كشف الإتحاد الإفريقي لكرة القدم برئاسة عيسى حياتو على محدوديته في التعامل مع القضايا الطارئة على المستوى القاري، ويمكن القول أن هذه الهيئة القارية تجاوزتها بعض الأحداث، ولم تستطع أن تكون عادلة فيها، وقد أظهرت كأس إفريقيا التي نظمت في أنغولا والتي انتهت أمس عيوب الكاف، التي أعطت صورة على المستوى الذي لازال عليه الأفارقة، وهم الذين سينظمون كأس العالم في قارتهم. فقد حرمت الكاف من خلال قرارها المفاجئ المنتخب الطوغولي من المشاركة في كأس أمم إفريقيا مرتين، وهو الذي اعتدي عليه بالرصاص وفقد أرواحا في صفوفه، وقام رئيس الإتحاد الإفريقي عيسى حياتو بزيارته وأكد للاعبيه ومسيريه أنه سيحترم القرار الذي سيتخذونه إن أرادوا المشاركة أو الانسحاب، غير أنه لم يف بهذا الوعد وفي أول مناسبة سلط العقوبة على الطوغوليين الذين لا ذنب لهم، خاصة وأن لاعبيهم كانوا تحت وقع الصدمة وضغط كبير، ولوا تعلق الأمر بفريق كبير وبلد كبير أيضا، هل سيتخذ حياتو وحاشيته نفس القرار؟. أمر آخر يبقى كوصمة عار في مكاتب "الكاف" المتواجد مقرها في القاهرة المصرية، وهو التحكيم السيئ الذي شهدته العديد من مباريات كأس أمم إفريقيا، خاصة في الدور الربع نهائي والتي أظهرت محدودية بعض الحكام، الذين اختارتهم هذه الهيئة لإدارة لقاءات هذه الدورة، حكام كان من المفروض أن يكونوا في مستوى عال، خاصة وأن من بينهم من عينوا لمباريات كأس العالم، فلم تستطع "الكاف" مراقبة هؤلاء الذين ارتكبوا أخطاء لا ترتكب على هذا المستوى من المنافسة، وما فعله كوجيا في لقاء كبير بين الجزائر ومصر، لدليل على التسيب الكبير في محلات الاتحادية الإفريقية لكرة القدم. ولعل ما سيسجل على هذا الإتحاد الإفريقي، عدم اتخاذ أي قرار لحد الآن فيما يخص أحداث القاهرة والاعتداء الجبان على المنتخب الوطني الجزائري، رغم التقارير التي أعدتها الاتحادية الجزائرية لكرة القدم والأدلة التي تدين المصريين، قبل اللقاء الفاصل الذي لعب في أم درمان وأهل الخضر إلى المونديال. فالإتحاد الإفريقي الذي سيكون صاحب الضيافة في كأس العالم التي ستلعب في جنوب إفريقيا والذي أظهر هذه العيوب، لابد من إعادة النظر في كيفية تسييره خلال الجمعية الانتخابية القادمة، من طرف البلدان الأعضاء، والتي يطالب بعضها بتغيير مقر الاتحاد الدولي من القاهرة إلى بلد آخر، أو كما طالب أديبايور مهاجم منتخب الطوغو برحيل عيسى حياتو رئيس الاتحاد الإفريقي.