وصفت الاتحادية الدولية لكرة القدم على موقعها الإلكتروني المنتخب الوطني بأحد أفضل منتخبات القارة السمراء وأكدت خلال تقييمها لمشاركة زملاء زياني في دورة انغولا التي أسدل الستار عنها أول أمس الأحد أن محاربي الصحراء ينتظرهم مستقبل واعد وتوقعت تألقهم في مونديال جنوب إفريقيا. ويعد هذا الثناء اعترافا صريحا من هيئة سيب بلاتر بأحقية "الخضر" في التواجد ببلد نلسون مانديلا ضمن عمالقة الرياضة الأكثر شعبية في العالم، وهو واقع يرفض المصريون الرضوخ له ومازالوا لحد الآن يوهمون أنفسهم بأنهم الأجدر بتأشيرة جنوب إفريقيا. الفيفا وفي مقال مطول عددت فيه نقاط قوة وضعف التشكيلة الوطنية أشارت إلى ان كتيبة سعدان استهلت مسيرتها في انغولا ضمن المجموعة الأولى بسقوط مفاجئ وبثلاثة أهداف نظيفة أمام مالاوي قبل أن تنتفض وتتخطى عقبة مالي بهدف يتيم لحليش تلاه تعادل أبيض ضد ممثل البلد المنظم لتكسب بذلك رهان المرور إلى الدور ثمن النهائي حيث تألقت أمام الفريق الايفواري في مباراة مثيرة حسمها "الافناك ب(2/3) بعدما كانوا منهزمين في مناسبتين لكن مغامرتهم توقفت في المحطة ما قبل الأخيرة من المنافسة في غياب ثلاثة من أفضل لاعبيهم الذين لم يتمكنوا من خوض المباراة الترتيبية التي عادت فيها الكلمة إلى نيجيريا بهدف يتيم. وأوضح صاحب المقال أن محاربي الصحراء أظهروا قدرتهم على قلب الموازين بعد بداية متعثرة وبرهنوا على ذلك في المباراة التي جمعتهم بالنجوم المالية حيث شكّل خط دفاعهم عقبة أمام حملات كانوتي ورفاقه، وأثبتوا أن أي خصم مهما كان مستواه سيجد مشقة بالغة في مواجهة مهارات مغني وزملائه الذين يتمتعون بقوة كبيرة على الاحتفاظ بالكرة والتصدي لهجمات الخصم وتحويلها إلى هجمات مرتدة سريعة لكن في غياب الدقة. وواصل الموقع إشادته باللاعبين الجزائريين واصفا عبد القادر غزال برأس حربة مميز، وأكد أن نذير بلحاج يشكل بسرعته الكبيرة تهديداً مستمراً على الجناح الأيسر، بينما أظهر الحارس فوزي شاوشي أن بإمكانه أن يتربع بجدارة على قائمة أفضل حُراس القارة السمراء من خلال قدرته على صدّ هجمات الماليين الخطرة. وانبهر خبراء الاتحاد الدولي بأداء الجزائريين الرائع في لقاء الدور ربع النهائي، حيث أشاروا بإعجاب إلى قدرة "الخضر" على استعادة زمام الأمور على المستطيل الأخضر، مؤكدين أن هذا الفريق سيصبح من صفوة المنتخبات في القارة السمراء بل أفضلها على الإطلاق بمزيد من الجهد والتربصات، وهو ما أعرب عنه القائد يزيد منصوري بعد الإقصاء الذي قال: "لم يكن أداؤنا جيداً بالدرجة التي كنا نرغب بها. لكننا سنمضي قُدماً في تحضيراتنا وسنستخلص دروساً كثيرة من الأخطاء التي ارتكبناها. يجب علينا بذل جهود كبيرة لتحضير أنفسنا إلى كأس العالم. لقد كانت كأس الأمم الأفريقية بمثابة فرصة لا تعوّض لمعرفة النقاط التي يجب أن نحسّن فيها أداءنا"." ومقابل هذا الثناء سجل موقع الفيفا عددا من نقاط الضعف، وذكر في هذا الشأن أن شباك الجزائريين تلقت عشرة أهداف في ست مباريات، بينما سجل مهاجموها أربعة فقط، ثلاثة منها كانت في لقاء واحد. وأوضح كاتب المقال ان مباراة نصف النهائي ضد مصر كان يمكن ان ينهيها محاربو الصحراء لصالحهم بعدما سيطروا على مجريات الأمور طيلة نصف الساعة الأول لكن تضييعهم لرباطة جأشهم خلال الشوط الثاني بعد طرد حليش جعلهم ينهارون، وهو أمر لابد ان يتفطن إليه المدرب رابح سعدان في برنامجه الإعدادي ويسعى لتصحيحه قبل المونديال لأن عاملي التركيز والتحكم في الأعصاب يعدان من أهم مفاتيح النجاح.