تم أمس تنصيب مجلس إدارة مؤسسة الذخيرة العربية التي تعتبر بنك آلي من النصوص القديمة والحديثة يشتمل على التراث الثقافي العربي وعلى الإنتاج العلمي العالمي الحالي، حيث نوه وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي بالأهمية التي يمثلها مثل هذا المشروع من خلال إبراز "الدور الكبير الذي ستقوم به الذخيرة في إعلاء المستوى الثقافي للشعوب العربية عامة والمستوى العلمي للجامعيين والباحثين العرب". تميز حفل تنصيب مجلس إدارة مؤسسة الذخيرة العربية، أمس، بتعيين رئيس المجمع الجزائري للغة العربية عبد الرحمن الحاج صالح مديرا عاما لهذه المؤسسة، وكذا التوقيع على النظام الأساسي لها إلى جانب التوقيع على اتفاقية مقر هذه الهيئة، كما أشرف على مراسم هذا التنصيب ممثلون عن وزارة الخارجية وعن جامعة الدول العربية بحضور عدد من السفراء العرب المتعمدين بالجزائر. وبهذه المناسبة أكد وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي في رسالة قرأها عنه مدير المشرق العربي والجامعة العربية بالوزارة عبد الفتاح زياني، أن هذا التنصيب يعد "يوما تاريخيا لما يكتسيه هذا المشروع الهام من أهمية بالغة للحالة الثقافية للمواطن العربي وآفاقها"، مضيفا أن "هذه الأهمية ناتجة عن الدور الذي ستقوم به الذخيرة في إعلاء المستوى الثقافي للشعوب العربية عامة والمستوى العلمي للجامعيين والباحثين العرب" وذلك باللجوء إلى شبكة الانترنت "أنجع الأدوات لنشر المعلومات، وإضافة إلى المعارف العلمية فسوف تحتوي هذه الذخيرة العربية على التراث العربي الإسلامي من مختلف العصور وفي أجود نصوصه حتى لا يجهل العربي ما أنتجه أجداده من فطاحل العلماء وابرع الكتاب والشعراء". وبنفس المناسبة نوه مدلسي بالجهود الكبيرة التي بذلها الدكتور عبد الرحمان الحاج صالح رئيس المجمع الذي أرجع له الفضل الكبير في توليه فكرة إنشاء مشروع الذخيرة العربية والتحسيس بأهميته على المستويين الوطني والعربي"، مؤكدا أن وزارة الخارجية "ما فتئت تبذل جهودها لتحقيق مشروع الذخيرة على مدار عدة سنوات من خلال إعداد العدة والإقناع بضرورة الخوض في مثل هذا العمل القومي المفيد"، ليذكّر الوزير بالندوة الأولى التي انعقدت بالجزائر سنة 1991 للنظر في كيفية انجاز المشروع والتي حضرها ممثلون من الدول العربية حيث اقترحت الجزائر آنذاك ولأول مرة مبدأ العمل العربي المشترك في هذا المجال، كما ذكر أن جامعة الدول العربية رحبت بمشروع مؤسسة الذخيرة العربية وقرر مجلس وزراء الخارجية العرب في دورته المنعقدة في شهر سبتمبر 2008 بجعل هذه المؤسسة من ضمن مؤسسات الجامعة العربية. من جهته أكد حاج صالح أن مشروع الذخيرة العربية فكرة قديمة تعود إلى حوالي 20 سنة رحبت به وانضمت إليه الآن الدولة العربية مبرزا أن هذه الذخيرة ستكون على شكل شبكة معلوماتية تحتوي على كل المعطيات والمعلومات باللغة العربية بغية ترقية مستوى المواطن العربي، ليضيف عبد الله بابكر ممثل الأمين العام لجامعة الدول العربية في هذا اللقاء، أن انجاز مؤسسة الذخيرة العربية يعد "لبنة جديدة" من شأنها تدعيم أواصر "التعاون العربي المشترك".