لقي ليلة أول أمس عون الشرطة القضائية "مسلم عمار" التابع للأمن الحضري الرابع عشر بحسين داي حتفه في حدود الساعة الواحدة صباحا على مستوى الطريق السريع بالخروبة بمحاذاة محطة المسافرين أثناء أداء واجبه المهني، حيث كان يحاول القبض على أحد اللصوص في مطاردة جنونية بعد أن اعتدى على فتاة في غمرة احتفالها بفوز الخضر ليسلبها هاتفها النقال قبل أن يدخل عمار في سباق ماراطوني للإيقاع بالسارق والقبض عليه غير أن القدر شاء أن توقع به إحدى سيارات المناصرين التي دهسته فأردته قتيلا. ولم يُكتب لشهيد الواجب "عمار مسلم" أن يفرح كبقية الجزائريين بالانتصار الذي حققه الفريق الوطني لكرة القدم على نظيره الإيفواري لأن واجبه المهني حتم عليه وعلى باقي زملائه العمل لساعات إضافية لضمان الأمان والسلامة لبقية الجزائريين والمناصرين الذين خرجوا بكثرة للاحتفال بالانتصار طيلة الليل، ولأن أيادي الإجرام ومحترفو الجريمة ينتهزون جميع الفرص في محاولة منهم ان ينغصوا على الجزائريين فرحتهم ليتصدى لهم عمار ورفاقه بكل بسالة دافعا مقابل ذلك حياته ثمنا لطيش الشباب وتهورهم. ورغم الحادث فإن زملاء "عمار" لم يتوانوا في مواصلة عملهم خلال ما تبقى من الليل ليتمكّنوا من القبض على لصين أثناء الليل فيما تواصلت التحريات ليتم صبيحة أمس التوصل إلى الشريك الثالث والذي ألقي عليه القبض بضواحي الضفة الخضراء ببلدية برج الكيفان، علما أن العصابة معروفة وتنتهز أدنى فرص الفرحة أو الحزن للإيقاع بضحاياها. للعلم فإن "عمار" الذي لم يفرح بفوز الخضر ولم يكتب له أيضا أن يفرح بمولوده الأول الذي كان ينتظره بشغف كبير، لأن أيادي الإجرام أرادت أن تسرب الحزن والألم في عز وأوجّ فرحة الجزائريين.