بالرغم من الهزيمة التي مني بها المنتخب الوطني في الدور نصف نهائي من كأس أمم إفريقيا أمام المنتخب المصري والتي تسبب فيها بالدرجة الأولى سوء التحكيم، إلا ان مناصري "الخضر" خرجوا للشوارع وصنعوا الفرجة في مختلف الأحياء الشعبية. وتعالت أصوات الجزائريين وتوحدت في كلمة مشتركة كانت ومازالت شعار كل جزائري محب وغيور على وطنه وهي كلمة "وان.تو ثري ..فيفا لالجيري". الأهازيج والهتافات وزغاريد النساء من أعالي الشرفات عقب انتهاء لقاء الفراعنة مع محاربي الصحراء جاء ليعبر عما يدور في قلوب مناصري الخضر، و ان لم يتحدث اللسان بوضوح إلا ان الرسالة كانت واضحة ومضمونها هو ان الجزائر هي الفائزة بصمود أبناءها فوق أرضية الميدان بالرغم من ظلم الحكم البنيني الذي زين بساط كابيندا الأخضر بالألوان الحمراء والصفراء عن طريق البطاقات التي أهداها لأشبال سعدان لأسباب عجز المختصون عن تفسيرها، لاسيما تلك البطاقة الصفراء المقدمة للاعب رفيق حليش والتي تعتبر غير منطقية للغاية. لأول مرة في تاريخ الكرة الإفريقية يلعب فريق في دور نصف النهائي بسبعة لاعبين وتشاء الصدف ان يكون الضحية المنتخب الجزائري الذي يواصل صموده إلى آخر رمق، فبعد الظلم الذي تعرض له في مشوار التصفيات الإفريقية المؤهلة لكأسي إفريقيا والعالم في كل من البليدة عندما لم يحتسب لنا الحكم الغيني هدف صايفي أمام المنتخب الرواندي وبعدها أحداث مصر، ها هو التاريخ يسجل ظلم آخر كنيته من البنين وغايته تحطيم المنتخب الجزائري. صامدون، محاربون وشجعان هي الصفات التي رددها الشعب الجزائري كثيرا بعد انتهاء اللقاء، حاملين صور اللاعبين وعلى أنغام الخضرة احتفلوا كثيرا ولم يتوقفوا عن تقديم الشكر لمغني وزملاءه. وسارت الإذاعة الرسمية والتلفزيون الجزائري على نفس النهج، إذ بثت أغاني الفرح تكريماً لمجهودات أشبال سعدان، ملتمسةً عذر الأخطاء التحكيمية التي نالت نصيبا وافراً من الانتقاد حسبما صرح به أغلب النقاد في البرامج التحليلية التي أعقبت المباراة. وينتظر أن يخصص أشبال المدرب رابح سعدان استقبالاً خاصاً لبعثة "الخضر" فور عودتها من انغولا اعترافاً بالجهود المبذولة، سيما بعدما نجحت الجزائر في بلوغ نهائيات كأس العالم لكرة القدم بعد غياب دام 24 عاماً.