بعد شهرين من مباراتي الوصول للمونديال الإفريقي هاهو موعد الجزائر ش مع مصر يتجدّد في بانغيلا الأنغولية برسم الدور نصف النهائي لكأس إفريقيا للأمم في قمة تعد نهائي قبل الأوان، وقد وصل الأمر بالنقاد لتأكيد أن الفائز بها سيخطو خطوة كبيرة نحو التتويج، مما يعني أن مواجهة اليوم ستكون للأطول نفسا التاريخ في صف الجزائر سبق للمنتخبين وأن التقيا في نفس الدور خلال دورة 1980 ولعبا وقتها أحسن مباراة في الدورة، حيث تقدم الفراعنة أولا بهدفين ثم عادت الجزائر من بعيد وعدلت النتيجة وفازت بركلات الترجيح· ويقول التاريخ إن مصر لم يسبق لها وأن فازت على الجزائر خارج القاهرة· وفي نهائيات الكان بالذات انتهت كل المواجهات لصالح الجزائر وهذا من شأنه أن يقف في صالح ''الخضر'' ويعقد مأمورية الفراعنة، الذين سيدخلون المباراة وخسارة أم درمان تثقل أقدامهم· التأهل وليس غيره القوة الرهيبة لمنتخبنا تجعله أخصائيا جديدا في فرملة المنتخبات الكبيرة· فبعد أن هزم كوت ديفوار، التي لم تعرف الخسارة طيلة ال23 مباراة التي سبقت ملاقاتها للجزائر، جاء الدور على مصر التي كانت منتشية بكونها لعبت 17 مباراة في الكان دون أن تتعرض إلى الخسارة· وما يزيد من طينة الفراعنة بلة عند استعراض تاريخهم هو أن آخر سقوط لهم في النهائيات الإفريقية كان بإمضاء الجزائر في سوسة التونسية بهجمة آشيو المارادونية· المنتخبان بأوراق مكشوفة لكون الفريقين قد التقيا مرتين منذ شهرين فقط، فمواجهة اليوم ستلعب بأوراق مكشوفة للطرفين لكون كل واحد يعرف الآخر جيدا· ليبقى الميدان هو الفيصل لكون المباراة النهائية تريد طرفا واحدا فقط من هذه المعادلة العربية· مناظرة بين سعدان وشحاتة ينتظر أن تكون مواجهة اليوم موعدا جديدا لاستعراض قدرات المدرب رابح سعدان من جهة ونظيره حسن شحاتة· فبعد أن نجحا في الوصول للمربع الذهبي، يريد الأول الوصول لأول مرة للمباراة النهائية لتأكيد حنكته في التدريب وللتنقل إلى المونديال بمعنويات مرتفعة؛ بينما الثاني يسعى لرد الاعتبار لنفسه بعد مباراة أم درمان وفاز عليه بقاضية عنتر يحيى· ''الخضر'' يعولون على أعادة سيناريو كوت ديفوار يسعى ''الخضر'' لإعادة السيناريو الرائع الذي مكّنهم من ترويض أفيال كوت ديفوار في الدور السابق، وذلك بالضغط المتواصل على منافسهم والدفاع بعيدا عن منطقة شاوشي لتأكيد قوة دفاعهم وروعة خط الوسط في انتظار الانتفاضة الحقيقية للخط الأمامي· لا تغيير في التشكيلة التي تفوز الوجه الرائع للمنتخب في آخر مواجهة له تحتم على سعدان اللعب بنفس التشكيلة حتى يعطيها فرصة أخرى لتأكيد إبداعاتها التي لا يريدونها أن تتوقف سوى عند اعتلائهم لمنصة التتويج، وهذا ما أكده المدرب سعدان ورئيس الفاف روراوة· شاوشي أم درمان جاهز أكد بطل موقعة أم درمان السودانية، الحارس شاوشي فوزي، أنه قد تعافى وسيلعب