تنظّم مؤسسة "الأمير عبد القادر" اليوم وغدا ملتقى دوليا ستتمحور أشغاله حول رمزية المبايعة، في مبادرة لتكريم "ذكرى جندي السلام الذي كتب له القدر شرف المقاومة لأجل حمل خصومه إلى مقام الإنسانية وضمّهم إلى أخوة أممية مع دحر القوى الأجنبية على عتبات الإيمان وإلقائهم خارج حدود بلاده". وأشار السيد زعيم خنشلاوي الذي يشرف على التنسيق الأكاديمي للملتقى إلى أنّ "للمبايعة بعد روحاني يتعدّى الطابع السياسي وتشكّل الركيزة الأخلاقية للدولة الجزائرية"، موضّحا أنّ التدخّلات الأكاديمية المبرمجة "ستقوم بجرد وصفي لعدد من الجوانب الأنثربولوجية والفلسفية والتاريخية وكذا الفيلولوجية واللاهوتية وإلقاء إضاءة جديدة على الإشكالية العلمية المطروحة". ويعدّ الأمير عبد القادر ذاك الرجل الرمز الحامل لرسالة ذات أبعاد وطنية وعالمية "مصلحا فريدا من نوعه" و"أسوة يقتدى بها" حسب ما يؤكّده الخبير في الأنثربولوجيا زعيم خنشلاوي، الذي قال ل"واج" عشية الملتقى الدولي "يعدّ الأمير مصلحا فريدا من نوعه، فهو أسوة يقتدى بها لحمله رسالة نادرة الشموخ ودائمة الحيوية". وأشار المتحدّث إلى أنّ الأمير عبد القادر "تمكّن من القيام بعدّة إصلاحات مع احتفاظه بالجوهر، فقد كان على دراية ووعي بالتحوّلات التي كان المجتمع على وشك معايشتها، لذا سعى إلى إعادة ترتيب المجتمع وتسجيل شعبه في صفوف مدرسة العالم ليتعلّم حتى من الأعداء ويقلّد الأفضل مما عندهم ليحسّنه ويطوّره". واعتبر السيد خنشلاوي أنّ الأمير عبد القادر يعدّ كذلك بمثابة "الأب الروحي للدولة الجزائرية الحديثة"، مشيرا إلى أنّنا "مدينون له بإقامة جيش نظامي وبضرب عملة وطنية وبتنظيم راية ورموز وأختام الدولة وبإصلاح نظام الفتوى والعدالة والاقتصاد والتعليم والصحة وبخلق مجلس شورى وباعتماد سفراء وتسمية وزراء ...إلخ". واستطرد في نفس القول أنّنا ندين للأمير بإرساء دولة القانون، مضيفا انّه "بإمكاننا الاستلهام من رؤية الأمير لإقامة مشروع مجتمع عصري منفتح مع بقائنا متمسكين بأصولنا فخورين بجذورنا"، داعيا الشباب إلى تكريم ذكرى خلافة أجداده وعلى حمل أمانتهم المادية والمعنوية بشرف وإخلاص مؤكّدا ضرورة تحسيس الأجيال الناشئة بالمسؤولية وربطهم بتاريخهم.