إستضاف أمس المسرح الوطني الجزائري وفي عدد جديد من فضاء "صدى الأقلام "الإعلامي والروائي "حميد قرين" في جلسة حميمية نشطها المبدع عبد الرزاق بوكبة واسترجع من خلالها أهم محطاته الإعلامية والروائية. أوضح الإعلامي والروائي "حميد قرين"، أنه اشتغل في بداية ال80 في الإعلام الرياضي وكمعلق رياضي في القناة الإذاعية الثالثة، لأن الرياضة كانت بعيدة كل البعد عن لغة الخشب والإيديولوجيا التي غلفت المرحلة وقد استفاد كثيرا من رواد الإعلام الرياضي منهم " عطا اللّه بن يخلف" و"رشيد قرابة"• ودشن مواسم النشر لديه في ماي 1986 حين صدر أول مؤلف له يتضمن بيوغرافيا النجم الرياضي "لخضر بلومي" وبيع منه 20.000 نسخة وهي سابقة ويرجع نجاح الكتاب، بالنظر إلى مكانة هذا اللاعب الدولي في تاريخ الرياضة الجزائرية، حيث تزامن دخول الفريق الوطني لكرة القدم الجزائرية منافسة كأس العالم جوان 1986 ويفتخر حميد فرين كونه الكاتب والإعلامي الوحيد في الجزائر، الذي خصص للرياضة وفاعليها 7 كتب خلال الفترة الممتدة من 1986إلى 1990 وهي ثمرة العصر الذهبي للرياضة الجزائرية وإنجازاتها وتأسف الإعلامي حميد فرين لواقع الرياضة الجزائرية التي تراجعت مشيرا لا مجال للمقارنة، كما تأسف لافتقار الصحافة الرياضية الجزائرية لمقاييس التحليل الموضوعي وإتجاهها للشتم وإذكاء الصراعات• وكشف حميد فرين، أنه رفض عرضا مغريا لأحد الفرنسيين الذين عرض عليه ما قيمته 50 مليون يورو ليتكفل بكتابة بيوغرافيا عن فريق شبيبة "القبائل JSK" أو حتى الإشراف عليه• وسبب رفضه هو عدم تخندقه لصالح فريق ضدّ آخر وعن شر ارتباطه بالرياضة أرجع الإعلامي حميد فرين ذلك، إلى المناخ الرياضي والتاريخي للمرحلة. وبعد قطيعة مع عالم الكتابة والنشر منذ 1990 وخوضه لتجارب خارج الوطن، عاد الروائي حميد فرين 2004 إلى الكتابة لأنه يعتقد أن الكتابة كفعل إبداعي ليس عملا جاهزا أو تحت الطلب، بل يستدعي ظروف و"راحة البال" ودشن عودته برواية "مثل ضلال" عن دار القصبة للنشر، تلاه كتابه التحليلي السياسي بعنوان " وقائع انتخابية" 2004 إلى جانب رواية "اقطف النهار قبل الليل" و"الصلاة الأخيرة" 2006 و"ليلة الحنة"2007 و رواية "مقهى جيّد" 2008 . وأوضح حميد فرين وفي سؤال حول تقاطعه مع شخوصه الروائية، أنه مثلا في رواية "الصلاة الأخيرة" يتقاطع مع البطل "الحوّاس" الصحفي في رفضه لأي إنتماء سياسي أو إيديولوجي لأنه "مع القيم الإنسانية" ويعكس هذا رؤيته ومنهجه في الحياة . كما كشف من خلال رواية "ليلة الحنة" الجانب الخفي الأسطوري الذي يؤمن به الجزائري ويؤكد الروائي حميد فرين، أنه يكتب للحاجة للتنفيس عن هواجسه الداخلية وأن الكتابة ليس ألما بل ألما رائعا. وعن الرقابة التي يمارسها على نصومه قال الروائي حميد فرين أن زوجته وابنه هما أول من يقرأ نصوصه قبل نشرها، لأنهما بارومتر المجتمع الذي ينتمي إليه، كما أن مهنته كمدير للإتصال في شركة جيزي للإتصالات تحول دون ذلك ويعترف حميد فرين أنه رغم أن رواياته جريئة وكسرت الكثير من الطابوهات، غير أنه يرفض الوقوع في فخ الكتابة الإباحية والجنسية المبتذلة، لأن ذلك يتعارض وقيمه الإجتماعية وما يحمله من تراث وأشار أن روايته "مقهى جيد" تتضمن نقدا لسياسة التراث الثقافي في الجزائر وحالة الإهمال للتراث. وعن توظيفه للنصوص الصوفيةو نفحاتها الروحية في نصوصه، أوضح أنه ضد الشعارات في الإبداع قال الروائي حميد فرين، أن ذلك مرتبط بالمناخ الإجتماعي والعائلي الذي ترعرع فيه، إلى جانب تجربته ومشاكله التي عاشها في مختلف مراحل حياته، حيث كان التصوف عنصرا لتقوية ذاته وبناءها . وبخصوص توجهه للكتابة إلى الآخر (الغرب)، أوضح أنه يتفادى ذلك موضحا "لا أمارس الكتابة وفي نيّتي إرضاء أي طرف خارجي ببساطة أحمّل رواياتي هموم مجتمعي و أحلامه بصدق"، كما أنه يعكف في الفترة الأخيرة على قراءة الفكر الفلسفي لكبار الفلاسفة لتغذية تجربته في الحياة والكتابة بعد أن كان يقرأ للمتعة . كما كشف الروائي حميد فرين عن روايته الجديدة حول الإعلام والتي ستصدر في سبتمبر 2009 عن منشورات "ألفا" والتي ستحكي يوميات روايته" ليلة الحنة" التي ستحول إلى فيلم سينمائي، فيما اقترح عليه المسرحي حميد عوامر ( مرسيليا ) تحويلها إلى عمل مسرحي . وفي شهادة الشاعر لزهاري لبتر ومدير منشورات "ألفا" التي راهنت على المبدع حميد فرين، أشار إلى عمق وخصوصية الكتابة الروائية عند حميد فرين التي تزاوج بين مستويات الكتابة الصحفية والروائية وهي ما تجعل نصوصه متفردة بعمقها وأسلوبها، كما يعترف لزهاري لبتر أن الروائي حميد فرين متشبث في جذوره ومتفتح على المنجز الغربي ويحقق رواياته أعلى المبيعات في دار ألفا .