أكد الروائي حميد قرين أن أحداث روايته الأخيرة ليلة الحناء مستمدة من الواقع الجزائري، وقد قام الكاتب أول أمس بعملية بيع بالإهداء لآخر الإصدارات "ليلة الحناء"، والتي حضرها جمع من الكتاب والمثقفين، وذلك بمكتبة فنون وآداب بوادي حيدرة. "ليلة الحناء" صدرت عن دار "ألفا" للنشر والتوزيع، لتضاف إلى رصيد الإبداع الروائي الجزائري. واختار الكاتب زمن الثمانينيات فضلا لأحداث الرواية، من خلال معمر وجاد، الشابان اللذان يجسدان روح وملامح ثقافة الجيل الجديد في الجزائر، مبرزا العنفوان والعفوية المميزة لهما، لتغوص الرواية في المزج الذي أراده الكاتب بين الحقيقة اليومية بكل تعقيداتها، والخرافة المتوارثة مع الأيام، لتظهر في مسيرة الرواية التصورات المترسبة والتي ما تزال تعيش بيننا وفينا. "ليلة الحناء" الإصدار العاشر للكاتب، الذي يصر على انتهاج الأسلوب المباشر، والاعتماد على إبراز الموروث الاجتماعي من خلال البحث عنه في أعماق النفسية الاجتماعية، ويبرزها في سلوكات أبطال الرواية وتصرفاتهم، دون التنكر لها. حميد قرين من الروائيين المخضرمين الذين تمكنوا المزج بين الإدارة الإعلامية، والكتابة الإبداعية، التي تستسهل الأساليب التي تحفر في الجوانب العميقة للذاكرة الثقافية الوطنية، وتوظفها في نسيج روائي يجعل من النص النهائي مفتوحا على كل الاحتمالات، إلا انه يصر على الاحتكام للجمالية الإبداعية. فهو يقتفي في كتاباته الروائية آثار رواد الرواية الجزائرية أمثال محمد ديب، في إعادة بعث جماليات الذاكرة، ومالك حداد في تشكيل لوحات روائية من الرموز المشكلة للرأس المال الاجتماعي، دون إهمال جهة من جهات الثقافة الوطنية، وتراكماتها في المخيال الجماعي. نبيلة شعبان