أصبح المنتخب الوطني على بعد خطوتين من ثاني تتويج قاري للكرة الجزائرية بعدما أطاح زياني ورفاقه، اول امس، بالفريق الايفواري أقوى المرشحين لخلافة "الفراعنة" في سجل كأس أمم افريقيا عقب مباراة مثيرة أجمع الاختصاصيون بأنها ستبقى احد أفضل الحوارات الكروية في تاريخ أهم منافسة رياضية في القارة السمراء. ولم يكن هذا الإنجاز مفاجأة أومجرد صدفة وضربة حظ، بل كان مستحقا لأن "محاربي الصحراء" تألقوا بشكل لافت وسيطروا على أغلب فترات اللقاء وكان بإمكانهم انهاءها بنتيجة ثقيلة لو نجح غزال ومطمور بوجه خاص في ترجمة الفرص الكثيرة التي اتيحت طوال ال120 دقيقة. واتفق كل من تابع المقابلة أن المنتخب الجزائري لقن نظيره الايفواري درسا في الواقعية والتركيز في الوقت الذي ساد الاعتقاد أن كتيبة سعدان ستنهار بعدما تلقت هدفا مبكرا. هذا الاعتقاد سرعان ما زال عندما عدل الفريق الوطني الكفة ونجح في بسط سيطرته على مجريات اللعب واستطاعوا بمرور الزمن أن يروضوا نجوم "الفيلة" في مقدمتهم هداف تشلسي ديديي دروغبا الذي ضل طريق مرمى شاوشي بفعل الاداء البطولي لحليش وبوقرة. 1990، مقابل خسارتين بالنتيجة ذاتها عامي 1968 و1992، وتعادل واحد 1-1 عام 1988. ومرة اخرى نجح المدرب رابح سعدان في صنع ملحمة جديدة للكرة الجزائرية بعدما قادها الى المونديال للمرة الاولى منذ 24 عاما، فتمكن من قيادتها الى الدور نصف النهائي للكأس القارية للمرة الاولى منذ 20 عاما. وبات سعدان ورجاله على بعد فوزين من تكرار إنجاز جيل التسعينيات رابح ماجر وموسى صايب وشريف الوزاني وجمال مناد، وهوالجيل الذي كان له شرف إهداء الجزائر أول تاج افريقي. وأجمع النقاد أن العامل الأساسي في التفوق الجزائري هو جاهزية اللاعبين نفسيا وبدنيا بما فيها الأسماء التي كانت مصابة ويتعلق الأمر بقلب الدفاع عنتر يحيى، وصانع الألعاب رغم أنه لم يلعب منذ شهرين ومتوسط ميدان لازيو روما مراد مغني. ولابد أن نعترف أن المدرب رابح سعدان لعب دورا كبيرا في ظهور التشكيلة الوطنية بهذا الشكل الرائع وهو ما أكده "الشيخ" الذي قال في هذا الشأن: "هذا هو المنتخب الجزائري الحقيقي، لقد لعبنا بتشكيلتنا الكاملة وأخرجنا فريقا كان الجميع يرشحه للفوز باللقب"، مضيفا: "عانينا الأمرين في الدور الاول لكننا الآن أفضل حالا وسنواصل على هذا المنوال". واستطرد قائلا: "وجود عنتر ومغني في التشكيلة رفع معنويات اللاعبين وزاد في إرادتهم وحماسهم على تقديم مستوى أفضل يليق بسمعة الجزائر ويسكت جميع المشككين في قدراتها". وختم متفائلا: "انا سعيد جدا، لقد قدمنا اداء رائعا وهذه عادة الجزائريين في المباريات الكبيرة،، دخلنا المباراة من أجل تحقيق الفوز ولم أفاجأ بما حققه فريقي بل فوجئت بمستوى الفريق الايفواري "، مشيرا إلى أن التشكيلة الوطنية كانت مستعدة جيدا للمباراة. وتابع قائلا: "بالنسبة الى الفنيات الفردية، أعتقد بأن عناصري أحدثت الفارق، الجميع انتقدنا في الدور الاول لاننا لم نسجل سوى هدف واحد ومن كرة ثابتة وعن طريق مدافع، اليوم سجلنا ثلاثة أهداف وكان بإمكاننا تسجيل المزيد". وشدد المتتبعون لأطوار السباق الكروي في انغولا على أن "الافناك" وجهوا إنذارا شديد اللهجة الى خصمهم القادم وبات احد المرشحين الاقوياء للظفر باللقب بل هناك من اكد بأن تاج هذه "الطبعة" حرام أن يضيع من اقدام الجزائريين. يذكر انها المرة السادسة التي تبلغ فيها الجزائر الدور نصف النهائي، وهو الفوز السادس لها على حساب "الفيلة" في 19 مباراة جمعت بينهما حتى الآن ليتساوى الفريقان في عدد الانتصارات، لكن سيظل انتصار اول امس هو الاغلى لانه ببساطة تحقق بكيفية اذهلت الجميع.