استضاف العدد الأوّل لفضاء "إصدارات" الذي يضيفه الديوان الوطني للثقافة والإعلام لرزنامة نشاطاته الثقافية والفنية، الكاتب الصحفي والروائي حميد قرين، وذلك أوّل أمس بقاعة "الأطلس ". وتوقّف حميد قرين مطوّلا عند روايته الأخيرة "لن يدوم طويلا" التي حصل بفضلها على جائزة المكتبيين خلال معرض الكتاب شهر نوفمبر الماضي، مشيرا إلى أنّ هدفه الأساسي من كتابة هذه الرواية هو إبراز وضعية الصحافيين و المشاكل التي يعانونها يوميا في مهنة المتاعب، وتسليط الضوء على أوجهها المختلفة بداية بالشخصية الأساسية "حسود" التي جسد من خلالها قرين فئة مديري الجرائد الذين يمصون عرق الصحافيين ليزدادوا غنى، ويزداد هؤلاء فقرا وحاجة . وفي سياق حديثه، أشار قرين إلى أن الكثير من المقالات الصحفية التي كتبت حول روايته الأخيرة وصفتها بالمبالغة، مشيرا إلى أن شخصية العمل هي شخصية خيالية محضة لكن أحداث الرواية هي عبارة عن إسقاطات عاشها واحتك بها عن قرب باعتبار أنه يعرف جيدا عالم الصحافة وخباياها بحكم اشتغاله في هذا المجال لسنوات وتربطه اليوم صداقات كثيرة مع مديري الجرائد. "فأنا أكتب عن عالم أدركه جيدا وأعرف خباياه، مضيفا في سياق متصل أن عالم الصحافة اليوم يحكمه "بقارة" لا يهمهم إلا المال و شراء الفيلات و السيارات والممتلكات حتى في الخارج على حساب جهد الصحفي، كما توقف قرين عندأسلوب كتابته حيث أكد أنه يسعى إلى تحقيق أسلوب السهل الممتنع ،مشيراإلى أنه يرفض الأسلوب المعقد لذلك فهو يعتبر نفسه من تلاميذ البير كامو. من جهة أخرى، أشار قرين إلى مشروع تحويل روايته" ليلة الحنة" إلى فيلم سينمائي، مشيرا إلى أن منتج الفيلم رشيد دشمي مازال يراوح إشكالية جمع الميزانية الخاصة بالفيلم والتي تقدر ب 10 ملايير، كاشفا أن التلفزيون وعد بالمساهمة بمليار ووزارة الثقافة بمليارسنتيم أخرى، وتبقى 8 مليارات أخرى يقول ضيف " اصدارات" . كما كشف قرين أن المخرج والمنتج بشير درايس مهتم بتحويل فيلمه الأخير " " لن يدوم طويلا" إلى فيلم سينمائي أيضا ومن المنتظر أن يسند إخراجه إلى أحد المخرجين الجزائريين المغتربين الذي رفض الكشف عن اسمه، لكن العمل يتطلب حسب قرين 20 مليارالتحقيقه وهذا ما يجعله مشروعا مؤجلا هو الآخر، مؤكدا في هذا السياق إلى أن التمويل هو أهم المشاكل التي تعانيها السينما في الجزائر بسبب عزوف أصحاب المال على دعم الإنتاج الثقافي لأنه غير مربح.