تضمّن العدد الأخير من مجلة "كليلة" الذي يصدرها المركز الثقافي الجزائري في باريس حوارا مطولا مع الكاتب الروائي الحاصل على جائزة المكتبيين لسنة 2009 حميد قرين الذي تحدّث عن علاقته بالقلم، وعن روايته الأخيرة "لن تكون النار طويلة". خلال هذا الحوار توقّف صاحب "الصلاة الأخيرة"، "ليلة الحناءلا" و"مثل الظلال" .. عند الشخصية الأساسية لروايته الجديدة "حسود" الصحفي الانتهازي الذي لا يحكمه إلاّ منطق المال، كما تحدث قرين عن جائزة المكتبيين التي تحصّل عليها مؤخرا، معتبرا إياها من أهمّ الجوائز لأنّها تمنح من قبل مختصين عارفين بخبايا الكتاب ومبيعاته في الجزائر. العدد تضمن أيضا حوارا مع المؤرخ الفرنسي المثير للجدل بنيامين ستورا الذي تحدّث من جهته عن مؤلفه الجديد "خبايا ديغول" مؤكّدا أنّه كان من الضروري الحديث عن هذه الشخصية الفاصلة في تاريخ العلاقة بين الجزائر وفرنسا، وخاصة عن الخطاب الذي ألقاه في 1959 والذي كان مصيريا على حد تعبير المؤرخ الفرنسي. كما تضمّنت المجلة حوارا ثانيا مع مخرج الفيلم الوثائقي "الصين لا تزال بعيدة" مالك بن إسماعيل، الذي تحدّث عن فيلمه وعن أسباب اختياره لعنوان الفيلم الذي استقاه على حد تعبيره من قول النبي عليه الصلاة والسلام "أطلبوا العمل ولو في الصين"، وذلك لطرح إشكالية التعليم والمدرسة الجزائرية بين الأمس واليوم. إسماعيل بن مالك تحدّث أيضا عن الجوائز التي حصدها من خلال هذا الفيلم موضّحا أنّ جوائز الفيلم الوثائقي هي أقلّ أهمية من الأفلام الخيالية الطويلة لكن رغم ذلك فهو يهتم بهذا النوع من الإنتاج وذلك لارتباط هذا النوع من الإنتاج بالواقع والحقيقة التي هي في الكثير من الأحيان صعبة، لكن رغم ذلك يقول المخرج أنّ ما يهمه في إنتاج الصورة هو إبراز الحياة المعقّدة للإنسان والمجتمع الجزائري بكلّ تعرّجاته، والفضاءات، تصوير الجزائر الحية بكلّ إشكالياتها من خلال إبراز الحياة داخل مستشفى الأمراض العقلية أو كيف تتم عملية الانتخابات، المدرسة .... وغيرها. وعبر أبوابها المختلفة اقترحت المجلة الفصلية "كليلة" التي يصدرها المركز الثقافي الفرنسي مجموعة من العناوين الجديدة التي شكّلت أهمّ ما صدر عن أقلام جزائرية خلال السنة المنقضية على غرار "الأرض تنادي... النجدة" وهي مجموعة شعرية لرافية مازاري، "إضاءات عن مراحل حياتية" لبلحيتاش، "في قلب المعركة" لمحمد شريف ولد الحسين، "29 رؤية عن المنفى" وهي أيضا مجموعة شعرية لإبراهيم حاج سليمان، "حتى لا ينسى أحد" لمحمود مصطفاوي ،"ضحايا الألغام" لمحمد سالمي، "مسيرة مناضل" لرمضان بوشباب و"المسجد، منارة الإسلام" لألان سورات انفري. كما توقّف العدد عند البرنامج الفني والثقافي الذي سيحتضنه المركز خلال الفصل الأوّل من السنة الجارية من أهمّها الطبعة الرابعة للسينما الجزائرية التي تنطلق في 27 جانفي الجاري وتمتد إلى غاية 4 فيفري المقبل والتي ستشهد عرض عدد من الأفلام الجزائرية. بالإضافة إلى الاحتفالات بعيد المرأة الذي خصّص لها المركز العديد من التظاهرات الفنية والثقافية التي تنوّعت بين الفن التشكيلي والموسيقى في حفل للفنانة نعيمة الجزائرية وعرض لفيلم "رشيدة" ليمينة بشير شويخ، وعرض مسرحي "ريم لغزالة" وكذا عرض فيلم وثائقي بعنوان " الأمير عبد القادر المنفى، والقداسة". يذكر أنّ مجلة "كليلة" مجلة فصلية يصدرها المركز الثقافي الجزائري بباريس تهتم بالشؤون الثقافية والفنية للضفتين.