ها هو منتخبنا الوطني يتألق من جديد ويثبت للذين شككوا في قدراته أنه الأقوى والأولى بتأشيرة المونديال عن جدارة واستحقاق وأنه من طينة الكبار الذين يسيرون المباراة كما يريدون وليس كما يريد الخصم. وقد أثبتوا ذلك خلال مباراة أم درمان وأكدوه أمس أمام منتخب كوت ديفوار العملاق. لقد براهن أشبال سعدان أن تعثرهم أمام الملاوي مجرد كبوة لا يتجاوزها إلاّ الكبار وأنهم حقا كبار ويجب أن يحسب لهم ألف حساب، وما قدموه أمس يجعل حتى كابيلو يراجع حساباته لأنّ رفاق زياني، رغم العروض الشيقة التي أتحفوا بها العالم من كابندا فإنهم لم يقدموا بعد كل ما يملكون من فنيات الأبطال لأنهم ببساطة يدخرونه لمونديال جنوب إفريقيا، حيث ستكون هناك مفاجآت كبرى. إن التأهل إلى النصف نهائي كان عن جدارة واستحقاق و"الخضر" قدموا نهائيا قبل النهائي، فقد كانت أحسن مباراة في الدورة باعتراف النقاد والتقنيين ولا أعتقد أننا سنشاهد مباراة أحسن منها في المجموعات الأخرى لأن للكبار طريقتهم الخاصة في فرض منطقهم الكروي. ولا يسعنا إلا أن نقول لكل لاعبي منتخبنا لقد تألقتم من جديد، فأمتعتمونا وشرفتمونا وأفرحتمونا وتستحقون منا كل الشكر، لأنكم حتى ولو قدر الله لم تتأهلوا فإنكم تبقون في عيوننا كبارا. فشكرا لكم مرة أخرى