عندما تلامس الأنامل القلم على مساحة الورقة يطلق العنان لنفسية الشاعر ممتطية فرس الإبداع راكضا على نغمات الروح ومخيلة العقل، ضاربا في جذور التراث والأصالة مازجا بين الحقيقة والخيال باحثا عن الجمال عاكسا لعمل فكري ثقافي اجتماعي بلمسات وكلمات صائحة في صمت عميق. لذا فقد أبحر الشاعر الشعبي »تكلوين ندونيث« علي مسعودي في زورق ليأخدنا معه في عالم الشعر والفن الأصيل المنبعث من أعماق المبدع مترجما قصائد وكلمات سهلة، عذبة، تأثر صاحبها بتراثه وأصالته، فسبح في الوسط الأدبي كشاعر »يماقورايا« الذي التقيناه على هامش المهرجان الثقافي لمدينة بجاية وكان له هذا الحوارالشيق:
- قدم نفسك للجمهور، وكيف كانت بدايتك مع الشعر والكتابات الأدبية؟ * علي مسعودي إطارفي التربية والتعليم، متقاعد حاليا، ولدت بقرية تيزي القرن ببلدية تاوريرت اغيل دائرة أدكر ولاية بجاية، كرست شبابي في تكوين الأجيال الصاعدة، حاليا أكثرهم إطارات في مختلف الميادين، من عائلة محافظة تعلمت القرآن الكريم على يد والدي، وكانت أولى محاولاتي الشعرية سنة 1974، حيث تأثرت كثيرا بالغناء الشعبي المتداول في الأعراس والمناسبات والذي زرع في نفسي وفي وجداني شحنة شعرية وأدبية بادرت من خلالها الى الإبحار في الشعرالشعبي الأمازيغي وكانت لي كتابات حتى باللغة العربية. - وماهي أهم أعمالك ومشاركاتك الأدبية والشعرية؟ * كانت لي عدة أعمال أدبية وشعرية منها المصنفات الدرامية باللغتين أخرجت منها ثلاث روايات عبر الإذاعة المحلية والوطنية، قدمت أيضا عدة حصص شعرية بالعربية والأمازيغية عبر إذاعة »باسطل« بفرنسا وعبر إذاعة الصومام الجهوية. كما أنني عضو في الديوان الوطني لحقوق التأليف والحقوق المجاورة، شاركت في عدة مهرجانات محلية ووطنية منها مهرجان الجزائر العاصمة للشعر الشعبي سنة 1978، وتحصلت من خلالها على عدة جوائز، وسامات وشهادات تقديرية. - مكانة الشعر الشعبي ببجاية ومنطقة القبائل ككل، كيف هي؟ * الشعر الشعبي كان عبارة عن أهازيج غنائية يؤديها سكان المناطق الريفية في عدة مناسبات خاصة الأعراس واللقاءات، وهو يختلف من مكان إلى آخرحسب طبيعة المنطقة والسكان، الى جانب التسميات التي تعطى لها حسب المضمون والرسالة التي يراد ايصالها الى الجمهور، ومع مرورالوقت أصبح الشعراء يؤدون هذه القصائد مع الأخذ بعين الاعتبار الوزن والقافية الى جانب الاجتهاد في كتابة قصائد أخرى لها عدة مضامين كالمصالحة، حسب الوطن، الانتماء الحضاري والأصالة، المرأة، العائلة والعادات والتقاليد. - مشاريعك في المستقبل القريب؟ * الكتابات والقصائد ليس لها مكان أوزمان محدد، فالعمل متواصل وانشغالنا هذه الأيام بالتنقلات الى معظم الولايات عبرالتراب الوطني جعلنا نكثف من خلال المهرجانات الثقافية للفنون الشعبية، حيث تمكنا من ابراز أهم اعمالنا والتي نالت اعجاب الحاضرين الذين تجاوبوا كثيرا مع أهم القصائد والكتابات الأدبية التي قدمنا ها خاصة بعد تمكننا بالاحتكاك مع بعض شعراء الكتابات الشعبية على غرار شعراء خنشلة الذين أحييهم بالمناسبة وأحيي فيهم روح الابداع والزخم الفكري، الروحي والثقافي، وسيصدر لي كتاب في الشعرالشعبي باللغتين العربية والأمازيغية. - وماهي رسالتك للقراء ومتذوقي الشعر الشعبي؟ * أشكر جريدة »المساء« التي أبت إلا أن تغطي كامل أيام المهرجان الثقافي لولاية بجاية وخاصة الأمسيات الأدبية والشعرية وأشكر اهتمامها بالثقافة الشعبية، ولقراء وطاقم الجريدة أتمنى كل النجاح والتألق ودمتم في خدمة الثقافة والاعلام.