوار" أو "أسود الكاميرون" أو "نجوم" غانا و "نسور" نيجيريا واعتبار كل مباراة بمثابة لقاء كأس الخاسر فيه يخرج من السباق. فهذه العقلية التي قادتنا إلى عرس جنوب افريقيا العالمي هي التي من المفروض ان تكون السائدة في أنغولا وإلا سيحدث لنا ما حدث للمصريين الذين أضاعوا حلم المونديال بفعل غرورهم الزائد واستصغارهم لخصومهم.