مباراة اليوم بكل إمكانياته· ومثلما وقف صدا منيعا أمام دروغبا ورفقائه، فسيرمي بكل ثقله لكي يكون حائطا أمام الفراعنة الذين أبعدهم بطريقته الخاصة من الوصول إلى المونديال، وقد يكون السبب في نزع التاج الإفريقي من رؤوسهم وإرسالهم للمواجهة الترتيبية· مهمة خاصة جدا للظهيرين بوفرة وبلحاج اعتبر النقاد أن بوفرة هو أحسن لاعب جزائري حتى الآن في ''الكان'' لكونه ببنيته المورفولوجية الهائلة يعد طاقة كبرى تدفع بالخضر نحو لعب أحسن المباريات· وينتظر أن يسند إليه سعدان، اليوم، نفس الدور الذي لعبه ضد الفيلة أي كظهير أيمن لسد كل الطرق أمام الفراعنة· وسيقابله يسارا المبدع بلحاج الذي سيكون مطالبا بحراسة رواقه جيدا لكون الخطر المصري قد يتركز على جهته· لكن خبرة نجم بورتسموث الإنجليزي تجعلنا نطمئن على أنه سيكون في الموعد· عنتر يحيى أساسيا اليوم ينتظر أن يحتفظ المدرب سعدان بعنتر يحيى أساسيا، اليوم، لكونه يرهب بوقفته فقط كل الفراعنة الذين لم يفهموا لحد الآن كيفية تمكّنه من مباغتة حارسهم الحضري الذي يلقبونه بالسد العالي· وسيلعب عنتر للذود عن منطقة ''الخضر'' وكذا ممارسة هوايته المفضلة في مشاركة المهاجمين· وإذا كتب له وأحرز هدفا فسيكون الأمر ممتعا وأشبه بالحلم لنا جميعا· حليش لم ينس القاهرة رغم أن المدافع القوي حليش قد أظهر قوة كبيرة في المواجهات السابقة، إلا أن الكثير يرشحه، اليوم، لكي يكون أقوى على خلفية ما حدث له في القاهرة حين سال دمه، مما سيجعله معنويا يلعب اليوم بإمكانيات مضاعفة من أجل هزمهم مجددا والتأكيد للجميع بأن الجزائر دوما أقوى· لا اختلاف على منصوري ويبدة بالتنقل لخط الوسط يمكن القول أن لا اختلاف على الثنائي منصوري ويبدة في الوسط الدفاعي نظرا للفورمة الكبيرة التي يتميز بها هذا الثنائي والذي سيكون مطالبا بقطع الطريق على الفراعنة مبكرا للاستحواذ على غرفة العمليات والتحكم في سير المباراة· لا إصابات والمعنويات هايلة ومن خلال استعراضنا للتشكيلة المحتملة، نتأكد من أن الإصابات التي لطالما تغنّى بها الفراعنة أصبحت في خبر كان بالنسبة لمنتخبنا، الذي سيدخل المواجهة وهو متفوق معنويا على منافسه وسيسعى لتأكيد قوته وبلوغ الدور النهائي بجدارة واستحقاق وأيضا لإسكات كل من شكك في مشروعية وصولنا للمونديال القادم· زياني ومطمور من حسن إلى أحسن أما بالنسبة للوسط الهجومي فيبقى ''الكريمان'' أي كريم زياني وكريم مطمور يخطفان كل الأضواء، فالأول هو العقل المدبر ومهندس الانتصارات دون منازع بفضل تمريراته الميليمترية، أما الثاني فتحرّره يتضح من مواجهة لأخرى وبعودته للعب في الخط الأمامي فيسعى لإعادة هدفه الرائع في البليدة أمام منافس اليوم وهو الهدف الذي فتح به كل الأبواب في وجه ''الخضر''· الجزائر تكسب معركة الألوان تقرر خلال اجتماع صبيحة الأمس ارتداء المنتخب الجزائري