احتضنت، أمس الثلاثاء، إقامة الميثاق الاجتماع الرابع للهيئة العليا لمشروع ذخيرة العربية الذي شاركت فيه 15 دولة عربية بالإضافة إلى المنظمات العربية المتخصصة بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية، وممثل عن المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، كما حضر هذا الاجتماع ممثل رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بلخادم وممثل عن وزارة الشؤون الخارجية والسيد رئيس المجلس الأعلى للغة العربية. استهل الدكتور عبد الرحمان الحاج صالح افتتاح الاجتماع الرابع للهيئة العليا لمشروع الذخيرة العربية بكلمة شاملة أبرز فيها جميع الجوانب التي تأسس عليها المشروع والمتطلبات الأساسية لإنجاحه، مذكرا الحضور بأننا في عصر العولمة المفروضة وعصر الاتصال التكنولوجي الفوري والمشافهة في جميع الميادين الحيوية كاكتساب المعارف العلمية والمعلومات الاستراتيجية التي لابقاء لأي أمة إلا بها وبالاطلاع على تطورها وهذا لا يخص الأفراد، بل يخص الأمة بأكملها لأن مصير جميع أفرادها مصير واحد إن أرادوا البقاء على ما هم عليه من أمة لها خصائصها ولها تاريخ وتراث حضاري ولغة. وركز الدكتور عبد الرحمن حاج صالح مطولا على اللغة وأهميتها، حيث أكد أن هناك أمرين لهما أهمية قصوى وهما من لا يستطيع أن يطلع على ما جدّ من جديد من العلوم والتكنولوجيا فقد يكون ذلك سببا في تسلط غيره عليه، والأمر الثاني: قد يجهله أولو الأمر منا وهو وجود مئات الآلاف، بل الملايين من المواطنين العرب الآن يعجزون عن استغلال هذا الجديد الذي لا ينفك يصدر يوميا في الميدان العلمي لأنهم لا يتقنون الانكليزية أو الفرنسية.. وبالتالي لا تصل إليهم الأشياء الا بعد مرور عشرات السنين أي بعد فوات الأوان. ويضيف رئيس مجمع اللغة العربية أن هذه الأسباب هي التي جعلتنا نفكر في وسيلة ناجعة تمكن هؤلاء المواطنين من أن يتحصلوا على ما ينقصهم وهو نقص للأمة كلها وخطر على مستقبلها وقد عشنا ذلك في فترة الاستعمار، فكرنا في جعل الأنترنيت تستجيب لكل سؤال يطرح عليه بالعربية ولا نقتصر في ذلك على الجديد، بل نريد أن ينطبق ذلك على التراث العربي الذي هو جانب عظيم من هويتنا. وأعلن الدكتور عبد الرحمان الحاج صالح في اختتام كلمته أن مشروع الذخيرة العربية صار مؤسسة تابعة لجامعة الدول العربية وهو فوز عظيم والفضل يرجع في ذلك إلى الجزائر ورئيسها السيد عبد العزيز بوتفليقة ووزارة الشؤون الخارجية وهذا اعتراف نصرح به. أما رئيس المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الدكتور محمد صالح الجابري، فقد أكد في كلمته أن تحقيق هذا المشروع القومي الذي تتطلع أمتنا العربية الاسلامية إلى تحقيقه وإنجازه وهو مشروع "الذخيرة العربية" الذي يعد من بين أهم المشروعات التي نحن بحاجة إليها اليوم في مجالين مزدوجين، مجال التعريف بإنجازات أمتنا ومكتسباتها الحضارية وإبداعاتها وإسهاماتها المختلفة في مجالات المعرفة، ثم مجال مواكبة منجزات الحضارة البشرية في مختلف اللغات والأصقاع لإغناء معارفنا. وقد تم توزيع على المشاركين في هذا الاجتماع مشروع الذخيرة العربية أو "الانترنيت العربي" معرفا في ذلك الماهية والفوائد والأبعاد الثقافية لهذا المشروع باعتبار الذخيرة كبنك نصيّ محسوب، من الناحية اللغوية والمعجمية بالخصوص، من ناحية التربية والثقافة كيفية نشأة المشروع، تنظيمه، تنظيم أعمال الإنجاز وبرمجتها، أنواع الأعمال التي تقوم بها المؤسسات العلمية المشاركة، الترجمة، أنواع النصوص، العصر القديم، العصر الحديث، المعاجم واللجان المكلفة بالإنجاز، التنسيق، التراث، الترجمة الحاسوبيات وغيرها. وقد انتهت الجلسة الافتتاحية باستراحة ثم بجلسة مغلقة حضرها المختصون من الدول العربية المشاركة.