تعتز ليندة بتراث والدها الفنان الراحل رويشد وترى فيه رمزا ثقافيا وطنيا ومدرسة فنية تخرجت منها الأجيال، تتذكر مع "المساء" أيامه الجميلة وما تعلمته على يده... - ألا ترين أنك تحملين بعض ملامح أبيك؟ * شرف لي أن أشبه والدي، يقولون أنني أحمل ابتسامته وروحه الخفيفة، أتمنى أن أشبهه في إنجازاته وحب الناس له. - باعتبارك من عائلة فنية، ماهي علاقتك بالتمثيل وبالفن عموما، أم أن مجال اهتمامك خارج ذلك؟ * أنا مختصة نفسانية وقمت بإنجاز رسالة الماجستير حول موضوع العلاقة بين الممثلين والفنانين التشكيليين، وبالطبع اكتسبت من خلال هذه الدراسة خبرة فنية لا بأس بها، أما من جهة عائلتي فتشربت الفن الراقي منذ صغري وهذا بفضل أبي رحمه الله أولا وأخيرا. - حدثينا عن الراحل رويشد وكيف كانت علاقتك به؟ * كان والدي متواضعا، سخيا لا ينام حتى في سنه المتقدمة، كان لا يركن إلى النوم والراحة، فهو كثير النشاط والحركة، ينهض مبكرا للقيام بواجباته الأسرية ثم يخصص كامل وقته تقريبا للكتابة والتأليف، كما كان والدي كثير التجوال والاحتكاك بالناس البسطاء، الأمر الذي جلب له حبهم وتقديرهم حتى بعد وفاته، لقد كان مثلا لا يتكبر ولا يحس بالحرج حينما يجلس جنبا الى جنب مع متسول ما في الحديقة العامة ليحاوره ويناقشه وليكتشف معه مأساة اجتماعية ما. كان رويشد فائق الذكاء لا يخاف في قول الحق لومة لائم، اتخذ من فنه أداة لطرح قضايا مجتمعه، بل وتنبأ بالتغيرات التي ستطرأ على مجتمعنا الجزائري. رويشد هو أيضا ابن المدينة الذي عكس تراثا ثقافيا خاصا وحاول دوما التشبث بالهوية الوطنية الجزائرية، على الرغم من أسلوبه الفني الذي خطا به الى العالمية والإنسانية. علاقتي بالراحل لم تختلف عن علاقة أخي مصطفى به، فأخي الفنان مصطفى تعلم منه الكثير ربما أكثر بكثير مما تعلمه في معهد التكوين ببرج الكيفان، يذكر أخي مثلا أن والدي أدخله في تربص مغلق ببيتنا دام شهرين وذلك يوميا من التاسعة صباحا الى التاسعة مساء، وشمل التربص التمثيل والتأليف والإخراج، وفي النهاية قيم روشيد ابنه مصطفى بعلامة 7 من 10. بدوري، كنت قريبة من والدي، فقد كان رحمه الله معجبا بخط كتابتي الجميل فقرر أن أكتب له نصوصه، ولم تكن العملية آلية، بل كنا نتناقش ونتحاور في مضمون هذه النصوص. - هل أحسست أن والدك عاملك كامرأة، ولم تكن لك نفس حظوظ أخيك مثلا؟ * بالعكس، كان والدي يؤمن بحقوق المرأة ومساواتها مع الرجل وأنا أحسن دليل على ذلك، فقد كان يحترمني ويجادلني ويأخذ برأيي أحيانا وكنت أفتح معه نقاشات في كل المواضيع، لقد كان متفتحا. - ماهو الهدف من انضمامك إلى جمعية أصدقاء رويشد؟ * باعتباري ابنته وأيضا واحدة من جمهوره، فأنا فخورة بانضمامي إلى الجمعية التي تترأسها السيدة فتيحة بربار، وأتمنى أن تلقى الاستمرارية، لأن الهدف منها هو الإبداع والتجديد والابتعاد عن الرتابة والخروج إلى الجمهور كما كان يفعل أبي، فالجمعية ليست تحنيطا لذكرى والدي بقدر ماهي بعث لروحه وفنه الشعبي الأصيل.