اللون الأبيض في حين سيلعب المنتخب المصري باللون الأحمر كما جرت العادة· رابح سعدان: ''المباراة ستلعب على جزئيات'' أكد المدرب الوطني، رابح سعدان، في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية أن مواجهة نصف النهائي التي ستجمع أشباله بالمنتخب المصري ستكون مباراة قوية وكبيرة بالنظر إلى رغبة كلا منهما في تحقيق التأهل إلى الدور النهائي من منافسة كأس أمم إفريقيا التي تجري وقائعها بأنغولا هذا العام، قائلا: ''هذه المواجهة ستلعب على جزئيات، كل المواجهات مهمة والمنتخب المصري لم ينهزم في أي من لقاءاته السابقة في هذه البطولة وهو يتمتع بالثقة اللازمة، ونحن أيضا مستعدون وسنكون في الموعد، خاصة بعد الأداء الكبير الذي قدمه منتخبنا أمام كوت ديفوار''· وأضاف الشيخ سعدان أن الجانب البدني سيكون له تأثيره الخاص على لاعبي المنتخبين بالنظر لكونهما خاضا مواجهتين طويلتين في الدور ربع النهائي ولمدة 120 دقيقة، وأكد أن منتخب الفراعنة حتى وإن استفاد من عدم التنقل، كونه سيلعب في ذات الميدان الذي خاض فيه مواجهة الكامرون، إلا أن عامل الملعب لن يساعدهم: ''لا أظن أن عامل الملعب سيكون في صالحهم بالرغم من أنهم خاضوا فيه اللقاء الماضي، فهذه مباراة نصف النهائي''· وفي نهاية تصريحه حول هذه المواجهة، سعى المدرب الوطني، رابح سعدان، إلى تهدئة الأوضاع وعدم إخراج المباراة عن إطارها الرياضي، مشيرا إلى وجوب تشريف الكرة الإفريقية ''نحن في منافسة كأس أمم إفريقيا حاليا ويجب تشريف كرة القدم الإفريقية وتقديم أداء جيد يليق بمستوى المنتخبين· نحن في أنغولا وهو بلد محايد ومن مسؤولية الطرفين الجزائري والمصري السير في الطريق الصحيح والاحتكام إلى العقل، فهي لا تعدو أن تكون مباراة في كرة القدم والأفضل فيها هو الفائز''· توفيق·و/الوكالات غزال وبوعزة يريدان إعادتها يخشى منافسنا كثيرا في مواجهة اليوم من انتفاضة الظاهرة غزال، الذي حيّر كل المتتبعين في المواجهة السابقة حين أكملها بريتم واحد دون أن يبدو عليه أي ككل أو تعب· وتخوف الفراعنة من هذا اللاعب ليس لهذا الأمر فقط، بل لأنه سبق وأن نال منهم في البليدة برأسيته التي سكنت الشباك وأسقط بها 5 لاعبين مصريين، وهو ما يحفز غزال للسعي لإعادة الكرة· وسيلعب بجانبه بوعزة الذي يعد هو الآخر مفتاحا جديدا لفتح أبواب التألق الجزائري في هذه ''الكان'' وهدفه في مرمى الفيلة فتح شهيته لإحراز أهداف أخرى· اللعب بتحفظ خاصة من بوفرة، مطمور وعنتر خطط المدرب سعدان لكل شيء في هذه المواجهة وأعطى تعليمات إضافية للثلاثي بوفرة، مطمور وعنتر يحيى للعب بتحفظ لتفادي أي بطاقة مهما كان لونها لكون بحوزة كل منهم بطاقة صفراء وأي بطاقة تعني حرمان من تحصّل عليها لعب اللقاء النهائي· وهذا ما لا يحبذه سعدان الذي يريد مواصلة المشوار بنفس التشكيلة حفاظا على الاستقرار·