يسير الملف النووي الإيراني بخطى متسارعة باتجاه مزيد من التصعيد بعد رفض الحكومة الإيرانية أمس للمقترح الأمريكي القاضي بتزويد طهران بالنظائر الطبية مقابل تخليها عن تخصيب اليورانيوم المشع بنسبة عالية. وقال رمين مهمانبراست المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أن عرض واشنطن بغير المنطقي بالنظر إلى الاحتياجات الكبيرة للمرضى الإيرانيين وخاصة أولئك الذين يعانون من أمراض خبيثة. وأضاف المسؤول الإيراني أن "الحل لا يكمن في إيقاف عمل مفاعل أبحاث طهران الذي سيقوم بصناعة هذه النظائر أو إيقاف تصنيع الأدوية ولكن الحل الأمثل يكمن في قيام الدول العظمى على مساعدتنا على إقامة مفاعلات أخرى تكون قادرة على إنتاج الأدوية الخاصة بمعالجة الأمراض المستعصية. (الوكالات) وكان المسؤول الإيراني قد أكد قبل يومين أن بلاده تحتاج لتأمين الوقود النووي بجميع الوسائل الممكنة لأنه إذا أعيق عمل مفاعل الأبحاث في طهران فسيواجه نحو مليون مريض مشاكل تأمين الأدوية لهم وخاصة أولئك الذين يعانون من أمراض السرطان. وكانت الولاياتالمتحدةالأمريكية أعربت أمس عن استعدادها لتوفير النظائر الطبية لتشغيل مفاعل العاصمة طهران مقابل وقف تخصيبها لليورانيوم الذي تقول أنها تحتاجه للحصول على هذه النظائر. وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية فيليب كرولي إن الولاياتالمتحدة ودول أخرى لم يسمها "ستقدم مقترحا جديدا إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتزويد إيران بتلك النظائر الطبية". وأضاف "وجهة نظرنا هي أنه إذا كان لإيران حاجة محددة فنحن على استعداد للمشاركة البناءة ومحاولة تحديد السبل التي يمكن من خلالها أن يلبي المجتمع الدولي وربما الولاياتالمتحدة هذه الحاجة". وأشار إلى انه وفقا للاقتراح الجديد سيسهل المجتمع الدولي "حصول إيران على النظائر الطبية من دولة ثالثة". ويأتي الاقتراح الأمريكي بعد أن أبلغت طهران الوكالة الدولية للطاقة الذرية رسميا عزمها تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 بالمائة الذي بدأ أول أمس بعد فشل "مجموعة 5+1 " التي تضم الدول الخمس الأعضاء في مجلس الأمن الدولي وألمانيا في إقناع الجانب الإيراني بقبول اقتراحاتها حول تخصيب اليورانيوم الإيراني في الخارج لإنتاج الوقود النووي المطلوب لمواصلة عمل مفاعل طهران للبحوث الطبية. لكن المسؤول الأمريكي اعتبر أن "هناك بدائل" مشيرا إلى أن القرار الإيراني لرفع معالجة اليورانيوم إلى مستوى 20 بالمائة "يعتبر خطوة غير ضرورية". وقال أن إعطاء إيران فرصة شراء النظائر الطبية "سيكون الطريق الأسرع والأقل ثمنا لتفادي نفاذ النظائر في إيران والمساعدة في بناء الثقة". والمؤكد أن رفض طهران العرض الأمريكي سيزيد من تعقيد أزمة الملف النووي الإيراني الذي دخل منعرجا حاسما بعد قرار السلطات الإيرانية تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 بالمئة في مفاعل نتانز وسط البلاد، والذي أثار ردود فعل دولية مختلفة بين مؤيدة ورافضة. وهو القرار الذي جعل الولاياتالمتحدة تهدد بالكف عن انتهاج اللغة الدبلوماسية وعدم مد اليد مجددا لإيران بهدف ممارسة ضغوط أحادية الجانب عليها لحملها على التخلي عن برنامجها النووي الذي يثير جدلا حادا على الساحة الدولية. واعتبرت ألان توسشير نائبة كاتب الدولة المكلف بمراقبة التسلح بأن قرار طهران تخصيب اليورانيوم لا يسير في الاتجاه الصحيح وقالت إن "الوقت يمر والإيرانيين لم ينجحوا في كسب ثقة الآخرين مما يثير شكوكا جادة حول نواياهم الحقيقية" واكدت أن الوقت غير مناسب لزيادة درجة الشكوك حول نواياهم".